الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

لا تدوسوا الورود...بقلم: نادر أبو تامر

كل العرب-الناصرة
نُشر: 27/12/09 17:28,  حُتلن: 18:17

* ما الخطأ بان يفرح النصراوي بتسجيل فريقه هدفا ثم يأتي السخنيني ليسعد بلاعبه يهز شباك الطرف الآخر...
شتائم وغاز مسيل للدموع وحجارة.... على ايش؟ شو في بستاهل؟ ولماذا يحدث هذا بين إخوة أشقاء...

* كنت قد استغربت عندما رأيت انعكاسات المباراة المصيرية بين منتخبي الجزائر ومصر للتأهل لكاس العالم... وأدهشني كيف تصاعد الموقف حتى كاد يصبح أزمة سياسية بالكاد تقع بين أعداء... وها نحن نعيدها عندنا

لماذا تنتهي المصارعة عندهم بالمحبة وتنتهي المحبة عندنا بالمصارعة...

عندما فاز اتحاد أبناء سخنين في حينه بكاس الدولة في كرة القدم في البلاد اتصل بي صديقي علاء من الناصرة وقال لي أهنئك يا عزيزي وأشعر بأن الناصرة وكل الوسط العربي هو الذي فاز بالكأس... وأشعر ان هذا الكأس موجود في بيت كل مواطن عربي في لبلاد...

انجاز سخنين أو شفاعمرو أو طمرة أو ام الفحم هو انجاز لكل مواطن عربي في البلاد لكن "يا فرحة ما تمت" حيث تدحرجت الكرة إلى خارج الملعب الرياضي وبدلا من أن نتقاذف الكرة صرنا نتقاذف الشتائم والحجارة وبدلا من ان نشم عطر المحبة صرنا نستنشق الغاز المسيل للدموع.
"مؤسف جدا"، بهذه الكلمات يبدأ تقرير صحفي وخبر يتحدث اليوم عن مباراة الديربي بين الفريقين العربيين الأفضل... فكيف يحول لقاء الديربي إلى لقاء الضرب... كانت كل التوقعات تشير إلى غير ذلك. ماذا تتوقع من سفيرك إلى الدرجة العليا؟ ماذا تتوقع من ممثلك في ارفع المستويات... إنّ ما نتوقعه هو مستوى رفيع من المحبة والمودة والروح الرياضية.... وهو ليس بالمطلب الكبير...
لا يعقل أن تحدث هذه المشاكل أمس الأول في تلك المدينة أو القرية، واليوم في سخنين وغدًا في الناصرة... كل ما في الأمر هو مباراة في كرة القدم يجب ان يكون أساسها الروح الرياضية الحقيقية...
ما الخطأ بان يفرح النصراوي بتسجيل فريقه هدفا ثم يأتي السخنيني ليسعد بلاعبه يهز شباك الطرف الآخر...
شتائم وغاز مسيل للدموع وحجارة.... على ايش؟ شو في بستاهل؟ ولماذا يحدث هذا بين إخوة أشقاء...
كنت قد استغربت عندما رأيت انعكاسات المباراة المصيرية بين منتخبي الجزائر ومصر للتأهل لكاس العالم... وأدهشني كيف تصاعد الموقف حتى كاد يصبح أزمة سياسية بالكاد تقع بين أعداء... وها نحن نعيدها عندنا، وفي أكثر من ملعب والنتيجة اعتقالات وإغلاق ملعب و و و ...
بينما كنت اقلب محطات التلفزيون يوم الخميس الماضي لفت نظري الضرب القاتل بين مصارعين محترفين انهالا على بعضهما البعض بضربات تكاد تزحزحني أنا المتفرج من مكاني... لم أرغب في مشاهدة هذه الكميات الفتاكة من العنف الشديد فغيرت المحطة.... بعد قليل، بدأت أعيد تقليب المحطات فعاد إليَّ المصارعان والمباراة في نهايتها، وأعجبت بهما يتعانقان بينما كان أحدهما يرفع حزام البطولة والآخر يهنئه بالفوز... المصارعان اللذان كادا يقضي احدهما على الآخر يتبادلان التهاني والتحيات، أما عندنا فنحول التحيات إلى مصارعة وعراك وشرطة تتدخل وحزازات وحساسيات تتفاقم وتشتعل... وباقات الورد التي نوزعها في بداية المباراة ندووس عليها عند انتهائها
ما زلنا في مربع عصبيتنا: القبلية والعائلية والحمائلية والطائفية والبلدية... لا ادري إذا كانت بلدة تفخر بأبنائها الذين يتشاجرون مع أبناء بلدة أخرى لمجرد أنهم يسكنون هناك وليس هنا...
آن الأوان ان نترفع عن هذه الفئويات الضيقة وان نكون بحجم الموقف والحدث... والله عيب... وبغض النظر من بدأ ومن تابع ومن استمر وأين انتهى الموقف....
عندما يسجل الدكتور بشير أو خوالد أو فاهوم براءة اختراع لا يهمنا من أي بلدة أتى.. بل نبارك له انجازه.. ولماذا يهمني إذا كان سخنينيا أو نصراويا أو عكيا أو شفاعمريا... بل أفرح له واصفق...
على المسؤولين المسارعة إلى إعادة المياه لمجاريها قبل ان يصبح الشجار هو هو سيد الموقف...
أمس، اتصلت بصديقي علاء لأعايد بمناسبة الأعياد المباركة فقال لي: هل تذكر مكالمتي لك بعدما فازت سخنين بكاس الدولة؟ "نعم" قلت له وظننته يفحص قدرتي على التذكر. فتابع يقول: "اشعر اليوم أن احدهم سرق ألكاس من بيتي؟ لماذا؟ سألته، فقال: بسبب الأحداث التي وقعت أمس بين جمهوري الناصرة وسخنين. أرجو من جميع المسؤولين ان يعيدوا الكأس إلى بيوتنا...

قرأت قبل أيام قصة تصلح للموقف في كتاب صديقي جريس عواد الصدى: بين أخوين نشب خلاف قرر أحدهما حفر وادٍ بينهما. فقرر الآخر أن يعاقبه ويقيم جدارا من خشب بينهما. استدعى نجارًا وفي نهاية النهار وجده قد بنى جسرًا. وحن رأى الأخ الأول الجسر اقترب من أخيه واعتذر له. أقيموا الجسور بينكم. لا الحواجز. 

مقالات متعلقة