الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 16:01

بعيدا عن السياسة قريبا من التصرف الأخلاقي

أحمد حازم
نُشر: 06/02/24 10:26,  حُتلن: 19:32

اخترت اليوم العودة مجددا لكتابة مقال خارج نطاق السياسة وبعيدا عن هموم الحرب وعما تعيشه المنطقة، لأريح القارئ ولو مؤقتاً من سماع أخبار القتل والتدمير. وهذه ليست المرة الأولى التي أصطحب فيها القارئ بعيدا عن السياسة، فقد فعلت ذلك سابقا. ولكثرة ما اشاهده في الشارع العربي من تصرفات غير مقبولة فإني أرى لزاماً علي أن أجدد التطرق لهذا الأمر.

لقد تعلمنا من تربيتنا البيتية أن تكون سلوكياتنا لائقة وحسنة مع البيئة التي نتعايش فيها، لأن السلوكيات هي بالدرجة الأولى تربية في الأساس. لكن هناك سلوكيات نعيشها كل يوم في الشارع العربي، وللأسف سلوكيات فوضوية إستهتارية، لا تدعو الى الافتخار، بل إلى الاشمئزاز.

ذات يوم، أردت الذهاب إلى وسط البلد في الباص، وفي المحطة الموجودة أمام بيتي رأيت سيارة مركونة لدرجة أن منتظري الباص، لا يستطيعون الجلوس على المقعد المخصص لهم في المحطة بسبب السيارة.
عرفت من أحدهم اسم صاحب السيارة ورقم هاتفه، فاتصلت به وقلت له باحترام، ان ما فعله منافٍ لكل السلوكيات ومخالف للقانون، وليس من المنطق إيقاف السيارة بهذا الشكل.

كنت أتوقع من صاحب السيارة الاعتذار على فعلته، لكنه كان في منتهى الوقاحة، حيث أجابني: "أنا بدّي أصف سيارتي وين ما بدّي.. وما حدا إلو عندي إشي" هكذا كان رد صاحب السيارة، ضارباً بعرض الحائط كل معايير الأخلاق والتصرفات اللائقة.

صورة أخرى بوجهين: كنت مع أحد الأشخاص لإتمام معاملة في وزارة الداخلية في الناصرة العليا، وفي طريق العودة، أكمل الشاب شرب ما تبقى من علبة عصير كانت معه. وظلت العلبة الفارغة في يده، حتى وصلنا الناصرة العربية، ففتح النافذة ورمى بالعلبة على الشارع. سألته: لماذا لم تفعل ذلك في الناصرة العليا؟ فقال بكل برودة أعصاب: "يمكن حدا يشوفني ... وهاي بهدلة وفيها مخالفة". تصوّروا أن هذا الشاب أخذ بعين الاعتبار إمكانية أن يتعرض للمحاسبة، وحسب ألف حساب للمحيط اليهودي، ولذلك تصرّف خوفاً وليس احتراماً للقوانين.

والسؤال الذي يطرح نفسه دائماّ: لماذا لا نتصرّف نحن العرب (أو بعضنا) مثلما نتصرّف في المناطق اليهودية؟ المفروض منطقياً وأخلاقياً أن نحافظ أيضاّ على بيئتنا واحترامنا للقوانين فيها.

الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "إنَّما بُعِثت لأتمِّم مكارم الأخلاق". وأثنى الله سبحانه وتعالى على الرسول الكريم بالقول: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ". والإنسان يتمّ تقييمه من خلال سلوكياته وأخلاقه، ولا يمكن أن يكون المرء محبوباً بين الناس إذا كانت أخلاقه سيئة. فبحسن الخلق يرتقي المرء إلى قلوب الناس. فلنحسن أخلاقنا وسلوكياتنا أينما كنّا.

وأخيراً...

تصرف الشخص يعكس سلوكه وأخلاقه ولكل الذين يمارسون سلوكيات مرفوضة، أقول: عيب... والله عيب.

مقالات متعلقة