الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 14:02

تصاعد العنف وحتمية تسليط الضوء عليه في اجندة الرؤساء الجدد

خالد خليفة
نُشر: 11/03/24 10:39,  حُتلن: 15:53

يتفاقم في خضم هذه الأيام العنف والقتل الغير مفهوم  في مجتمعنا العربي ، ونستيقظ يوميا على عمليات اغتيال واستهداف لأشخاص حُكم عليهم ميدانيًا بالاعدام ، تشمل كافة القرى والمدن العربية بحيث بدت الحياة لا تطاق في قرانا ومدننا. فالعنف ينتشر في كافة المناطق من النقب إلى المثلث والجليل والمدن الساحلية ، وقد وصل القتل والاغتيال في بعض الاحيان الى مدن الضفة الغربية وحتى خارج البلاد . وقد قُتِل فقط في اليومين الاخيرين 7 اشخاص عرب في النقب ، المغار ، يركا ، وباقة الغربية واللد . ولم يُبلّغ عن أي تحقيق جدّي قامت به الشرطة لكشف كافّة عمليات القتل هذه ، بل ركزت على اعتقال 4 اشخاص كانوا متورطين في مقتل امراة يهودية في كريات اتا . حيث وصل اعداد القتلى الى 37 ضحية خلال 70 يومًا منذ مطلع عام  2024 .  وبعد سجالات وتساؤلات للصحفيين مع الناطقين بلسان الشرطة الاسرائيلية قالوها بالحرف الواحد انهم لا يملكون  اي حلول للعنف في الوسط العربي على الرغم من ان كافة القرى العربية تعِجّ بالكاميرات الدقيقة والمُخبرين الذين يعملون مع الشرطة . 
أما الصحافة العبرية فبدأت تغطي عمليات القتل ، فيوميا تسرد الأرقام بدون أي عواطف وبدون ذكر اسماء الضحايا العرب اللذين يُقتلون ولا خلفياتهم.

اما في الوسط اليهودي فإنها تذكر وبالتفاصيل الدقيقة ما يحدث من عنف هناك . حيث تذكر الأسماء وتعلو نسبة التضامن مع ضحايا العنف هناك ، ويمكننا القول اننا  بتنا نعرف أسماء الضحايا اليهود والتي بدأت تزداد يوميا فردًا فردًا اكثر من الضحايا العرب.  وفي خلاصة الامر فما نراه في الاعلام الاسرائيلي في الآونة الاخيرة هو الفصل التام في تغطية العنف في الوسط العربي عن تغطيته في الوسط اليهودي.

فالعنف في الوسط اليهودي هو انساني نابع عن الحداثة والعلاقات الإنسانية بين الافراد في مجتمع مدني اما تغطيته في الوسط العربي فهو عنف ذا دوافع قبلية وجنائية ورغبات قتل وانتقام غير مفهومة وواضحة المعالم بين افراد المجتمع الواحد.  ويمكنني القول ان العنف في الوسط العربي هو نتيجة واضحة لاهمال كبير بكل ما يتعلق بالاستثمار الغير عادل بالميزانيات في التربية والتعليم ،  وزج مجتمع بالكامل الى الهامش الاقتصادي الاجتماعي والمدني في مجتمع سريع التقدم .

 فالمجتمع العربي مُهمَل وقيادته لا تقوم بواجبها ولا توضح مسببات العنف لنا كمجتمع انتقالي وللآخرين. او للسلطة الحاكمة المعنية فقط بسيطرة فئة واحدة على الاخرى والكل يعرف ما اعنيه .
واذا نظرنا اليوم الى نتائج الانتخابات المحلية الجديدة وظهور رؤساء جدد والصراع على انتخاب رئيس اللجنة القطرية ورئيس لجنة المتابعة فإننا لا نرى ان العنف يتصدر اجندة هؤلاء الرؤساء الذين يتصارعون على المناصب ، ولا نراهم يعملون على وضع خطة متكاملة لمواجهة العنف في الوسط العربي . اضافة الى ذلك ، فان مجتمعنا يواجه حوادث العمل التي تحصد الكثيرين حيث ان ضحايا هذه الحوادث تصل الى مئة شخص في العام وحوادث الطرق التي تقتل ايضا في مجتمعنا وتضرب اوزاره وتتركه بعيدا في الخلف.

 اننا بحاجه الى استراتيجية متكاملة لمواجهة الضربات التي تعصف بمجتمعنا من عنف وحوادث طرق تودي بحياة الكثيرين.انه من الواجب على القيادة أن تضع مثل هذه الاستراتيجية لمجتمعنا وتقنع كافة المركبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعمل بحزم على كبح هذه الآفات الخطيرة ووضع خطة وبرنامج حديث المعالم و بالتنسيق مع كافة المركبات لإيجاد حل جذري لما يضرب بالصميم في مجتمعنا.

مقالات متعلقة