الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 05:01

باب الحارة مخلع

بقلم: شوقية عروق
نُشر: 26/08/09 13:39,  حُتلن: 07:28
* كلنا نعلم ان ابواب حاراتنا (مخلعة ) وقد وصل الخلع والعطب الى كل شيء
* القناة الفضائية  تعكس فكر ورؤية وسياسة القائمين عليها , تعكس الحكومات التي تقف وتغذي وتحاول نشر رؤيتها
* جعلوا من شهر رمضان حلبة للتنافس الفني وايضاً يضاف الى الحلبة كمية الأعلانات التي تشق طريقها الى الشاشات بقوة اموالها ولكن تبقى في الروح جمرة تلسع وتحرق

اصبحت المسلسلات التلفزيونية جزءاً هاماً في شهر رمضان , وكأن هذا الشهر الكريم لايمضي الا اذا حقنوا المواطن العربي بجرعات مكثفة من الحكايات والقصص والبرامج التي تترهل على ابواب لياليهم وتفضي الى ساعات تستسلم الى التحديق والتفتيش بين القنوات الفضائية التي تحول اصطيادها سهلاً جداً في عصر الأقمار الأصطناعية .
يتحدثون عن الصراع القائم بين المحطات الأرضية والفضائية العربية , كأنهم يتحدثون عن حروب خفية وانتصارات وهمية , اصبح عرض مسلسل في محطة فضائية قبل اخرى يثير النزاع والأقاويل , وتفاصيل أي مسلسل تنهال بحركاته واخراجه وممثليه كأن على المواطن العربي تخليد اللقطات في ذاكرته , والمواطن يلهث وراء صناع المسلسلات الذين يجرون وقته الى حالات من الفراغ المحشو بالكلمات المملة .
يفتخرون حين يتكلمون عن المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان , لقد تجاوز عدد المسلسلات الأربعين مسلسلاً , وهذا كمٌ ضخم في فترة وساعات وشهر محدد , لكن السؤال الذي يسأل  هل هذه المسلسلات تصور الواقع العربي الصعب ؟؟ هل تعالج قضايا عربية وتصور مشكلات انسانية تواجه الأنسان العربي المنقوع في الأحتلال والدكتاتورية والأنظمة القمعية, وقوانين الطوارىء والفساد في الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية .. ألخ
القناة الفضائية  تعكس فكر ورؤية وسياسة القائمين عليها , تعكس الحكومات التي تقف وتغذي وتحاول نشر رؤيتها , لذلك ليس هناك استقلالية حتى عند فرض الخارطة الفنية  لشهر رمضان اذ تبقى رهينة لمالكي المحطة ولسياسة الدولة .
ليس من باب المصادفة ان العودة الى الماضي وصفحات التاريخ يشكل المفهوم الرئيسي لأكثر المسلسلات , بل الأستغراق في الماضي قد يسمح بمرور المقارنة بين الماضي والحاضر لكن في ذات الوقت يعطي الأجواء الأجتماعية والسياسية المحبطة فرصة للتنفيس عن الغضب المكبوت .
كلنا نعلم ان ابواب حاراتنا (مخلعة ) وقد وصل الخلع والعطب الى كل شيء , ومحاولة جعل مسلسل (باب الحارة ) الذي حصد الأهتمام واثار الجدل  صورة للتضامن الأخوي ضد الفرنسيين ماهو الا صورة باهتة  لواقع كاذب ليس فيه أي رائحة للتضامن , بل اخبار الدول العربية تبشرنا دائماً ان(انا والغريب على ابن عمي ) , حتى في شهر رمضان لم يتورع النظام المصري عن الأفتخار بأنه استطاع ايجاد عدد من المخازن الغذائية كانت معدة لتهريبها عبر الأنفاق الى قطاع غزة , ولم نعرف مصير المواد الغذائية التي صودرت ؟؟ والتي حرم اهل القطاع المحاصر منها . وما زال اهل غزة في حالة حصار والمسلسلات تغزو البيوت بفرح مجنون .
هذا الأفتخار الناري والقاء القبض على المخازن المعدة للتهريب  لأهالي غزة, لم يصادف أي مسؤول عربي ومصري طالب بفتح ملفات سرقة الأعضاء الفلسطينية التي كشفت  عنها صحيفة سويدية ووقفت الحكومة السويدية الى جانب الصحفي الذي اثار العاصفة وأكد عن صدق تقريره عبر الصور وتصريح العائلات , ورغم الغضب الأسرائيلي لم يتنازل,  ولم نجد أي نقابة للصحفيين العرب تشد من ازره وتقف  ورائه وتفضح الموضوع على مستوى دولي .
جعلوا من شهر رمضان حلبة للتنافس الفني وايضاً يضاف الى الحلبة كمية الأعلانات التي تشق طريقها الى الشاشات بقوة اموالها ولكن تبقى في الروح جمرة تلسع وتحرق  (الواقع العربي شيء والواقع الفني شيء آخر, وشتان بين الثرى والثريا ) . ونحن نركض وراء المسلسلات لعلنا نلتقط خيطاً يدلنا على طريق بدون ابواب مخلعة .
 

مقالات متعلقة