الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 23:01

أفيغدور ليبرمان... الآن بالذات- بقلم: رجا زعاترة

العرب وصيحفة كل
نُشر: 09/07/10 14:12,  حُتلن: 14:14

- رجا زعاترة في مقاله:

*  زعيم "يسرائيل بيتنو" يقف وراء الجزء الأكبر من التصعيد الفاشي الرسمي والشعبي ضد الجماهير العربية

*  ليبرمان لا يستطيع الإشارة إلى أي إنجاز على صعيد السياسة الخارجية وساحته الأساسية اليوم هي الساحة الداخلية

من المتوقع، خلال بضعة شهور، تقديم لائحة اتهام ضد وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وبغضّ النظر عن مدى دقة التقديرات حول استياء زعيم "يسرائيل بيتنو" من كونه غير ذي صلة في السياسة الخارجية الإسرائيلية، أو استخدام باراك له في صراعات القوى داخل حزب "العمل"، فالمحصلة واحدة. وهي أنّ ليبرمان، الذي أصبح عبئًا على هذه الحكومة المأزومة في علاقاتها الدولية، ساحته الأساسية اليوم هي الساحة الداخلية، وتحديدًا: ساحة الجماهير العربية.
فمن التشريعات العنصرية، إلى المحاكمات السياسية والتلفيقات "الأمنية"، وحتى جلسات التحريض البرلمانية، يقف ليبرمان وراء الجزء الأكبر من التصعيد الفاشي الرسمي والشعبي ضد جماهيرنا، خاصة وأنه يسيطر على مواقع هامة في صنع القرار ("صنع" لدرجة الفبركة أحيانًا) كوزارة القضاء ووزارة "الأمن" الداخلي ولجان الكنيست. وهذه وضعية لن تتغيّر حتى إذا ما اضطر ليبرمان إلى الاستقالة.

داء الغباء العنصري
المفارقة هي أنّ حكومة نتنياهو-باراك-ليبرمان هي أضعف الحكومات الإسرائيلية دوليًا منذ حكومة شامير مطلع التسعينات، ولكنها في نفس الوقت إحدى أقوى الحكومات داخليًا. فلديها قاعدة ائتلافية عريضة ومتينة نسبيًا، ورأي عام مصاب بداء الغباء العنصري يقف على يمينها. وحين يقول ليبرمان أن حزبه هو الأثبت في الائتلاف، يجب تصديقه.
 
موازين الهجوم والدفاع
خطورة ليبرمان تزداد الآن تجاهنا، لأنه لا يستطيع الإشارة إلى أي إنجاز خاص به على صعيد السياسة الخارجية: لا في الملف الفلسطيني ولا على جبهة "طهران-أسوان" ولا حتى في "لعبة الكراسي" مع تركيا. خطورته تزداد، أيضًا لأنّ السموم الفاشية التي ينفثها باتت محط إجماع شعبي فاعل في المجتمع الإسرائيلي، لا يمكن مواجهته بالتقوقع والإنكفاء واليأس والتيئيس، بل - بلغة هذه الأيام - بهجمة أممية مرتدة تقلب موازين الهجوم والدفاع، لأن لا وقت إضافي ولا روح رياضية في المعركة ضد الفاشية.

مقالات متعلقة