الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 20:01

ضباب وحربٌ قادمة/ بقلم رجا زعاترة

كل العرب
نُشر: 28/07/10 18:13,  حُتلن: 19:55

- أبرز ما جاء في المقال :

* الاستعدادات لضرب إيران منسّقة حتمًا مع الولايات المتحدة وحلف الناتو

* أي عدوان وإن جرى بالمخلب الإسرائيلي هو عدوان أمريكي أولاً وأخيرًا

* لا علاقة بين الموقف من النظام ومناهضة أي عدوان سيدفع ثمنه الشعب الإيراني

أيًا كان سبب الحادث الذي قتل فيه ستة من ضباط سلاح طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد انقشع الضباب عمّا تخطط له أمريكا وإسرائيل من حرب، تكاد تكون تحصيل حاصل، على إيران. لست بحاجة لأن تكون خبيرًا جغرافيًا كي تفكّك طلسم "التضاريس الجبلية الخاصة" التي تدرّبت فيها المقاتلات الإسرائيلية في رومانيا وقبلها في تركيا.
إحدى الوصفات المجرَّبة أمريكيًا والمستنسخة إسرائيليًا في أحداث من هذا النوع هي إغراق الجمهور – بتواطؤ وسائل الإعلام الشعبية – بسيل من التفصيلات التقنية. فطول الطائرة كذا، وعرضها كذا، وقوة محرّكها كذا.. لتُطمس القضية الأصلية (أنّ هناك احتلال في العراق مثلاً) والشبهة الأساسية (في هذه الحالة): أنّ هناك استعدادات ميدانية جدية لشن عدوان أمريكي-إسرائيلي على إيران. فتدريبات من هذا النوع، بمعدّات من هذا النوع، وعلى أهداف من هذا النوع، لا يمكن إلا أن تكون منسّقة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وأي عدوان على إيران أو غيرها من دول المنطقة، وإن جرى بالمخلب الإسرائيلي، هو عدوان أمريكي أولاً وأخيرًا. لأنّ بقرة "أمن إسرائيل" المقدّسة التي يبجّلها الديمقراطيون والجمهوريون على السواء ليست سوى الترجمة الاستعمارية لموازين القوى التي تتماشى ومصالح هذا الاستعمار، وبضمنها صنيعته إسرائيل.
قبل نحو سنة، تحدث مراقبون إسرائيليون عن معادلة "بوشهار مقابل يتسهار" التي تنوي إدارة "التغيير" فرضها على إسرائيل. وأول أمس، حين تدرّبت مقاتلات الاحتلال على قصف المنشأة الإيرانية، أطلِـق سراح أحد رموز المستوطنة الإسرائيلية، صاحب كتاب فتاوى قتل أطفال "الأغيار"؛ الصورة الآن تبدو أقرب إلى معادلة "بوشهار زائد يتسهار"، ليس لأنّ نتنياهو انتصر على أوباما، بل لأنّ التناقض بينهما هو التفصيل الهامشي في المشهد.
ولا توجد أي علاقة بين الموقف الفكري والسياسي من النظام الإيراني وممارساته الداخلية والخارجية، من جهة، والموقف القاطع ضد أي عدوان سيدفع ثمنه الشعب الإيراني، كما حدث ويحدث في العراق، من جهة ثانية. ومثلما نرفض استخدام القضية الفلسطينية كورقة للمساومة في يد أي نظام في المنطقة، نرفض أيضًا أن تُستخدم كورقة توت، مباشرة أو غير مباشرة، لتمرير المخططات الإجرامية بحق شعوب المنطقة. ولكم في "خارطة الطريق" البوشية عبرة يا أولي الألباب!

مقالات متعلقة