عمار الشيخ زيد :طيلة الشهر الكريم، تملأ المساجد بالمصلين من كافة الأعمار، وفي أيام الجمع لا يكاد المصلي يجد مكانا له داخل المسجد

لشهر رمضان المبارك في نفوس اهالي مدينة ام الفحم مكانة كبرى لا يشغلها سواه من شهور السنة أوالمناسبات والأعياد الدينية، إذ رغم التطور الكبير والتأثيرات الكبيرة وانفتاحها على عدد من الرياح الوافدة؛ فإن اهالي المدينة يظلون أكثر تشبثا بتقاليدهم وعاداتهم الدينية التي ترسخت عبر القرون وتعتبر اكثر المدن نشاطا في الفعاليات الاسلامية والدينية .
يقول الشيخ عمار الشيخ زيد امام مسجد عمر بن الخطاب في مدينة ام الفحم :"يبدأ استعداد اهالي ام الفحم لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ويستعدون له بالصيام في شهر شعبان الذي يبشرهم بهلال رمضان، وكما يتم تحضير مجموعة من الاكلات الخاصة في مدينة ام الفحم واهالها ".

شهر الإيمان والرحمة
ويكمل الشيخ عمار الشيخ زيد حديثه بالقول :"وما أن يدخل شهر رمضان في ام الفحم حتى تنطلق الألسنة بالدعاء إلى الله لكي يجعل الشهر الكريم بداية الخير ونقلة في حياة المرء، فتجد الناس يتبادلون الأدعية والتبريكات فيما بينهم فرحين برمضان الكريم الذي يغير حياتهم رأسا على عقب، وتعود فضيلة صلة الرحم لتطرق أبواب البيوت، وتفتح القلوب للآخرين بمحبة غير معهودة في الشهور الأخرى من السنة، حيث يتبادل الناس الزيارات في الأسبوع الأول من رمضان، حاملين لبعضهم البعض أطيب الأماني في شهر الإيمان والرحمة".
ويكمل الشيخ عمار حديثه بالقول :"طيلة الشهر الكريم، تملأ المساجد بالمصلين من كافة الأعمار، وفي أيام الجمع لا يكاد المصلي يجد مكانا له داخل المسجد، حيث تمتلئ جنبات الشارع بصفوف المصلين وتتوقف حركات السير في الشوارع القريبة من المساجد، في مشاهد جليلة تجعل الإنسان يتمنى أن تكون أيام الله كلها رمضان.
وبعد صلاة العصر يجتمع المصلون بشكل جماعي في كل مسجد للمشاركة في الدرس الديني الخاص في رمضان كما جرت العادة في ام الفحم. تقام ايضا خلال هذا الشهر مباراة في تجويد القرآن والتي تنظمها الحركة الاسلامية وتبرز فيه اصوات فتية رائعة. كما يتسابق العديد من الناس على اختلاف اعمارهم لحفظ سور من كتاب الله وختم هذا الاخير.

الافطارات الجماعية في مدينة ام الفحم
يشير محمد حسونة من سكان حي المحاجنة في مدينة ام الفحم في اول حديثه للإفطارات الجماعية ويحي كل من يساهم ويبادر لها ويقول:"ظاهرة الافطارات الجماعية في مدينة ام الفحم مبادرة تستحق الشكر والتقدير اذ تقوم الكثير من الاطر الفاعلة والجمعيات والحركة الاسلامية ولجان الزكاة بتوزيع المؤن على الأسر المحتاجة كالسكر والزيت والحليب والحلويات وحتى المال".
ويكمل محمد حسونة حديثه ويقول:"تشهد مدينة ام الفحم خلال شهر رمضان إقامة موائد إفطار جماعي، تنظمها بعض الجمعيات الخيرية والإسلامية والتي يجتمع من خلالها اهالي المدينة على مائدة افطار واحدة تتميز باجواء من المحبة والاحترام تساهم في تطوير وتدعيم العلاقات ما بين اهالي المدينة" .
أما جمال محمود نجيب فيقول :"تعيش مدينة ام الفحم خلال شهر رمضان المبارك أجواء رمضانية خاصة تطغى عليها مشاعر المحبة والود والروحانية اذ يعتبر أهل مدينة النور ام الفحم رمضان فرصة ومناسبة مواتية لاحياء العادات والتقاليد التى تميزت بها مدينة ام الفحم عبر أجيالها المتعاقبة.

الفقراء والمحتاجين
فالمجتمع الفحماوي يكشف خلال هذا الشهر الفضيل عن عاداته الاصيلة وتقاليده الراسخة التى تجسد قيم المحبة والتواصل الدينى والاجتماعى وتنم عن التجانس بين افراد المجتمع الفحماوي حيث تقوم المؤسسات الخيرية فى ام الفحم بدور كبير فى هذا الشهر الفضيل فى جمع التبرعات المالية والصدقات عن طريق صناديقها المنتشرة فى المساجد والمراكز والاسواق التجارية وهذه الاموال تنفق على الفقراء والمحتاجين وبها تقوم مشاريع اغاثية فى كثير من البلدان الفقيرة.
ولعل ابرز ما يميز رمضان فى ام الفحم هى تلك المجالس التى تفتحها العائلات فى بيوتها ويقومون بدعوة الاقارب والجيران والاصدقاء والزائرين للتجمع بعد صلاة التراويح والتباحث فى شئون الدين والدنيا وسرد الحكايات وتذكر الماضى اضافة الى مناقشة القضايا التى تشغل الشارع الفحماوي فى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية.
اضافة الى ذلك تشهد مدينة ام الفحم في هذا الشهر الفضيل نشاطا تجارية مميزا من خلال النشاط الكبير لجميع المحلات التجارية من مواد تموينية وهدايا وايضا ملابس ومختلف المستلزمات الاخرى مما يساهم في تنشيط الحركة التجارية في مدينة ام الفحم , حيث تبرز زينة المحلات التجارية بالزينة الرمضانية وليضا بحملات التجارية والتخفيضات والتي تزيد من بهجة هذا الشهر الفضيل .