الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 10:02

سعيد الشيخ- ليذهب المفاوض الفلسطيني ويطرق جدران الخزّان

كل العرب
نُشر: 08/09/10 08:54,  حُتلن: 15:33

سعيد الشيخ في مقاله:

لا مجال لمساومات تمنح الاحتلال الأمن، بينما الشعب الفلسطيني يرزح ويكتوي تحت نير الاحتلال وفي أتون الشتات

العالم منحاز الى هذه الوحشية، بيد انه يرى نقطة الدم الاسرائيلية ولا يرى شلالات الدماء الفلسطينية النازفة في محارق على اثر مجازر

منذ نشوء القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني يشكو من قلّة فهم العالم لقضيته.. وأن هذا العالم قد أدار ظهره سنوات طويلة لعذاباته وشقاءه منذ ان وجد نفسه في الشتات يعيش نكبة متواصله تحت ضربات مستمرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي وبشكل وحشي وفاشي ليس له في التاريخ من مثيل.
وفي الشكوى الفلسطينية ان هذا العالم منحاز الى هذه الوحشية، بيد انه يرى نقطة الدم الاسرائيلية ولا يرى شلالات الدماء الفلسطينية النازفة في محارق على اثر مجازر، وهكذا دواليك في محاولات صهيونية يائسة لدفن القضية الفلسطينية في الرماد من خلال فناء أجيال متعاقبة للإنسان الفلسطيني.
إذا ليذهب الفلسطيني الى واشنطن أو الى آخر الدنيا مطالبا بحقه في الحياة، ولا حياة للفلسطيني الا في الوطن. الوطن بكل معانيه التاريخية والوجودية.

أين العدالة؟
ليذهب الفلسطيني الى قلب عاصمة الدولة العظمى التي تنادي بالعدالة ،ويطرح على الملأ مطالبه البديهية في الوطن والحياة والسلام...وهو الامتحان الملحّ لهذه العدالة الامريكية لأن تجيب عن أسئلة مضامينها ان كانت صادقة ولتمييزها عن الكثير من بضائع السياسة الامريكية الفاسدة المنتشرة في العالم بشكل أساطيل وبوارج كأدوات لقهر الشعوب في حروب امريكا الظالمة.

غصن الزيتون
ليذهب الرئيس محمود عباس مفاوضا يحمل غصن الزيتون كما فعل سلفه المرحوم ياسر عرفات عام 1973 عندما ذهب بغصن وبندقية الى هيئة الامم المتحدة معبّدا طريق الحلم الفلسطيني الى الوطن.
وعلى المفاوض الفلسطيني في هذه الحال ان لا ينسى ثوابت شعبه وحلمه بالخلاص..إذ لا مجال لمساومات تمنح الاحتلال الأمن، بينما الشعب الفلسطيني يرزح ويكتوي تحت نير الاحتلال وفي أتون الشتات.

القدس الشريف
وليتذكر ان القدس الشريف العاصمة التاريخية للوطن الفلسطيني هي في وجدان كل الكينونة الفلسطينية، حيث ان لا خلاص ولا إستقلال دون السيادة الفلسطينية عليها. ليذهب الفلسطيني في كل الجهات الاربع ، مقاتلا أو مفاوضا..مقاوما أو مدافعا من أجل تثبيت حقه في الدوله الفلسطينية المستقلة وفي حق العودة وتقرير المصير.

جدران الكوكب
ليذهب المفاوض الفلسطيني الى واشنطن ويطرق جدران الكوكب.. هذه الجدران التي تعادل رمزية جدران الخزان في رواية "رجال في الشمس" للمبدع الشهيد غسان كنفاني... في الرواية ان الرجال قد نفقوا في أتون الخزان وقيظ الصحراء العربية وهم يعبرون الحدود الى ما يعتقدونه الحياة الافضل...نفقوا ولم يطرقوا جدران الخزان، لعل من نجاة.

مهرجانات التهريج
فلماذا لا يدق الفلسطينيون الجدران قبل ان تضيق صدورهم بالعدم...وقد ضاق قطاع غزة بالمقاومة التي ما بقي منها الا الشعارات ومهرجانات التهريج... والمؤلم وبعد سنوات طويلة من النضال ان المقاومة التي كانت زينة الشعب الفلسطيني قد باتت هيكل سلطة تفرض القيود وتحصي أنفاس الناس والادهى انها تأكل بعضها البعض.
لتكن مفاوضات لإسترداد الحقوق وليس للتفريط بها أو تبديدها... مفاوضات لزوال الاحتلال، والى الأبد.

مقالات متعلقة