الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 07:01

أمنيات مفقودة على جدار غزة - بقلم: بهاء رحال

كل العرب
نُشر: 26/12/10 20:28,  حُتلن: 14:39

بهاء رحال:

أيام فقط تفصلنا عن عام 2011 وككل شعوب الأرض نحمل الامنيات بداخلنا ونعلقها بشكل مختلف

نحن على أبواب عامٌ جديد وسنة ميلادية جديدة تتحضر لها الأمنيات ويعلق الناس دعواتهم على أبوابها ويتلألأ بريق الأمل

عام الحرب والحزن على غزة الجريحة التي كانت تتلقى الضربات وتعتصر وجعاً بينما كان العالم يحتفل بالاضواء والشموع والالعاب النارية والاغنيات

حين كان العالم يحتفل بوداع سنة ميلادية وإستقبال سنة جديدة قبل عامين ، كانت غزة تودع سنة بدأت بها الحرب وتستقبل سنة جديدة بوابل من الصواريخ وقذائف الفسفور ، وبينما كان العالم يصرخ ابتهاجاً واحتفالا بدقات الزمن حين انتصف الليل في الثانية عشر ليلاً معلقين الآمال الكبيرة والأمنيات الجميلة على المستوى الخاص والعام ، كانت غزة تصرخ ألماً وبكاءاً وتستقبل اولى قذائف العام الجديد وكأنها حمماً ملتهبة مختلفة عن تلك التي كان يحتفل بها العالم معلقةً الدعوات والصلوات ونداءات الإغاثة لوقف العدوان والحرب التي قتلت كل شيء في غزة وليست الإعياد فقط بل قتلت روح الحياة ونزعت الفرحة والإبتسامة والأمل وألقت الحرب بظلالها وخيمت الرهبة والخوف في نفوس الناس الذين وجدوا أنفسهم تحت نيران الرشاشات يودعون الشهداء ويستقبلون صواريخ الطائرات وقذائف الدبابات التي غطت مساحة الفرحة برأس السنة الميلادية في غزة.

عام دموي منذ الدقيقة الأولى
كانت غزة على موعد مع بداية عام من نوع مختلف، عام دموي منذ الدقيقة الأولى فيه مليء بالقذائف وهدير الطائرات التي غطت سماء القطاع المحاصر براً وجواً وبحراً، فكان عام الحرب والحزن على غزة الجريحة التي كانت تتلقى الضربات وتعتصر وجعاً بينما كان العالم يحتفل بالاضواء والشموع والالعاب النارية والاغنيات وكانت سطوة الإحتلال تشتد أكثر فأكثر في مشهد إرهابي مجنون من دولة الإرهاب الأولى في العالم التي جعلت من غزة ساحة واسعة عليها ركام بيوت هدمتها وجرّفتها الياتهم العسكرية وشردت سكانها في العراء منذ ذلك الوقت وحتى اليوم يفترشون الارض ويلتحفون السماء وبضع خيام صنعوها وعلقوا عليها أمنيات الإعمار التي لا تزال حتى اليوم وعوداً على ورق ولم ترتقي لمستوى المسؤولية التي تقع على العالم وبالأخص العالم العربي والاسلامي الذي لا بد وأن يتحمل مسؤولياته ليس فقط بالإعمار بل برفع الظلم والحصار عن قطاع غزة المنكوب والمقهور.

تهديدات وأمنيات
ونحن على أبواب عامٌ جديد وسنة ميلادية جديدة تتحضر لها الأمنيات ويعلق الناس دعواتهم على أبوابها ويتلألأ بريق الأمل بأن تكون بأفضل حال مليئة بالسعادة والخير والسلام المفقود خاصة في غزة التي تودع هذه الأيام العام الحالي بتهديدات كبيرة ووعودات ضخمة وتحضيرات اسرائيلية لشن حرب جديدة، أكبر من تلك التي كانت قبل عامين وكأن الحرب الماضية كانت شكلاً بسيطاً، أو أن اسرائيل لم تستخدم جل قوتها فيها، وما هذا الدمار الا شاهداً على مدى القوة التي استخدمتها وما قنابل الفسفور الا شاهداً على خرقها للقانون الدولي وقوانين الحروب إذن وامام التهديدات التي نسمعها نستطيع أن نقرأ معالم الحرب القادمة وشكلها الذي يخططون له ، إن القادم لغزة هو المحرقة.

نحن لا نعلق الأمنيات كباقي الشعوب
أيام فقط تفصلنا عن عام 2011 وككل شعوب الأرض نحمل الامنيات بداخلنا ونعلقها بشكل مختلف، فنحن لا نعلق الأمنيات كباقي الشعوب على أبواب السنة الميلادية الجديدة، بل نعلق امنياتنا المفقودة على جدران غزة وندعو الله أن يحقق السلام في أرض السلام ويزيل الحصار وتعود غزة تبتهج ككل مدن العالم في رأس السنة دون أن تقف مصلوبة على خشبة الاحتلال .

مقالات متعلقة