الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 13 / مايو 10:01

سؤال حيّر الامهات: من أوفرهن حظاً الأمهات العاملات أو ربات البيوت؟

أماني حصادية -
نُشر: 16/02/12 14:21,  حُتلن: 14:48

علياء ابراهيم:

من واقع تعاملي مع الاستشارات الشخصية والأسرية فإن الإجابة على سؤال من أكثرهنّ حظاً تتعلق بمدى رضا كل طرف عن قرار الخروج إلى العمل أو التفرغ التام للأسرة

الام العاملة تشكي وربة البيت تبكي فأين السعادة اذن؟
لطالما اشتكت الامهات العاملات من ضيق الوقت لما يترتب عليهن من واجبات اتجاه عملها بيوتها ابنائها وازواجها. اما ربات البيوت فقد اشارت دراسة اجريت في المملكة التحدة ان 60 بالمائة من ربات البيوت يكرهن هذا اللقلب لما يحمل من تقوض لادوارهن وتقليل من مساهماتهن اتجاه الاسرة والمجتمع. فتشتكي ربات البيوت من الفراغ وعدم التقدير لادوارهن الى جانب افتقارهن الى ما تتمتع به الامهات العاملات من استقرار مادي. ناهيك عن مساهمة الاداوت الاعلامية والدرامية في مجتمعنا العربي الذي اقعد ربات البيوت المقاعد الخلفية واجلسها منزلة دون منازل الامهات العاملات. التي يظهر اكثر فهما وخبرة في تعاملها مع مطبات الحياة واصوب رأيا.
فهؤلاء يشتكين وأولاء يشتكين كذلك.


صورة توضيحية

من افرهن حظا؟
فمن اوفرهن حظا؟ سؤال وجه الى الاستشارية الاسرية وخبيرة التنمية البشرية الدكتورة علياء ابراهيم فقالت:
الإجابة عن هذا السؤال من واقع تعاملي مع الاستشارات الشخصية والأسرية، تتعلق بمدى رضا كل طرف عن قرار الخروج إلى العمل أو التفرغ التام للأسرة، بمعنى أنّه إذا كانت ربة البيت اتخذت قرار البقاء في المنزل بنفسها من دون ضغوط، فهذا يساعد على تولد حالة من الرضا بوضعها ولن تعيش ضحية التفكير في أنّها إذا كانت عاملة لكانت أفضل، وكذلك الوضع بالنسبة للمرأة العاملة فالأمر دائماً تحكمه حرية اتخاذ القرار. وتضيف: من جهة أخرى فإن إدراك المرأة لكيفية إدارة شؤون حياتها، يجعل حالة الرضا هذه تزيد أو تنقص، فالمرأة العاملة التي تدرك آليات إدارة وقتها وتحديد أولوياتها من أجل تحقيق معادلة التوازن بين عملها وحياتها الأسرية، تتولد لديها حالة من السكون النفسي والقناعة بأهمية الدور الذي تقوم به من دون الانشغال بحال غيرها، وكذلك الوضع بالنسبة لربة المنزل التي لم تتوقع داخل شؤون بيتها ولم تنعزل عن الحياة، وما يدور فيها من مستجدات إضافة إلى وجود زوج يفخر بدورها كزوجة وأم، ويدعم تفرغها لشؤون أسرتها وبيتها، كل ذلك يسهم في الإعلاء من حالة الرضا عن حملها لقب لربة بيت، في حين أنها قد تشعر بالدونية وانعدام الثقة في النفس عندما تتعرض لنوع من المعايرة من قبل الزوج أو أهله، كونها لا تعمل ولا تشاركه تكاليف الحياة مثلاً، مستعينين بنموذج آخر لامرأة عاملة داخل العائلة تقوم بهذا الدور.
واشارت الى ان ثمة هناك أنواع أخرى من الضغوطات تتعرض لها كل من المرأة العاملة وربة البيت، مثل وجود الأب الحاضر الغائب الذي ترك كل المسؤوليات على كاهل الأُم سواء كانت عاملة أو متفرغة والكفيلة بتولد العديد من الضغوط النفسية التي قد تنتج عنها أمراض جسدية، وفي الوقت نفسه تتعرض ربة البيت إلى ضغوط أخرى مثل انبهار بعض أبنائها بوالدة أصدقائهم العاملة التي أتاحت لها بيئة العمل نضج في شخصيتها ورجاحة تفكيرها، على الصعيد الآخر تواجه الأُم العاملة أيضاً رغبة أبنائها في التفرغ لهم وترك العمل، ولا ننسى أن لدينا ثقافة إعلامية أظهرت ربة البيت في الدراما بصورة أدنى من المرأة العاملة، ودائماً ما نجد أن نجوم البرامج الحوارية من النساء العاملات فقط، مما شكل لدينا معتقداً بجاذبية صورة المرأة العاملة وتدني صورة ربة البيت، التي قد تكون نالت أعلى الشهادات محبذة البقاء في المنزل من أجل هدف سامٍ، مفضلة التواصل مع المجتمع من خلال العمل التطوعي مثلاً أو إدارة مشروع من المنزل.

ضعي بصمتك ايا كان دورك
اما الشيخ عبدالله الكمالي، رئيس قسم مراكز مكتوم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، فيقول معلقا على هذا الموضوع ان للمرأة المسلمة دور كبير في الحياة سواء كانت عاملة من خلال مساهمتها في بناء الأُمّة جنباً إلى جنب مع الرجل، أم ربة بيت حيث صناعة الرجال وإعداد الأبطال، من واقع غرس الأفكار الصالحة في نفوس الزوج والأبناء، فهي من تربي وتوجه وتنصح وتذكر وتدفع الأسرة بأكملها إلى تحقيق التقدم والنجاح، فهذه خديجة رضي الله عنها، ساندت النبي (ص)، ووقفت معه في أوّل البعثة، لذلك حفظ لها نبي الرحمة هذا الوفاء العظيم وكان يقول: "وإن حسن العهد من الإيمان"، وكم من الأزواج والأبناء تغير حالهم بشكل غير متوقع بسبب نصائح وتوجيهات الأُمّهات، فلا يجب أن تظن المرأة أن دورها في الحياة مهمش وبعيد عن التأثير، بل التأثير كل التأثير على البيوت والأسرة من قبل المرأة الصالحة الفاضلة، وكذلك المرأة العاملة لابدّ لها أن توازن بين عملها وبيتها وتطبق القاعدة النبوية: "اعط كل ذي حق حقه" و"إن لأهلك عليك حقاً، فالزوج وا لأبناء في أمس الحاجة إلى جهودك في التربية والتوجيه، وقد يكون الأمر في بعض الأحيان صعباً على المرأة العاملة ولكن من طلب العون من الله أعانه عليه ويسر أمره فلابدّ من المجاهدة والصبر.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة