الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 16:02

فنان أو لاعب كرة قدم: أمنية أطفالنا

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 12/02/13 14:02,  حُتلن: 14:31

غالبية الأطفال يتمنون أن يصبحوا إما لاعبي كرة قدم وإما فنانين مطربين كانوا أو ممثلين!! وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قناعة هؤلاء الأطفال رغم حداثة سنهم وقلة خبراتهم بأن لاعبي الكرة والفنانين هم أكثر الأفراد تمتعاً بالمال والممتلكات والشهرة

لو قام مجموعة من الباحثين بعمل دراسة عن طموح أطفال العالم العربي وأحلامهم المستقبلية لتأكدوا أن غالبيتهم سواء كانوا فقراء أو أغنياء، يتمنون أن يصبحوا إما لاعبي كرة قدم وإما فنانين، مطربين كانوا أو ممثلين!!.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قناعة هؤلاء الأطفال رغم حداثة سنهم وقلة خبراتهم بأن لاعبي الكرة والفنانين هم أكثر الأفراد تمتعاً بالمال والممتلكات والشهرة، نظراً لاحتضان واحتواء هاتين الفئتين من قبل بعض الحكومات العربية وعلى رأسها الحكومات المصرية المتعاقبة منذ عقود مضت، تلك الحكومات التي بالغت في تقدير هؤلاء والاحتفاء بهم في الداخل والخارج على حد سواء!
 


وهذا بخلاف باقي المهن الأخرى التي يعاني أصحابها في ظل الظروف السيئة التي نحياها من الفقر والمرض والرواتب المهينة والاضطهاد والظلم وعدم تكافؤ الفرص وغيرها من الأمور المؤرقة بل المهلكة في كثير من الأحيان!، لأن - وكما هو معروف - هناك من يريد لمصر ولشعبها أن يبقوا طويلا فى ذيل الأمم بلا نهضة أو تقدم فى أي مجال حتى يسهل اختراقنا وإذلالنا وتركيعنا وبالتالى احتلالنا والسيطرة على كل مقدرات البلد لنهبها دون قدرة منا على المقاومة والصد!، وهذا لا يتأتى إلا بالغزو الفكرى والثقافى عن طريق تخدير وتجريف عقول أطفالنا وشبابنا وإلهائهم المتعمد بتوافه الأمور وفرض بعض العادات والثقافات التى لا تتناسب وطبيعتهم كشرقيين وعرب!.. أخشى فيما أخشاه أن يأتي على مصر وقت يصبح فيه معظم الشعب لاعبين وفنانين وعاطلين مشجعين ومعجبين فقط، ويكون لدينا فقر ونقص في أصحاب الحرف والمهن الأخرى، مما يدفعنا إلى استيرادهم من الخارج بمبالغ باهظة تهدد وتبدد اقتصادنا، وذلك رغم كثرة عددنا وتمتعنا بذكاء ووعى وحب فطرى لبلدنا الذى أراه فى أمس الحاجة إلى إدارة حكيمة قوية لديها رؤية ثاقبة وقدرة على استثمار كل ما أنعم الله به على مصر والمصريين خير استثمار. للأسف الشديد عمل النظام السابق في مصر بكل ما أوتي من قوة على إعلاء شأن الفن وكرة القدم ووضعهما في صدارة اهتماماته وبالتالي اهتمامات غالبية الشعب الذين اتخذوا منهما الملجأ والملاذ للخروج والهروب من قسوة ما يعانون من أعباء معيشية، الأمر الذي تسبب في جعل معظم أطفال وشباب المحروسة يحلمون ويتطلعون إلى أن يصبحوا فنانين أو لاعبي كرة قدم!، خاصة أنهم ومنذ سنوات طوال يصبحون ويمسون على مشاهدة العديد من القنوات المتخصصة فقط في عرض الغناء والأفلام والمسلسلات، إلى جانب ولعهم بمتابعة وحضور مباريات كرة القدم ومشاهدة القنوات الرياضية المتخصصة في شحن وتعبئة المشاهدين ليل نهار!..

حملات توعية
ماذا نتوقع إذن من أطفالنا عندما يسمعون عن المبالغ الخرافية التي يحصل عليها كل من الفنانين ولاعبي الكرة رغم صغر سنهم وقلة إمكانياتهم وضحالة فكرهم ؟، كأن يسمعون مثلاً أن واحدة ممن تغني وهي تُظهِر من جسدها أكثر مما تُبطِن تتقاضى نصف مليون جنيه عندما تغني ساعة واحدة في إحدى الحفلات!!.. أو يعلمون مثلاً أن أن اللاعب الفولاني حصل على عدة ملايين مقابل احترافه في دولة أخرى!!.. المثير للدهشة والألم في الوقت نفسه أن هناك كثير من الأسر تشجع وترسخ هذا الطموح داخخل أطفالهم بل وتساعدهم وتجتهد في تأهيلهم لذلك عن طريق حثهم على متابعة أحد الفنانين أو لاعبي الكرة باستمرار وتقليده واتخاذه مثلاً وقدوة لعله يصبح مثله يوماً ما!.. ولذلك يجب أن تتكاتف كل قوى المجتمع ومؤسساتها العامة والخاصة لتغيير هذه الأفكار المسمومة، فليس بالفن وكرة القدم تُبنى الأمجاد وتتقدم الأمم. على أولياء الأمر في المرحلة المقبلة أن يحاولوا تطهير عقول المصريين وتوعيتهم بالأولويات والدعائم والركائز التي بها تتحقق النهضة، فضلاً عن عمل حملات توعية للأطفال وأسرهم أينما وُجِدوا سواء في المدارس أو النوادي والمكتبات وفي جميع وسائل الإعلام بطريقة شيّقة وجذابة لترغيبهم في كل المهن وإعلامهم بأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع، فضلاً عن ضرورة منحهم جرعات مكثفة من التفاؤل والأمل في غد أفضل لن يصنعه أحدٌ سواهم.

مقالات متعلقة