الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 14:02

أبعد عن سياسة - بقلم ممدوح اغبارية


نُشر: 28/04/08 07:22

يعود الطلاب الجامعيين العرب إلى مقاعد دراسة خلال الأيام القادمة، مستأنفين الفصل الثاني لسنة دراسية بعد عطلة عيد الفصح. وقد شهد الطلاب العرب خلال الفصل الأول حراك طلابي غير مسبوق في عهدنا الجامعي, على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي. حيث أجمعت الكتل الطلابية السياسية في بداية العام على رفع أداء الحركة الطلابية الفلسطينية عامة عبر تفعيل الهيئات التمثيلية للطلاب العرب وعلى رأسها  الإتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب, بما يتناسب مع تطلعات الطلاب العرب على جميع المستويات وأهمها الوطني،ليناضل الطلاب بموازاة كافة المؤسسات والهيئات التمثيلية الوطنية لشعبنا. في مقال مفصل سابق نشر في صحيفة فصل المقال كنت قد تطرقت بشكل عيني إلى ما تطمح أليه الحركة الطلابية الوطنية خلال السنة القادمة. وقد أشرت في المقال المذكور إلى آفة مجتمعية عامة نواجهها نحن الطلاب النشيطين في العمل السياسي بشكل مباشر, ألا وهي العزوف عن النشاط الطلابي في الجامعة وخصوصا العمل السياسي. حيث خلال نشاطي الطلابي على مدار السنوات الماضية, ومن الميدان كما يقولون, لاحظت ابتعاد شريحة هي الأكبر من الطلاب عن العمل الطلابي السياسي و نفورهم منه!, واقتصار مساهمة هذه " ألأغلبية الصامتة" عبر المشاركة مما يستدعي منا معالجتها أولا على المستوى ألنظري. حيث من البديهي أن نعود لنؤكد أنه لا يوجد نشاط طلابي حقيقي بدون قاعدة جماهيرية طلابية، و من المتوقع من طلاب جامعيين يدرسون في ظل الاحتلال وبظروف أقلية سلب وطنها منها, التأطر في الحركات الطلابية الوطنية المختلفة, وتبني مواقف هيئاتها التمثيلية والعمل لتمكينها على الرغم من غياب المردود المباشر للطالب، حيث وببساطة شديدة لا يتحقق ولا يتكلل النشاط الطلابي بالنجاح إلا بمساهمة أكبر عدد ممكن من الطلاب فيه خصوصا على أصعدة  ,التنظيم,التعميم والتجنيد. أن الطلاب الجامعيين عزيزي القارئ طالما شكلوا "باغة" النضال الجماهيري للأمم المناضلة, وخصوصاً للأحزاب العقائدية فيها بمختلف تياراتها القومية والإسلامية واليسارية، وكانت الجامعة النبع الذي تتغذى منه هذه الأحزاب والقوى السياسية بالكوادر العليا، ومنها تنطلق التظاهرات الاحتجاجية، سواءً ضد المحتل و الفساد والنظم الاجتماعية الرجعية. " أبعد عن سياسة" هي أول جملة يسمعها الطالب العربي بعد "المبروك", من أهله حين يتوجّه إلى الدراسة الجامعية. حيث يعتقد مجتمعنا خطأً أنّ النشطاء السياسيين في الجامعات لا ينجحون في حياتهم، إذ لا يعون أهمية النشاط الطلابي لصقل وبناء شخصية الطالب لما يكتسبه من خبرات من خلال نشاطه في الحركات الطلابية. حيث يطور الأهل عند أبنائهم العامل النفعي الرخيص عبر تلك العباراتً الاعتباطية للابتعاد عن العمل السياسي تخوّفاً من محاذير وانعكاسات سلبية فردية لا تتعلق بمستقبلنا الجماعي على العمل أو المال أو الأهل أو التعليم العالي. أن عزوف الطلاب العرب عن العمل السياسي لا يبدأ ويتوقف عند الأهالي, حيث أن هذه الحالة محصّلة تراكمات داخلية متعلقة بالأداء السياسي لبعض لأحزاب العربية على مدى 60 عام من عوامل سوء القيادة وفساد البعض وتعثّر محاولات الشرفاء بالمقابل للإصلاح والتغيير السليم. ولأن الطلاب هم شريحة من المجتمع تأثر وتتأثر من السياق العام للجماهير العربية فقد شهدت الحركة الطلابية عامة، تراجعا ملحوظا في سنوات الماضية. متمثلا هذا التراجع بتأثير هامشي للجان الطلاب العرب واتحادها القطري، الهيئة التمثيلية العليا لطلاب، على سلم ألأوليات السياسي/ اجتماعي عند الطلاب العرب(وهذا أقل مل يطلب). فلم تنجح الهيئات المذكورة أن تكون خلايا ناشطة في الجامعات تمثل تطلعات وأمال الطالب العربي على المستويين ألمطلبي والوطني، بل باتت هذه اللجان واتحادها القطري عنصرا منفرا للمشاركة السياسية للطلاب لما اتبعته من سياسة فئوية وتحويلها إلى فرع حزبي. حيث أن ابتعادك عزيزي الطالب عن السياسة ومشاكلها داخل الحرم الجامعي يزيد من تفاقم الأزمات و ألا مبالاة ولا يحلّها،بل أنه يصنع الفراغ لمنتفعين وانتهازيين يملئونه بمزيد من السلبيات، ويضع الطلاب أمام مخاطر الانشقاق والتمزّق إذا انحصر "الساسة" فيهم على أصحاب مفاهيم وأطر وأساليب انتهازية وفئوية من نوع " يا رئيس لجنة يا بخرب".
إن سياسة "أتركني بحالي" لن تثمر سوى تراكم السوء وممارسة اللامبالاة، فالإرادة الإنسانية مطلوبة في عملية تغيير أوضاع أي قوم حتى يغير الله ما بأنفسهم، والإنسان - الجماعة هو دائماً القوة الحاسمة في تغيير أي مجتمع وإصلاح أموره. لذالك كله, نحن في الأتحاد القطري خصوصا والحركة الطلابية عموما  نمد لكم يد التعاون. وثقوا بنا أن التعاون كلمة نؤمن بضخامتها. فتعاوننا مؤسسات وطلاب يكسبنا خيرا ومجدا لطلابنا وشعبنا, واذكروا أن سبات الماضي وأثاره لا يمكن أزالتها ألا عبر العمل المتواصل الجدي, البعيد عن النزعات الفردية الحزبية فتعاونوا معنا نحو تحقيق مراد طلابنا العرب. فربما تكون السياسة امرأة جميلة وشريرة، لكن أجمل ما في شرها أن لا بدَّ منها.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.68
USD
3.98
EUR
4.66
GBP
261176.87
BTC
0.51
CNY