الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 07:01

الأحزاب السياسية وظاهرة الشخصنة/ فادي عباس

كل العرب
نُشر: 31/12/14 18:26,  حُتلن: 08:29

فادي عباس في مقاله:

من الواجب الحرص على الحفاظ على الأيديولوجية والهوية فهذا امر أوافق عليه ولكنني لا أعتقد أن هذه هي وظيفة الأحزاب فالأحزاب يجب أن تكون مُنبثقةً عن المرجعية القومية والوطنية لا العكس

إن كانت الأحزاب تترك فراغاً على الساحة - على الأقل لدى بعض الشرائح وليس بالضرورة كلها - وهو أمر قائم في كل المجتمعات فمن الطبيعي أن يبرز أشخاص أو هيئات غير الأحزاب وغير منبثقة عنها لملء جزء من هذا الفراغ

من حق كل شخص تشكيل حزب وإن من أهم مبادئ الحرية والديمقراطية أن بكب فرد حق الإنتخاب، وكذلك حق الترشُّح وأما عن انتخابه في حال قرّر الترشح فهذا شأن عائد للناخبين وليس للأحزاب الأخرى

من كانَ بيته من زجاج، لا يُلقي الحِجارة على نوافذ الآخرين.. يقول الكثيرون إنه من الضروري أن يكون التوجه السياسي مقترنً بالأحزاب، وينتقدون ما يُسمونه ظاهرة الشخص أو الشخصنة أو أن يكون شخص لديه حزب، وكذلك - كما يقولون - حِرصاً على الهوية والأيديولوجية و و و و..!

ولكن...
1. وأما أنه من الواجب الحرص على الحفاظ على الأيديولوجية والهوية فهذا امر أوافق عليه ولكنني لا أعتقد ان هذه هي وظيفة الأحزاب، فالأحزاب يجب أن تكون مُنبثقةً عن المرجعية القومية والوطنية لا العكس!

2. وأما عن ظاهرة الشخصنة، فهذا أيضاً مردود عليه، فإن كانت الأحزاب تترك فراغاً على الساحة - على الأقل لدى بعض الشرائح، وليس بالضرورة كلها - وهو أمر قائم في كل المجتمعات، فمن الطبيعي أن يبرز أشخاص أو هيئات غير الأحزاب وغير منبثقة عنها لملء جزء من هذا الفراغ، وقد يُفلحون في ذلك، وقد يُخفقون أيضاً.

3. نلاحظ أيضاً أنه في العديد من الديمقراطيات، يكون التنافس للبرلمانات منقسم إلى قسمين: الأول إختيار قوائم وأحزاب، والثاني إختيار اشخاص، سواءً كان هؤلاء الأشخاص ممثلين عن فئات معيّنة أو كانوا ممثلين عن مناطق جغرافية معينة (كوتة)، والمجموعتين تشكلان أعضاء البرلمان.

4. وأما بالنسبة للإنتقاد الموجّه "للأشخاص الذين يملكون أحزاباً"، فإن في هذا جوراً وظُلماً لعدّة أسباب أهمها:
أ. إنه من حق كل شخص تشكيل حزب، وإن من أهم مبادئ الحرية والديمقراطية أن بكب فرد حق الإنتخاب، وكذلك حق الترشُّح، وأما عن انتخابه في حال قرّر الترشح، فهذا شأن عائد للناخبين وليس للأحزاب الأخرى.
ب. هناك العديد من الأحزاب الصغيرة، وبسبب حجمها، فإنه لا يبرز منها سوى عدد محدود من الاشخاص، وهذا يكون عائداً إما إلى أخطاء تنظيمية، أو إلى فشل إعلامي، وكذلك فمن الطبيعي أن يتذكر الإعلام والجمهور، الأشخاص البارزين، وينسون الآخرين.
ج. يُصبح الأمر أكثر مأساويةً ومُفارقةًعِندما يكون النقد في هذا الشأن بالذات، موجَّهاً من قِبل أحزاب كانت، حتى قبل فترة وجيزة تُعاني من إنتقاد الآخرين في هذا الشأن بالذات، (والبعضُ ما زال ينتقدهم ويعتبرهم كذلك حتى اليوم)، والسؤال الذي يُسأل في هذا الشأن: هل يجب على الأشخاص البارزين والناشطين والفعالين أن يكونوا خاملين أو أن يُخففوا من نشاطِهِم، لكي لا يُتّهَموا بأنهم أشخاص لديهم أحزاب؟!

5. وأما بالنسبة لإنتقاد السياسيين (الأشخاص) الذين نراهُم منذ سنوات طِوال، وأنهم يجب ان يتنحّوا ويفسحوا المجال للآخرين، فهذا مردود عليه بما هو آت:
أ. هل يجب أن نمنع من يعتبرهم الكثيرون ناجحين (سواء وافقنا على ذلك أم لا) من الاستمرار لمجرّد انهم موجودون منذ عدّة سنوات؟
ب. هل نرى هذا التبدّل المطلوب لدى "الأحزاب الآخرين" الذين ينتقدون ما يُسمونها "هذه الظاهرة"؟
ج. ما المانع، إن كانت الجماهير (أو شرائح منها على الأقل) تريد هؤلاء "الأشخاص" بالذات؟
د. وهل وُلِدَ هؤلاء "الأشخاص" كذلك، أم أنهم شقوّا طريقهم واكتسبوا تأييدهم وشعبيّتهم لدى جماهير مؤييديهم بموجب ما تعتبره حماهير مؤيّديهم إنجازات يستحقون الثناء عليها ويستحقون الاستمرار في هذا العمل من مواقعهم الحاليّة؟
هـ. إن كانوا غير ناجحين ولا يمتلكون أي إنجازات، كما تعتقد الأحزاب "صاحبة الأيديولوجيا والمبادئ"، فلِماذا لا ترضى هذه "الأحزاب" بترك الحُكم لقرار الناخب، وهي اللتي تدّعي الديمقراطية واحترام قرار الناخب؟
و. بدلاً من كيل الإتهامات للآخرين، لماذا لا تُركّز هذه "الأحزاب" على إنجازاتها وزيادة الوعي حول هذه الإنجازات والبرامج، وتترك الخيار للناخب، إن كانت حقّأ ً - كما تدّعي - تحتِرمُ عقول الجماهير؟

نحف

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة