الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 12 / مايو 20:02

هجرة العقول إلى متى؟/ بقلم: حنين عثامنة

كل العرب
نُشر: 27/12/15 22:10,  حُتلن: 07:49

حنين عثامنة في مقالها:

نوقشت هجرة العقول والكفاءات العربية مرارا واسبابها واضحة ومتشابكة وهي معضلة يعاني منها الوطن العربي بشكل خاص

تعد ظاهرة هجرة الكفاءات أو ما يسمى "هجرة الأدمغة أو العقول" واحدة من أهم المشاكل التي تسجل حضورا على المستوى الدولي حيث تعد هذه الظاهرة على رأس الهرم في المشاكل الاجتماعية، والاقتصادية التي تعاني منها البلدان النامية خاصة.

هجرة العقول أو هجرة الكفاءات هي ظاهرة انتقال الافراد ذوو التأهيل العالي (عادة اصحاب الشهادات العالية) من بلدهم الام الى بلد اخر، بغرض العمل والإقامة الدائمة وممارسة بحثهم العلمي بشكل مستمر.

قد نوقشت هجرة العقول والكفاءات العربية مرارا واسبابها واضحة ومتشابكة وهي معضلة يعاني منها الوطن العربي بشكل خاص ، والعوامل الاقتصادية والأمنية والسياسية كانت ولا تزال، تحتل الأولوية في التأثير المباشر على هجرة الكفاءات العربية فعدم توفير الظروف المادية والاجتماعية التي تؤمن المستوى المناسب لهم للعيش في المجتمعات العربية، البيروقراطية والفساد الإداري وتضييق الحريات على العـقول العلمية المبدعة و عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي، وتهميش الباحث من قبل القيادات العلمية والسياسية والتي تؤدي إلى شعور بعض أصحاب الخبرات بالغربة في أوطانهم، أو تضطرهم إلى الهجرة سعيًا وراء ظروف اكثر حرية واكثر استقرارًا فبلدنا فيه من الخيرات و الثروات بكل أنواعها ما يكفي ويزيد عن حاجة مواطنينا، كما وحرمان سكان المجتمع من أبسط الخدمات الإنسانية وحصرها بيد قوى حاكمه واحده. ان كل هذه الأسباب بلورت وساهمت في مجرى ظاهرة "هجرة العقول".

لقد صارت ظاهرت الهجرة والاغتراب في الوقت الحاضر حديث الساعة، وحلم الشباب المتعلم وغير المتعلم وهاجسهم، وصارت فكرة الاغتراب سائدة عند كل من تأتيه فرصة الخروج من الوطن وخاصة بين الباحثين والموهوبين الذين تدهورت لديهم فرص المعيشة وفرص البحث العلمي على حد سواء وهذه الظاهرة تلقي بآثارها السلبية على قطاعات التعليم المختلفة وخصوصًا قطاع التعليم العالي و الجامعي و البحث العلمي.

يمكنني القول، إن ظاهرة "هجرة العقول" واستنزاف الكفاءات هي ظاهره يجب محاربتها بشتى الوسائل بل ويجب ان نبحث في أسبابها جيدا والوقوف متحدين في وجهها. ان الجالية العربية لا تفتقر للذكاء والفكر كباقي جاليات العالم ، فنحن لسنا بأغبياء ولا تنقصنا المعرفة والثقافة والابداع، علينا التخلي عن الصورة النمطية المغلوطة والاطار الضيق الذي يحيطنا في نظرتنا لأنفسنا كمن لا حول لهم ولا قوة. يمكننا الاستفادة من نظام العولمة الجديد لصالحنا، حيث تمثل المعرفة والابداع رأس المال الحقيقي للتوظيف في الإنتاج والابتكار، فلنقف بجانب علمائنا ونساندهم، فعلماؤنا يستحقون فرصة.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة