الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 08:01

ثمة محاولات لإلغاء مؤتمر باريس للسلام/بقلم:د. هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 24/08/16 18:52,  حُتلن: 08:12

د. هاني العقاد في مقاله: 

ما يجري الان من حراك تقوده تل ابيب وحلفائها تزداد وتيرته كلما اقتربنا من موعد المؤتمر الدولي الذي تعد له باريس منذ فترة

ما نتوقعه أن تمارس المزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية للاستجابة لكل تلك المحاولات ليس لان اسرائيل تريد حل الصراع الان او لرغبتها بإنهاء الاحتلال على الطاولة العربية بل لشطب المؤتمر الدولي 

بات واضحا أن نتنياهو يخشى المظلة الدولية ولا يحبذ أن يعقد مؤتمر باريس وبالتالي أعلن أن اسرائيل لن تحضر المؤتمر ولن توافق على أي من نتائج المؤتمر الدولي للسلام

منذ فترة والكثيرون على المستوى الاقليمي والدولي يحاولون ترتيب لقاء بين أبو مازن ونتنياهو على اعتبار أن هذا اللقاء قد يفتح الطرق المسدودة أمام عربة السلام المتوقفة منذ اكثر من عامين بسبب رفض اسرائيل التزام بما تم الإتفاق علية مع وزير الخارجية الأمريكي فيما يتعلق بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ووقف تام للاستيطان، إلا أن الرئيس أبو مازن يرفض رفضا قاطعا أي لقاء مع نتنياهو او حتى ريفلين رئيس دولة الكيان وأعرب عن هذا خلال وجودة في بروكسل عشية خطابه أمام البرلمان الأوروبي وهذا ما أغضب اسرائيل كثيرا لدرجة أن بعض الأوساط السياسية في اسرائيل ورجال حكومة نتنياهو أخذوا يصفوا الرئيس أبو مازن بالمحرض الكبير وبعض الدوائر الأمنية والإستخباراتية طلب منها فعلا وضع الخطط لإستبدال الرجل على إعتبار أن اسرائيل قد تجد أحدا من صناعتها، ومؤخرًا كشفت أوساط سياسية فلسطينية أن مسؤولين في إحدى الدول الأوروبية حاولوا تنظيم لقاء بين نتنياهو وأبو مازن إلا أن المحاولات لم تنجح لان الفلسطينيين طلبوا لقاء تمهيدي على مستوى رفيع يجمع عريقات ومولوخو مبعوث نتنياهو وهذا ما رفضته اسرائيل لأنها تعرف أن اللقاء سيبحث الشروط الواجب على اسرائيل تحقيقها لينجح اللقاء في إطلاق مفاوضات على أساس سليم ولعل الموافقة الفلسطينية جاءت لتخفيف الضغط الأوروبي والعربي الكبير على أبو مازن للقاء نتنياهو.

الآونة الأخيرة هناك أحاديث من قبل اسرائيل ومكتب نتنياهو بالذات عن الأفكار المصرية واعتبروها مبادرة عسى أن تشكل بديلا عن المبادرة الفرنسية والمؤتمر الدولي للسلام التي تعد فرنسا لعقدة نهاية هذا الصيف وليس خفيا على أحد ما تسعى إليه اسرائيل وواشنطن وحلفائهما في المنطقة وخارجها بكل ما أوتوا من قوة للإلغاء هذا المؤتمر او تحويلة الى مؤتمر إقليمي صغير يبدأ بلقاء ثلاثي او رباعي يضم نتنياهو، أبو مازن والسيسي وقد يكون بوتن على رأس الاجتماع، وهذا بالتأكيد لن يقود لحل الصراع ولا حتى ينجح في وضع حلول منطقية لحل الصراع او إنهاء الاحتلال عبر جدول زمني محدد يستند للمرجعيات والقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية 2002، هذا الأسبوع توجه وفد اسرائيلي الى القاهرة للقاء السياسيين المصرين بهدف بحث المبادرة المصرية وإمكانية أن تسعى القاهرة والاردن بترتيب لقاء بين أبو مازن ونتنياهو في لقاء أولي تنطلق بعده مفاوضات بين وفدي الطرفين، دون أن يصدر عن الجانب المصري أي رد فعلي تجاه هذا الموضوع، لكن الاحتفال الكبير الذي جرى في رام الله وحضرة الرئيس أبو مازن بمناسبة اليوم الوطني لجمهورية مصر العربية كان رسالة لمصر بان تحافظ على الدور العربي الذي يحمي العروبة والاسلام وهذا ما جاء في كلمة الرئيس أبو مازن حيث وصف مصر بالركن الاساس الذي يحمي العروبة والاسلام وهي الشقيقة الكبرى، أم الدنيا البلد العظيم، والبلد الذي لولاه ما كانت هناك دول عربية وفي ذات المساق أكد الرئيس أبو مازن على دعمة الكامل للمبادرة الفرنسية وطالب بتسخير كل الجهود العربية والإقليمية لإنجاح المؤتمر الدولي نهاية هذا الصيف لإنهاء الاحتلال وحل الصراع.

ما يجري الان من حراك تقوده تل ابيب وحلفائها تزداد وتيرته كلما اقتربنا من موعد المؤتمر الدولي الذي تعد له باريس منذ فترة، ما نتوقعه أن تمارس المزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية للاستجابة لكل تلك المحاولات ليس لان اسرائيل تريد حل الصراع الان او لرغبتها بإنهاء الاحتلال على الطاولة العربية بل لشطب المؤتمر الدولي للسلام وإلغائه تماما على اعتبار أن اسرائيل تكون قد قطعت شوطا كبيرا في جلب الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات وهذا من شأنه أن يسحب كل الدواعي الدولية والقانونية والاخلاقية لعقد مثل هذا المؤتمر، وهنا قد تمارس ضغوط ايضا على فرنسا على الأقل لتأجيل المؤتمر الى موعد لاحق غير محدد، والمهم اليوم أن تفهم تلك الدول الاقليمية التي قد تستمع لطلبات تل ابيب بالضغط على أبو مازن بعقد لقاءات مع نتنياهو دون أسس ودون مرجعيات ودون تحقيق وقف تام وكامل للاستيطان أن ما يعني اسرائيل ليس السلام بل كسب مزيدا من الوقت لتكمل مشروعها الاستيطاني التهويدي الكبير الذي سيقضي على امل الفلسطينيين والعالم في تطبيق حل الدولتين وتعايش شعوب المنطقة في حدود معترف بها آمنة ومستقرة، لأن لو كانت اسرائيل معنية بالفعل بلقاء يضع أسس لإنهاء الصراع لكانت وافقت على مبادرة السلام العربية واعترفت بكافة بنودها وأعلن نتنياهو قبوله ببحث آليات تطبيق بنودها الحقيقية دون تعديل ودون التفاف.

لقد بات واضحا أن نتنياهو يخشى المظلة الدولية ولا يحبذ أن يعقد مؤتمر باريس وبالتالي أعلن أن اسرائيل لن تحضر المؤتمر ولن توافق على أي من نتائج المؤتمر الدولي للسلام وهذا الخوف من الحلول الدولية يعني أن الفلسطينيين حصلوا على دعم دولي غير مسبوق لدولتهم الوليدة ويعني أن هناك ضغطا قادما على اسرائيل لتقبل بالرأي الدولي في حل الصراع والإمكانيات العملية التي تحقق الحل النهائي، ليس ثمة احتمال أن تنجح اسرائيل في محاولاتها لعقد لقاء مفرع بين نتنياهو وأبو مازن سواء في مصر او الاردن او روسيا حسب الرسالة التي تلقاها الريس من الرئيس بوتن وأتمنى على القيادة الفلسطينية أن تثبت عن موقفها الذي أعلنته وهو عدم إجراء أي لقاءات مع نتنياهو أو ترتيب مفاوضات قبل المؤتمر الدولي للسلام في باريس وأتمنى أن يكون نهائيا وخاصة أنها أبلغت ذلك للدول الأطراف في الحراك الأخير مصر والسعودية والاردن وروسيا وبعض الدول الأوروبية أن تؤجل كل تلك المساعي الى ما بعد المؤتمر الدولي للسلام في باريس حتى لا تؤثر سلبا على المؤتمر، وبهذا تبقى محاولات اسرائيل لشطب المبادرة الفرنسية مجرد محاولات فاشلة اغلقت القيادة الفلسطينية الطريق أمامها تماما.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة