الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 10:02

أمنية/ بقلم: أسيل منصور

كل العرب
نُشر: 12/09/16 07:38,  حُتلن: 07:41

تكوّرتُ في زاوية مدوّرة وتأملت المارقين في أكثر شوارع العالم إثارة .. كنت أحسب أنّي على حقّ بأمنيتي.. ليت لي ملك قارون وكنوز سليمان وبحوراً من كل ما تكنز الأرض في بطنها لكي أصنع التغيير.. لِمَ أملك قوت يومي وغيري يلفّ المعمورة ليعمر أرض قعر بطنه ويطفئ نار قهره.. لو كان معي ما يكفي لكنت جعلت الجميع أغنياء ..لكنت تركت ورائي الكثير مِمَّا يكفي للجميع ..ثمّ حصل ما حصل.. وكأنّ الرسائل تتلاحق عند صندوق بريد من يحلم بتحقيق العدل في دنيا الغافلين..
خرجت من الدكان فحاصرتني اثنتان من بنات جلدي ..وصَرَخَتْ ألوان منديلي أمام سواد أوشحتهما ..وحدّقتُ في تلك الأعين السوداء تأكلني ..تتأمل كلّي بنَهَمٍ مأخوذٍ من روايات قرأتها مرّة فلم أصدقها..
استغرقتُ في تأمل تلك العيون وانتظرت أن ينتهي كل شيء إلّا أنّ وجودي في ذلك المكان المأهول بالمارّين الذين تراءوا لي للحظة كخلفية للقطة من إخراج القدر منع القدر من إلقائي في مقبرة الحالمين ..وفي قرارة نفسي فهمت..لو كنت وحدي في ذلك الشارع لم أكن لأعود يوماً إلى بيتي..
سألنني شيئا من روحي ..أكنت سأبيع شيئا مقابل مساعدة ذئبتين تتوشحان صوف خراف؟!
تلك النظرات منعتني من تقديم المساعدة أو منح صدقة لهما ..وكشف رفضي عن الحقيقة .. وهربت من مُرّ الحقيقة .. أليس الله بأرحم مِنِّي ..لمثل هؤلاء الذين لو أعطَوا لكانوا فلذات كبد الشرّ لن أعطي شيئاً من الخير ..
وسأغيّر أمنيتي وسأطلب مفتاحاً للقلوب أتسلل إليها خلسة وأعقّمها من تخمة الشرّ...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة