الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 17:02

ليدي- نورا مواسي: الطفولة المبكرة من أهم الفترات في حياتنا

ليدي كل العرب
نُشر: 13/10/16 13:36,  حُتلن: 22:52

العاملة الاجتماعية نورا غنايم مواسي:

سنوات الطفولة المبكرة هي إحدى أهم الفترات في حياة أطفالنا العلمية حيث يبلغ نموهم العقلي والحسيّ والاجتماعي ذروته

الطفولة المبكرة هي الفترة الممتدة من نهاية العام الثاني وحتى نهاية العام الخامس من ميلاد الطفل، أي هي رحلة الطفل عبر العام الثالث والرابع الخامس من عمره

ليدي- يحتفل الأطفال في هذه الأيام بحياة جديدة من حياتهم، حيث ينتقلون من أحضان عائلاتهم للتعلم في رياض الأطفال والبساتين لينتقلوا الى فترة جديدة من حياتهم وهي مرحلة التعليم المبكر.


نورا غنايم مواسي

وندرك جيدًا الأهمية البالغة التي توليها العائلة العربية لمنح أطفالها التعليم الهادف الذي يعطيهم الفرصة لإكتساب مهارات الحياة القيّمة، والتي من شأنها مساعدة أولئك الأطفال على النمو باتزان ليصبحوا أشخاصاً مستقلين ومنتجين وفعالين في مجتمعهم.

وتقول العاملة الإجتماعية نورا غنايم مواسي من مدينة باقة الغربية إن سنوات الطفولة المبكرة هي إحدى أهم الفترات في حياة أطفالنا العلمية، حيث يبلغ نموهم العقلي والحسيّ والإجتماعي ذروته.
وتردف نورا وتقول: "إن الهدف من المرحلة التمهيدية هو إيجاد بيئة تتسم بالرعاية والأمان، حيث يمكن للطفل من خلالها أن يستكشف إهتماماته ويتعلم الكثير من المواضيع الأساسية، كما يستطيع في الوقت ذاته اللعب مع أقرانه وبناء ثقته وملامح شخصيته. وليس الهدف من هذه المرحلة أن تحل محل الآباء الذين يشكلون بكل تأكيد أهمية بالغة في تربية الطفل، إذ يمكن لرياض الإطفال والبساتين والمدارس أن تعمل كشريك حيوي لهم في إكتشاف وصقل المواهب المتعددة لأطفالهم من خلال التدريس المتسم بالحماس في منشآت آمنة وملائمة للأطفال.
وهنا يجب التركيز على أن الأطفال الذين حصلوا على التعليم التمهيدي يتمتعون بمهارات إجتماعية أكثر قوة، وأداء علمي أكثر تفوقاً، بل ويحظون بفرص وظيفية أكثر وأعلى دخلاً بعد ذلك في مراحل حياتهم".

وعن تعريف الطفولة المبكرة تقول نورا: الطفولة المبكرة هي الفترة الممتدة من نهاية العام الثاني وحتى نهاية العام الخامس من ميلاد الطفل، أي هي رحلة الطفل عبر العام الثالث والرابع الخامس من عمره، وتم إختيار إسم الطفولة المبكرة تبعا للأساس البيولوجي النمائي، وهناك مسميات أخرى تعتمد على الأساس الفلسفي للتقسيم.

ليدي كل العرب – ما أهمية مرحلة الطفولة المبكرة؟
نورا: تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل المهمة في حياة الإنسان، والتي بدأها بالاعتماد الكامل على الغير ثم يتطور في النمو ويتجه نحو الاستقلال والاعتماد على الذات، ففي مرحلة الطفولة المبكرة يقل اعتماد الطفل على الكبار ويزداد اعتماده على نفسه وذاته ويتم فيها الانتقال من بيئة المنزل إلى بيئة الروضة ،حيث يبدأ في التفاعل مع البيئة الخارجية المحيطة به، مما يمكنه من التعامل بوضوح مع بيئة مقارنة بمرحلة المهد. وفي هذه المرحلة تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية وإكساب القيم والاتجاهات والعادات الاجتماعية ،ويتعلم فيها التمييز بين الصواب والخطأ وإن كان لا يفهم لماذا هو صواب أو خطأ.
وهنا الخص واقول: أن شخصية الفرد تتكون خلال السنوات الخمس الأولى، والتي تشكل مرحلة الطفولة المبكرة، منها ثلاث سنوات يعتبرها من مراحل النمو الحرجة التي تشكل خبرات الطفولة فيها شخصية الفرد".

ليدي: على ماذا يعتمد نماء الطفل في هذه المرحلة؟
نورا: يعتمد الجانب الأكبر من نماء الطفل وقدرته على التعلم على الحنان والإهتمام وإستثارة الحواس بالإضافة الى التغذية السليمة والرعاية الصحية الجيدة. وتثمر الاستثمارات في تنمية مرحلة الطفولة المبكرة من خلال أنشطة التعليم المبكر والإرتقاء بمستوى الإستعداد للمدرسة، الى جانب التدخلات في مجالي الصحة والتغذية، في إرتفاع إحتمالات إنهاء الفتيان والفتيات المرحلة الدراسية الإبتدائية بنجاح وتفوق، فهناك أهمية بالغة لكيفية نماء الطفل في هذه المرحلة من خلال العناية به وتوجيهه في مختلف المعايير والمجالات.

ليدي: أي تأثير إيجابي يمكن أن يفعله اللعب على شخصية الأطفال، خصوصا في هذه المرحلة؟
نورا: إن تشجيع الأطفال على اللعب والإستكشاف يساعدهم على التعلم وتنمية قدراتهم الإجتماعية، العاطفية، البدنية والثقافية. ولا يمكننا تجاهل أهمية اللعب في توسيع مداركهم. ويشكل اللعب حجر زاوية في قدرة الأطفال على التعلم بغض النظر عن طبيعة هذا اللعب. وعملية اللعب هي تجربة تعليمية قوية ومتعددة الأوجه، فاللعب يشمل الإستكشاف والتجربة اللغوية، وتوسيع المدارك، وتنمية المهارات الاجتماعية.

ليدي: من أين يكتسب الاطفال السلوك الإجتماعي في هذه المرحلة؟
نورا: يكتسب الأطفال السلوك الاجتماعي عن طريق محاكاة أقرب الناس إليهم. وبناء على ذلك فإن الآباء والمعلمين ومقدمي الرعاية بحاجة الى إكتساب المعرفة الضرورية والمهارات اللازمة لتوفير بيئة فضلى للتعليم المبكر والتفاعل مع الطفل. وينبغي على هؤلاء أيضًا أن يكونوا على دراية تامة بالمؤشرات التي تنذر بتعثر نمو الطفل ونمائه. ويستطيع الآباء والأمهات والمعلمون ومقدمو الرعاية تحديد مستوى تطور الرضّع وصغار الأطفال من خلال التفاعل واللعب. وتعتبر مشاركتهم في التعلم المبكر أمرًا بالغ الأهمية ويضع الأساس لمستقبل التعلم في المدرسة.

ليدي: ما هي أهم الأسباب للإستثمار في الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بنظرك ؟
نورا: أولا يجب الإشارة الى أن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة حق مدون في إتفاقية حقوق الطفل.
ثانيا: للرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة دور أساسي في بناء العقول والأجسام القوية والسليمة، وفي تعزيز الروابط بين الخلايا العصبية للدماغ وأداء الدماغ إلى أقصى حد. فالنمو الحاسم للدماغ يحدث في السنوات الأولى من العمر.
ثالثا: من شأن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة المساعدة على بناء حصون السلام في عقول صغار الأطفال وأن تشجعا على تبني قيم العيش معاً والتنمية المستدامة التسامح والمحبة والقيم الإيجابية.
رابعا: الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة تؤثران إيجاباً على الإستعداد المدرسي والتعلّم اللاحق المستقبلي.
خامسا: الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة توفير الرعاية لصغار الأطفال، وهو أمر أساسي يتيح دعم الآباء والأمهات العاملين وتعليم الأخوة الأكبر سناً.
سادسا: الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة المساعدة على التعويض عن أشكال الحرمان على صعيد الأسرة وفي الحد من أوجه التفاوت بين الأغنياء والفقراء. وهما بالتالي عنصر رئيسي لكسر دوامة الفقر الذي ينتقل من جيل إلى آخر.
سابعا: من شأن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة ارساء الأسس اللازمة لتحويل المجتمع نحو الأفضل، بما في ذلك تحقيق المساواة بين الجنسين وبين كافة أبناء المجتمع.

مقالات متعلقة