الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 16:02

في ذكرى يوم الارض الخالد - بقلم: عوض حمود

كل العرب
نُشر: 04/04/17 13:29,  حُتلن: 13:55

اذار الاول عام 1976 وضع الجماهير العربي في موقع المواجهة وجها لوجه في التصدي لسياسة النهب ومصادرة الاراضي، ولاول مرة بهذا الشكل الوحدوي متراص الصفوف ودون أي تردد بالمشاركة الفعلية بهذه الهبة الجماهرية الواسعة التي جاءت من كل حدب وصوب متضامنة مع نفسها وقضيتها العادلة بقناعة منقطعة النظير بواجب الوقوف صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص بوجه سياسة التشليح ومصادرة الاراضي والاقتلاع لهذا الشعب من ارض الاباء والاجداد وهو صاحب والتلم الاول والاخير من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها وليس لنا وطن بديل ناوى اليه يا سادة المصادرة (وتشليح الارض) وهدم البيوت وقهر الناس بواسطة سياستكم القائمة على التمييز والعنصرية الفاشية اتجاه شعب باسره في هذه البلاد .


ان يوم الارض الخالد الذي مضى عليه حتى الان 41 عامًا كان علامة وشمعة مضيئة على درب الكفاح و الصمود والعطاء في سبيل البقاء والتجذر في اعماق هذا الوطن الحبيب الغالي على قلوب كل الاوفياء والمحبون والمخلصون لشعبهم وارضم ومستقبلهم بالعيش الكريم على ربوع هذه الارض .


ومن هنا لا بد بل ومن الواجب الوطني المخلص ان نذكر ونتذكر هؤلاء القادة الاوفياء المشهود لهم الذين قادوا مسيرة هذا الشعب النضالية على مدار سنوات طويلة من الصمود وعدم الرضوخ او الانحناء امام سياسة كل انواع الاتحاد وسياسة التمييز العنصرية باشكالها المتعددة وقد استعملوا هؤلاء القائمون على هذه السياسة ايضا سياسة التخويف اتجاه قادة شعبنا بهدف الوصول الى مبتغاهم ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا امام قادة متمرسون على الوقوف الى جانب حقوق شعبهم على مر سنوات طويلة من النضال وذلك متمثلا بلجنة الدفاع عن الارض أي عام 1976 ولانصاف لجنة دفاع عن الارض انها حاولت قبل وقوع احداث يوم الارض في اقناع الحكومة بالغاء قرارات المصادرة لالاف الدنمات في منطقة المل أي منطقة رقم "9" التابعة لديرحنا وعرابة وسخنين وعرب السواعد الى ان كل هذه المساع فشلت امام مطامع وسياسة مبرمجة في هيكلها وهرمها الاول القائم على مصادرة ارض العرب بشتى الحجج والخداع والاكاذيب.

وهذا بالطبع لم ينطوي على هذا الشعب ولا على قيادته الحكيمة فعندما وصلت لجنة الدفاع الى الابواب الموصودة من قبل الحكومة كان لا بد من اتخاذ قرار الاضراب وذلك تعبيرا عن رفض سياسة المصادرة باعلان الاضراب بالثلاثون من اذار عام 1976.

وانني اقول الاشياء كما كانت عشية اتخاذ قرار الاضراب للدور البارز لاقرار يوم الاضراب بالثلاثون من اذار الاول عام 1976 لطيب الذكر طيب الله ثراه وتغمده في فسيح جناته ابا الامين توفيق زياد. وهذا بالتاكيد لا يعني بالانتقاص من من كان الى جانبه في صنع هذا اليوم التاريخي بحيث اصبح مناره مضيئه بحياه شعبنا كله.

ان قرار الاضراب كان لا بد منه بل وكان حتميا ان يتخد وذلك تعبيرا عن غضب ورفضا كليا لسياسة الاضطهاد القومي وسياسة الاستكبار الموجهة لكافة جماهيرنا العربية بالبلاد.

لقد استشاطوا غضبا وامتلؤوا حقدا في دوائر صنع القرار الحكومي على قرار الاضراب وجندوا وبذلوا في حينه جهودًا جبارة محاولة منهم لافشال هذا الاضراب عندما جمعوا كل ازلامهم او عملائهم من رؤساء المجالس المحلية، محاولة منهم انتزاع قرار مغاير لقرار الاضراب الذي اتخذته لجنه الدفاع عن الارض. وقد احتشدت جماهير واسعة امام مبنى بلدية شفاعمرو مساندة لقرار الاضراب وفشلوا فشلا ذريعا فيما سعوا اليه لالغاء قرار الاضراب وردا على هذا الفشل الذريع الذي اصابهم قام البعض من هؤلاء الصغار من الرؤساء بمحاوله الاعتداء على توفيق زياد وتوجيه الكلمات النابيه له. وقد رد على هؤلاء الذين امتلأت القاعة بعوائهم وصراخهم وقال لهم ان الشعب قرر الاضراب وهذا سيكون رغم انوفكم ومشاغباتكم وهذا فعلا ما قد حصل.

وها نحن اليم نحتفل في هذه الذكرى العزيزة في حياة شعبنا النضالية التي مر عليها حتى الان واحد واربعين عاما. فقد كان قرار الاضراب مفصليًا وشجاعًا بحياة وسيرورة شعب بأكمله بهذه البلاد بحيث كان ضرورة حتمية وملحة لرغبات هذه الجماهير في التصدي لسياسه النهب والتشليح للاراضي العربية.

ومن هنا اقول ولكي لا ننسى ولا تنسى جماهيرنا العربية هذا اليوم التاريخي الذي مررت به ولتذكير الجيل الذي لم يواكب احداث يوم الارض الخالد وهذا ليس بقليل من الزمن ومن هنا انني ارى انه من الواجب اولا على المدارس بكافة قرانا ومدننا العربية ان يخصص درسًا لا منهجيًا يتم من خلاله اطلاع الطلاب على كيفية وقوع احداث يوم الارض وسبب اتخاذ لجنة الدفاع عن الاراض لقرار الاضراب في الثلاثين من اذار. ثانيًا اعتقد انه من الضروري ان تقوم لجنة المتابعة لجماهيرنا العربية باعادة طباعة الكتاب الاسود ليوم الارض الذي اصدرته اللجنة القطرية للدفاع عن الاراضي لشهر ايلول عن عام 1976 وذلك لكي يكون مرجعا تاريخيا في كل بيت ومكتبة عربية ومن اجل ذلك اقتبس جزءًا يسير جدا مما نشرته صحيفه الاتحاد بتاريخ 23-3-1976.

الحكومه تباشر في حمله تخويف قبل يوم الارض 
نشرت الصحف والاذاعة الاسرائيلية ان اللجنة التوجيهية في حزب العمل التي تضم رئيس الحكومة رابين وبعض الوزراء ويوسف الموجي رئيس الوكالة اليهودية وجولدا مئير وسكرتير حزب العمل واخرين قررت بعد اجتماع دام اربع ساعات يوم الجمعة الماضي أي (19 اذار) تعزيز قوات الشرطة بالناصرة والقرى العربية للرد (باقصى شدة) على التظاهر في المراكز العربية واتخاد اشد الاجراءات ضد الاضراب والمظاهرات المتوقعة خصوصا المظاهرة التي ستجري امام الكنيست على اعتبار كما زعم المسؤلون ان الذين قرروا اعلان الاضراب هم من الناصرة (المعادية للدولة) علما ان الطلب الذي توجهت به اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية واللجنة القطرية للدفاع عن الاراض لتنظيم مظاهرة قانونية سلمية امام الكنيست الى هنا الاقتباس. ليبقى ذكرى يوم الارض الخالد في ذاكرة هذا الشعب ما دام الزيتون يعصر زيتا المجد والخلود لشهداؤنا الابرار.

عوض حمود
دير حنا

مقالات متعلقة