شارك الطبيب انسي قاسم دبور البالغ من العمر 28 عامًا، إبن مدينة الناصرة (أصلًا)، وخريج جامعة الطب ستراسبورغ عام 2014، ويجري حاليًا سنته الثالثة في الإختصاص بأمراض وجراحة العيون في مهمة طبية تطوعية في علاج امراض العيون في جزر المحيط الهادي: واليس، فوتونا والهونولولو.



يشار الى ان انسي قاسم دبور مختص في جراحة وامراض العيون في مشافي ستراسبورغ الجامعية، يعمل حاليا في بلدة مولووز التي تقع في الألزاس الفرنسي على بعد 100 كم تقريبا من مكان سكنه في ستراسبورغ. يقول انسي دبور عن مهمته التطوعية:"الامر بدأ قبل حوالي 6 اشهر حينها دعاني رئيس قسم جراحة العيون في المستشفى الذي اعمل به وعرض عليّ المشاركة معه في هذه المهمة الانسانية. في بداية الأمر ترددت علما أن العرض صادف ولادة ابني الاول ريان، حينها قلت له اود مهله للتفكير، فالأمر ليس بسهل: ان اترك زوجتي وابني لوحدهما وسافرت الى ابعد بقاع الارض، للعمل لمدة 4 اسابيع كاملة، 6 ايام في الأسبوع 13 ساعة في اليوم. عندها قلت لنفسي ان هذه الوظيفة ليست من نصيبي, توجهت الى المنزل في ذلك اليوم ورأسي مشوش لا ادري ما افعل.. فور وصولي البيت تشاورت مع زوجتي واذ هي تقول لي "فرصة العمر، تجربه شخصية ومهنية لا تعوض فقد تم اختيارك من بين 8 أطباء.. التردد ممنوع".

واضاف انسي دبور:"حماسها وتشجيعها بعث بي طاقة ايجابية غريبة جدا. نظمت افكاري وعزمت الرحيل وبعدها بعدة ايام اعلنت موافقتي. المهمه بدأت يوم 12 مايو.. بعد حوالي 48 ساعة من السفر، من فرنسا توجها الى هولندا مرورا باليابان وجزر كالودونيا الجديدة حتى الوصول اخيرا الى جزيرة "واليس" هناك في مكانٍ ما بالمحيط الهادي. هذه الجزيرة الصغيرة التي لا يتعدى سكناها ال7000 مواطن، تابعة تحت الحكم الفرنسي, يعاني المواطنون هناك من الفقر وتفاقم الأمراض بسبب صعوبة تواجد الاطباء المختصين واللامساواة في الوصول الى نظام الرعاية الصحية".


هذا ويشار الى ان المهمة تم تنظيمها من قبل مؤسسة تابعة لجمعية "اطباء بلا حدود"، وعن ذلك قال انسي دبور:"يشرفني للغاية المشاركة بمثل هذه المهمات الإنسانية لتقديم يد العون للآخر ومعالجة ما نستطيع وبقد ما نستطيع المرضى بتلك الجزر النائية. اكتشاف الاخر والانفتاح على ثقافة "غريبة" جديدة، عقلية أخرى، نقل المساعدة للآخرين، والمساهمة في تحقيق توازن أفضل اجتماعيا وصحيا.. لشعور رائع خطوة الى الوراء لننظر ونتفحص قدراتنا ورغباتنا في الحياة مقارنة مع احتياجات الاخر البسيطة للغاية: العيش الكريم ! اعتبر هذه المهمة بمثابة فرصة بنّاءة من شأنها أن تثري لي الجانب المهني والشخصي".

 يذكر أن المهمة التي شارك بها دبّور استمرت 4 أسابيع كلّ 6 أشهر تطوّع خلالها 3 جراحي عيون وطبيب تخدير إضافة لمساعين وممرضين  محليين من الجزر المجاورة، فيما ان اكثر الأمراض التي واجهناها كانت الكاتاراكت (ماء العين البيضاء)، وامراض الشبكية الناتجة عن السكري، والأمبليوبيا لدى الأطفال والبتيريجيون". وعن اكثر الصعوبات التي واجهها الأطباء كانت:"عدد كبير جدا من المرضى غير المتابعين ابدا.. يصلون الى مراحل "لا عودة"، وعدم تواجد بلاتفورما جراحية ملائمة لأمراض الشبكية، فبمجرد حصول صعوبات ومضاعفات في وقت العمليات الجراحية، يتم نقل المريض عبر الطائرة الى استراليا لاستكمال العلاج (مع العلم ان هناك طائرتان في الاسبوع فقط تخرجان من الجزيرة)".