يهل علينا رمضان هذا العام وكمثل كل عام بخيراته وأفضاله ولكنه وبالوقت ذاته تطل علينا الفضائيات العربية بكم هائل من المسلسلات العربية التي اختلفت دول إنتاجها ولكن تجمعت بمحبة المشاهدين لها.
فمنذ بداية الشهر الفضيل  اخذ المواطنين بتقاسم المسلسلات  التلفزيونية  التي تعرض على الفضائيات في الشهر الفضيل فيما بينهم  حتى يتسنى للمواطن أن يعرف قصص المسلسلات الأخرى من أصدقائه ومعارفه ويجمع عنها جميع المعلومات ولكن المسلسل الذي اظهر من اليوم الأول لعرضه انه لا يقبل القسمة فهو باب الحارة الجزء الثالث.
باب الحارة اخذ يعيد موازين القوى منذ بداية عرضه، فحديث الناس عن مسلسل (نور) و(سنوات الضياع ) والذي اشغل الرأي العام لمدة تزيد عن نصف عام أخذت تضمحل شيئا فشيئا على أعتاب مسلسل باب الحارة
فالمسلسل أعاد للدراما العربية هيبتها بعد أن استحوذت الدراما التركية على أحاديث وأفعال المشاهدين العرب.
اهتمام المشاهدين بمسلسل باب الحارة  دفع عددا من المصلين في احد المساجد من قرى الخليل إلى الطلب من الشيخ الاستعجال في صلاة التراويح  وقطع الاستراحة بين الركعات حتى يتسنى لهم حضور باب الحارة في موعده وقد حدثني احد المصلين الأصدقاء قائلا: بعد ما انتهينا من صلاة التراويح وقمنا لصلاة الوتر نظرنا للخلف ولم نجد غير صفين فقط من المصليين في المسجد والباقي قد غادروا المسجد على عجل  وهو الأمر الذي كادت به قناة mbc أن تستغفل المشاهدين وكادت أن تفرض على المصلين أوقاتا للصلاة لا تتزامن مع عرض المسلسل إلا أن تم عرضه على الساعة التاسعة مساءٍ بعد صلاة التراويح!!
وفي تجوالي في شوارع بعض المدن الفلسطينية  ساعة عرض المسلسل وجدت أن باب الحارة فرض نفسه كقائد ميداني يستخدم سلاح السحر الدرامي في منع المواطنين من الخروج من المنازل  وقضاء حاجياتهم إلى بعد انتهاء المسلسل آو بين الفواصل الدعائية فقط.
فهذا السلاح الدرامي الذي مسك به المخرج اجبر الجميع على متابعة الأحداث والتركيز بها ومناقشتها على الملأ منذ الدقائق الأولى له وهو عكس السلاح الذي كان يجبر المواطنين الفلسطينيين على البقاء في منازلهم دون التحرك ساكناً لكنه لم يستطع ذلك..