الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 15:02

من سيجلس على كرسي الرئاسة في بلدية الناصرة الجديدة؟/ بقلم: احمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 26/03/18 10:35,  حُتلن: 14:25

أحمد حازم:

تعالوا نتصارح يا جبهة: المفروض بكم أن لا ترمو الناس بالحجارة وبيتكم من قزاز

 الفشل الذريع سيكون مصير الجبهة هذه المرة أيضاً، وأنها حسب تحليلي وتقدير مراقبين سياسيين، لن تفوز بأكثر من خمسة مقاعد في المجلس البلدي

مرشح الجبهة الحالي مصعب دخان، فلا تتوفر فيه أي نوع من الصفات التي يتميز بها جرايسي، حتى أن رفاقاً له في الجبهة كانوا غير راضين عن ترشيحه

ماذا سيقول مصعب دخان للناخب النصراوي في برنامجه الانتخابي؟ دخان لا يحمل في جعبته أي شيء ملموس سوى أنه كان معارضاً شأنه شأن بقية قيادات الجبهة

انتخابات المجالس البلدية والمحلية في البلاد هو حديث الشارع العربي، ولاسيما في مدينة الناصرة، التي يتنافس على رئاسة بلديتها (حتى الآن) قائمة ناصرتي "الليلكية" اللون برئاسة رئيس البلدية الحالي علي سلام وقائمة الجبهة "الحمراء" اللون التي يترأسها مصعب دخان وهو حالياً عضو مجلس بلدي.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الجبهة شهدت في الفترة الأخيرة خلافات داخلية لاختيار اسم المرشح القادم لرئاسة بلدية الناصرة، والتي أسفرت في النهاية عن اختيار مصعب دخان. وهذا الإختيار كما أعتقد لم يكن نتيجة قناعات بالإجماع، إنما نتيجة حل مشكلة (بين الرفاق). ومن يقرأ الخارطة الانتخابية لبلدية الناصرة وبحللها بإمعان، يستنتج أن الفشل الذريع سيكون مصير الجبهة هذه المرة أيضاً، وأنها حسب تحليلي وتقدير مراقبين سياسيين، لن تفوز بأكثر من خمسة مقاعد في المجلس البلدي. صحيح أننا نسمع تحليلات من قيادات في الجبهة تؤكد عودتها ثانية إلى رئاسة البلدية، لكن الواقع يقول عكس ذلك أي أن علي سلام سيفوز مرة أخرى في رئاسة بلدية الناصرة، لعدة أسباب منها:

في الانتخابات الماضية كان رامز جرايسي منافساً قوياً لعلي سلام، وكان جرايسي يتمتع بمزايا سياسية ونقابية معروفة. وللحق كان شخصية قوية جداً ولها تأثيرها في الشارع النصراوي. وبالرغم من ذلك فشل أمام علي سلام. أما مرشح الجبهة الحالي مصعب دخان، فلا تتوفر فيه أي نوع من الصفات التي يتميز بها جرايسي، حتى أن رفاقاً له في الجبهة كانوا غير راضين عن ترشيحه. فكيف يمكن لمرشح مثل مصعب دخان (المجهول) شعبياً أن يواجه المرشح علي سلام "المعروف" جماهيرياً.
ماذا سيقول مصعب دخان للناخب النصراوي في برنامجه الانتخابي؟ دخان لا يحمل في جعبته أي شيء ملموس سوى أنه كان معارضاً شأنه شأن بقية قيادات الجبهة. فالجبهة لم تفعل أي شيء يذكر حتى عندما كانت "على ظهور خيلها" في البلدية.

علي سلام لديه كل الأوراق التى تؤهله للفوز في الانتخابات المقبلة: نشاطه الشعبي، اختلاطه مع الناس، مشاركته الدائمة لهم في الأفراح والأتراح ومعالجة قضاياهم ومشاكلهم داخل البلدية وخارجها. كل هذا ينصب في رصيد علي سلام جماهيرياً. أضف إلى ذلك أن (أبو ماهر) وخلال فترة رئاسته للبلدية حقق لغاية الآن العديد من الإنجازات لمدينة الناصرة. ويكفي أهل الناصرة فخراً أنه أصبح لديهم "دار بلدية" ملكاً وليس إيجاراً، وهو عمل لم تستطع الجبهة ــــ أو أنها لم ترد ذلك لاعتبارات فئوية ــــ أن تقوم به خلال الأربعين عاما من توليها رئاسة البلدية. كما سينتهي العمل قريبا من دار كبيرة للثقافة هي الاولى من نوعها في الوسط العربي، وأيضاً بناء مدرسة حديثة في حي الجليل تحمل اسم الراحل الدكتور خالد سليمان، وبناء أقسام في مدارس أخرى، كما تم بناء مراكز صحة ومركز يومي للمسنين، وشق شوارع وبناء دوارات في المدينة والعديد من المشاريع الأخرى". وبناءً على هذه الإنجازات والسلوكيات لعلي سلام، يمكن القول وبصوت عال أنه سيجلس على كرسي رئاسة بلدية الناصرة الجديدة.

نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها. بعد فوز قائمة ناصرتي في انتخابات بلدية الناصرة التي جرت يوم الثاني والعشرين من أوكتوبر/تشرين الأول عام 2013 ووصول رئيس القائمة علي سلام لرئاسة البلدية، تمنى أبو ماهر في كلمته عندما دخل مكتبه كرئيس للبلدية " لو أن الراحل توفيق زياد (أبو الأمين) كان حيا ليرى حقيقة من استلم إدارة بلدية الناصرة"
وقد استهدف أبو ماهر من كلامه أيصال رسالتين للجبهة وللنصراويين: أولهما أن بلدية الناصرة ستكون في عهده بلدية لكل المواطنين، وهذا يعني تنفيذ شعار قائمة ناصرتي "بلدية لكل الناس".أي أن أبوابها ستفتح للجميع بدون استثناء، كونها لم تكن كذلك في العهد السابق، وثانيهما تقديم الخدمات لكل الناس دون تمييز بين جبهوي وغير جبهوي.
يقولون في "الجبهة" ان علي سلام ينتمي لحزب "الليكود" وأنه يستقبل قادة من هذا الحزب، وقد خدع الجبهة (كما يدعون). فكيف يمكن لجبهة عريقة لها تاريخها أن ينضم إليها شخص إسمه علي سلام ويبقى معها حوالي عشرين عاما ولم تعرف انه "ليكودي" إلا عندما انفصل عنها فقط ورشح نفسه لرئاسة البلدية؟ كيف ذلك؟
تعالوا نتصارح يا جبهة: المفروض بكم أن لا ترمو الناس بالحجارة وبيتكم من قزاز، وأن تراجعوا تاريخكم الذي يقول: ان الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أريئيل شارون للناصرة في العام 2010 قد تمت بناء على دعوة من رئيس البلدية رامز جرايسي."واللي على عينو خشبة ما بقول للآخر على عينك قشة".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة