الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 08:02

العدوان الأخير على سوريا/ بقلم: عوض حمود

عوض حمود
نُشر: 29/04/18 12:24,  حُتلن: 12:25

عوض حمود في مقاله:

تكشفت الأمور ما بعد العدوان ان جميع الأهداف العدوانية والمخططات الأمريكية لم تحقق أهدافها وما حصدوا الا الخيبة والاندحار على أرضية صمود

الطموحات والمخططات التقسيمية الأمريكية وكل مشاريعها في المحيط العربي اصبحت من الماضي ولم يعد بمقدورها ان تنفذ ما تريد في المنطقة

كلما اقتربت سوريا من تحرير أجزاء من أراضيها او مدنها المغتصبة من قبل الارهابيين تأتي حجة الكيماوي أو مسرحية الكيماوي من قبل الدول الاستعمارية متمثلة بأمريكا وهي رأس الأفعى وجريراتها بريطانيا وفرنسا.

وان هذه الحجة الكاذبة المخادعة تفبركها هذه الدول تبريرا للقيام باعتداء تآمري على سوريّا وستثبت الأيام القليلة القادمة على هذه الفبركة المفضوحة وكان هدفها وقف أو محاولة الحد من انتصارات الجيش السوري على هؤلاء التكفيريين المدعومين من كافة الدول الاستعمارية وعلى رأسهم عدوة الشعوب أمريكا، بالإضافة أيضا لملحقاتها مما يسمى بدول الخليج وفي طليعتهم دولة آل سعود (رعاة الابل والماعز) أليس كذلك يا جبير و نيكي هيلي وترامب؟! فعندما استطاع الجيش العربي السوري المقدام تحرير منطقة الغوطة الشرقية بمساحة ما يزيد عن مئة كيلومتر مربع خلال فترة زمنية قصيرة وأقل بكثير مما كان متوقع. ذلك بحسب ما كان يذاع بوسائل اعلامهم عن ضخامة تحصيناتهم و دشمهم بحيث كان من المتوقع أن يصعب على الجيش السوريّ اختراقها حسابهم.
فعلى ما يبدو أن ارادة الجيش العربي السوريّ وتصميمه اللامحدود لتحرير أرض الوطن من رجس هؤلاء الشياطين كانت أقوى بكثير من عزائمهم وتحصيناتهم التي كانت فوق الأرض وتحت الأرض ويكفي ما عرض على الشاشات من أنفاق و سراديب يعجز عن اقامتها أو حفرها جيش دولة بحد ذاتها فهذه الانتصارات الساحقة للجيش السوريّ على من دربتهم أمريكا وذودتهم بكل أنواع السلاح عرض البعض من مخلفاتهم على الشاشات السورية.
ان هذا الأمر لم يرق لأمريكا ولا لحلفائها في دول الغرب الاستعمارية وعلى هذا الأساس قامت أمريكا بشن عدوانها الخماسي على سوريا، ومساعدة عملائها في الخليج. ان كانت هذه المساندة اقتصادية أو سياسية بالإضافة لمساندة ومساعدة هذا العدوان من قبل اسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية أو غيرها وذلك حسب ما ذكره رئيس الحكومة الاسرائيلية بوسائل الاعلام، وقال أن اسرائيل قدمت لأمريكا أو لدول العدوان معلومات عن الأماكن العسكرية السورية لتسهيل ضربها من قبل الدول المعتدية. واني اسمي العدوان الخماسي لأنّ من قام بالعدوان المباشر ثلاثة دول وهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا. ومن قام بمساندة العدوان غير المباشر على سوريا السعودية واسرائيل وكان محمد بن سليمان راعي الابل والماعز وذلك المراهق السياسي قال في تصريح له مؤخرا أنه اذا ما طلب من السعودية المشاركة في العدوان على سوريا فلن يكن لديهم مانع. وقد شارك هؤلاء المتآمرون الخونة بالعدوان على سوريا وقد حصدوا من عدوانهم هذا الخيبة والاندحار وفشلوا فشلا ذريعا، بتحقيق الأهداف التي كانت مرسومة ومأمولة التحقق في ضرب سوريّا وجيشها الوطني ومحاولة منعه أيضا من استكمال التقدم السريع لتحرير أرضه.

وقد تكشفت الأمور ما بعد العدوان ان جميع الأهداف العدوانية والمخططات الأمريكية لم تحقق أهدافها وما حصدوا الا الخيبة والاندحار على أرضية صمود وتصدي الجيش السوريّ وحلفاؤه لعدوانية أمريكا والرجعية العربية المرتبطة الارتباط الكامل بالمشروع الصهيو أميريكي في المنطقة. وإنّ حجة الكيماوي ما هي الا كذبة كبرى ومسرحية أمريكية تشاطرها في احاكة هذه المسرحية الدول الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا ومباركة السعودية و اتباعها في الخليج. وذلك محاولة منهم لثني سوريا عن خطها الوطني المعادي للمشروع الأمريكي في المنطقة العربية وجرها الى مربعهم الخياني المتآمر على كافة القضايا العربية وفي المقدمة الأولى القضية الفلسطينية وذلك تماشيا مع مشروع ذلك الأهوج ترامب بتصفية القضية الفلسطينية (وما يسمى بصفقة القرن).

ان الطموحات والمخططات التقسيمية الأمريكية وكل مشاريعها في المحيط العربي اصبحت من الماضي ولم يعد بمقدورها ان تنفذ ما تريد في المنطقة، وان سوريا ومن معها في محور المقاومة هي اليوم في موقع القوة و الهجوم لدحر و الانتصار على كل المتآمرون عليها ولم يعد أي درجة من الخوف عليها ولا على نظامها السياسي الوطني الذي صمد أكثر من سبعة اعوام أمام مؤامرة لم يتعرض لها أي بلد في المنطقة واستطاع دحر الارهاب من المعظم من الاراضي السورية. وان مسرحية الكيماوي المدعاة أمريكيا تعودنا الاستماع اليها ولم تعد تنطلي على الرأي العام الدولي المتقدم وان سوريا وجيشها الوطني قاب قوسين أو أدنى من اعلان الانتصار الساحق على هؤلاء المرتزقة الذين أرسلتهم أمريكا الى سوريا وبمشاركة وتأييد من قبل الدول المحيطة كتركيا والأردن لكي تصبح سوريا لا سمح الله في قبضتهم وتسير في ركب القطيع السعودي الخليجي الأميركي وهذا ما أفشلته سوريا وجيشها البطل.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة