الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 11:02

انتصاركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة هو شر من هزيمة - بقلم: نبيل عودة

نبيل عودة
نُشر: 03/07/18 21:20,  حُتلن: 22:29

 تجاهلوا ان علي سلام حصل على 62% من أصوات الجمهور أي أكثر ب 10400 صوت عن مرشح الجبهة .. أي انكم أكثرية بالصدفة لأنه لم تجر انتخابات معادة للعضوية

 يبدو ان المكسب الذي كان يطمح اليه السيد مصعب دخان، هو اللقب الذي سحره، "مرشح جبهة الناصرة الديموقراطية"، نبارك له على اللقب بكل احترام، وان يحافظ عليه للسنوات الثلاث القادمة

 حسب المعلومات التي تصلني من داخل الحزب (اسمعوا جيدا من قيادات حزبية)، يعملون على فك الارتباط مع مصعب دخان

 الميزانية المسقطة ليست ميزانية شخصية لعلي سلام، هي ميزانية بلدية الناصرة والتي تخص مواطني الناصرة. اسقاطها هو حرمان المواطنين من نسبة كبيرة زيادة عن الميزانية السابقة

من السابق لأوانه الحديث عن الاسقاطات السلبية جدا لتصويت المعارضة تحت قيادة الجبهة (التي تحتاج الى من يقودها) بعد اسقاط ميزانية بلدية الناصرة، وعمليا حل المجلس البلدي. لكن ما هو أكثر وضوحا من التصويت هو ان ما تظنه المعارضة انتصارا، هو اشد شرا على مستقبلها ومستقبل المعارضة المنضوية تحت ابطها من الهزيمة المتوقعة لهم في الانتخابات القادمة، التي قد تكون بعد أربعة أشهر وقد تكون بعد ثلاث سنوات، حسب قانون السلطات المحلية وما يقرره وزير الداخلية درعي. الجبهة تجاهلت ان علي سلام حصل على أكثر من (61.57%) من أصوات الجمهور أي أكثر ب (10400) صوت عن مرشح الجبهة الذي حصل على (38.43%)، ولو كانت انتخابات معادة للعضوية أيضا، لحصل على (12-13) مقعدا، أي انكم تصوتون بالنيابة عن الجمهور الذي اختار علي سلام وضد رغباته .. وبالتالي اكثريتكم في المجلس البلدي هي حالة ظرفية مؤقتة.

خلال الفترة المتبقية حتى الانتخابات، التي لا اعرف موعدها الآن، إذ قد تجري بنفس تاريخ انتخابات السلطات المحلية، أي في شهر تشرين اول، او يجري تأجيلها حتى ثلاث سنوات، وستدار البلدية بإطار لجنة معينة، وانا على ثقة ان علي سلام سيكون رئيس البلدية بإطار اللجنة المعينة.

يبدو ان المكسب الذي كان يطمح اليه السيد مصعب دخان، هو اللقب الذي سحره، "مرشح جبهة الناصرة الديموقراطية"، نبارك له على اللقب بكل احترام، وان يحافظ عليه للسنوات الثلاث القادمة، رغم ان اعلانا رسميا من الحزب والجبهة القطرية لم يصدر بعد ليثبت مصعب دخان كمرشح رسمي للجبهة، ما زالت قيادات حزبية عليا، حسب المعلومات التي تصلني من داخل الحزب (وذلك ما يسمع جهارا من قيادات حزبية)، يعملون على "فك الارتباط" مع مصعب دخان، بل من مراجعتي للاتحاد لم اقرأ بعد اعلانا رسميا عن كون مصعب مرشح الجبهة في الناصرة، ويبدو ان مصعب يكتفي بإعلانات الشوارع التي نشرها فصدق نفسه، وبالكاد صدقته احدى المنشورات التي يدعي ناشريها انها صحيفة.

ما زال البحث في الغرف المغلقة للحزب الشيوعي عن طرق لطيفة للتخلص من مصعب دخان وترشيح شخصية مقبولة على الحزب الشيوعي بالأساس لأن الجبهة تنظيم لا قيمة عملية له، بل ولا حق للجبهة باتخاذ أي قرار له وزنه السياسي او التنظيمي، بل مجرد تسمية أخرى للحزب الشيوعي وبعض أصدقائه بعد ان انفض الاف الأعضاء من صفوفهم .. وخاصة بعد تفكك الجبهة من مركباتها الأصلية. قيادات حزبية تريد بإصرار مرشح توافقي او غير توافقي من صفوفهم، وليس بالصدفة ان طرح مرة أخرى اسم رامز جرايسي، لكني لا اعتقد ان رامز سيقبل ان يكون رئيسا لقائمة فشلها واضح منذ اليوم. اذن بوضوح يريدون مرشحا يحقق لهم هزيمة يمكن تحملها وليس هزيمة نكراء تقضي على حلم استعادة بلدية الناصرة.

وصلني ان المنتصرون في جلسة البلدية يوم الاثنين (2/7/18) التي أسقطوا فيها الميزانية، هم بحالة نشوة، وعليه تصالحوا مع سائر المصوتين من التنظيمات الأخرى .. وتعانقوا بمنزل ما حيث اجتمعوا لدراسة الخطوات التالية، كما وصلني من مشارك بالاجتماع .. لكنهم سوية لن يساوي قوة انتخابية قادرة على تحدي علي سلام. بل توحدهم سيجعلهم مهزلة نصراوية أو مسرحية كوميدية بالبث الحي والمباشر. لذا يا أبطال جلسة البلدية، أقول لكم ان انتصاركم بإسقاط الميزانية هو نصر أشد شرا من هزيمة.

الميزانية المسقطة ليست ميزانية شخصية لعلي سلام، هي ميزانية بلدية الناصرة والتي تخص مواطني الناصرة. اسقاطها هو حرمان المواطنين من زيادة (7) مليون شيكل زيادة عن الميزانية السابقة .. الميزانية اخذت بعين الاعتبار تطوير مجمل القضايا الملحة للمدينة ومواطنيها، وخاصة في مجال التعليم والخدمات وتطوير البني التحتية. أي انها تشكل قفزة بالمبالغ المخصصة في الميزانية عن ميزانية السنة الماضية(2017) التي ستكون الآن بدل ميزانية (2018)، بمعنى بسيط، تصويتكم أفقد مواطني الناصرة زيادة كبيرة وهامة من الأموال المخصصة لكل المشاريع وعلى راسها جهاز التعليم (7 مليون شيكل). المعنى انكم تعيدون الناصرة الى الخلف من حيث الأموال المخصصة للمشاريع، وهي لا تبنى بناء على رغبات شخصية بل بناء على قيود تفرضها السلطة المسؤولة. أي لا يستطيع أي رئيس سلطة محلية في إسرائيل عربية او يهودية ان يبني ميزانيته حسب رغباته الشخصية، بل حسب قيود تفرضها وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة التعليم وسائر الوزارات التي تقدم خدمات للجمهور. وعلي سلام نفذ كل ما تعهد به، ولم يقف مكتوف اليدين ويغلق باب البلدية امام الجمهور بل يتواصل بثبات مع الجمهور ويوميا يمتلئ مكتبه بعشرات المراجعين، ولم يخرج أي منهم غاضبا، بل وجد الانصات والاستجابة وحل الإشكالية التي طرحها امام رئيس البلدية .. وهذا لوحده هو انقلاب في مجمل العلاقات مع الجمهور. لذلك محبة علي سلام ليست مفروضة بأوامر الحزب الشيوعي، بل من التواصل الإنساني مع الجمهور.

استمعت الى لقاء مصعب دخان عبر اذاعة محلية في نهاية حديثه شعرت اني أضعت وقتي لأفهم ما يريده من جمله غير الكاملة، كان يقول شيئا ويفعل عكس ما يقول، فهل نحاسبك على لسانك ام على تصرفاتك؟

مقالات متعلقة