الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 19:02

المصالحة ممكنة ولكن /بقلم: سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 15/07/18 14:53,  حُتلن: 11:16

سميح خلف في مقاله:

الفلسطينيون جميعًا هم في موقف لا يحسدون عليه داخليًا وخارجيًا فبالتأكيد أن هناك صفقة سياسية يتم العمل بها أو تحضيرها على مستوى الاقليم

ترى مصر أن الحل الانساني لأزمات غزة يجب أن يمر من خلال سلطة حكومة وحدة وطنية وشراكة كاملة بين الاطراف يمكن أن تؤسس لانتخابات ديموقراطية على مستوى السلطة ومنظمة التحرير 

 ثمة عدة قضايا يجب وضعها على الطاولة ودراستها جيدًا والأخذ بعوامل قوتها وضعفها وامتداداتها لكي نسطيع القول هل ستنجح المصالحة هذه المرة ام ستفشل كسابقتها، وان كانت كل الجولات السابقة أضافت كم وكيف تراكمي لدى الطرفين الفلسطينيين والأطراف الاقليمية والدولية.

بالتأكيد كلبنة اولى معرفية لما يمكن أن يؤدي الى القواعد الاولية للمصالحة هي التنازلات المؤلمة التي يمكن أن تقدمها حماس وباقي الفصائل المقاومة والتي تتعارض برامجها مع برنامج منظمة التحرير وبرنامج السلطة تلك التنازلات المؤلمة التي تم التوافق عليها بين السلطة اسرائيل وتتلخص بأن تؤمن حماس وحركة الجهاد الاسلامي بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير وشروط السلطة أيضًا تحت مقولة سلاح واحد وأمن واحد، وأضيف لها مصطلح جديد امتدادًا لعملية التمكين التي تطالب بها السلطة (ما تحدث به الرئيس وعزام الاحمد ومركزية فتح) وهو في منتهى التطرف والاقصاء للاخرين، هذا المصطلح الذي يستبعد أو يرفض أي عملية ديموقراطية (يا بتشيلوا يا بنشيل) أي بمعنى فتح الباب واسعًا لشهية من يريدون فصل الضفة عن غزة وهي الأرض التي تبقت من أرض الوطن.

في هذا المجال لقد أحدثت وثيقة حماس منذ عام ونصف تقاربًا نسبيًا وتقاطعات في منتصف الطريق مع برنامج منظمة التحرير الذي يؤمن بحل الدولتين وما زال متمسكا به رغم اقتطاع اسرائيل أراض شايعة تمثل 60% من الضفة وسيطرة كاملة على مناطق الغور وقرار الادارة الامريكية الذي لا اعتقد أن تتراجع عنه بخصوص القدس والذي سيجبر السلطة ومنظمة التحرير أن تتعاطى مع هذا القرار ضمن مخارج محددة للعاصمة الفلسطينية التي تحدثت عنها وكالات الانباء أبو ديس وضواحي القدس العاصمة المستقبلية. قبلت حماس دولة على حدود الـ67 بدون الاعتراف باسرائيل وهذا سيفتح المجال واسعًا للمناورة من خلال اتفاقية أو معاهدة سلام طويلة الأمد عن طريق طرف ثالث أو هدنة طويلة الأمد يتم فيها الالتقاء مع برنامج منظمة التحرير هذا بالمعطيات السياسية والفوارق السياسية والخلافات في البرامج، أما سلاح المقاومة وما تم الاتفاق عليه مع الطرف المصري بأن يكون سلاحًا دفاعيًا وأمنيًا عن قطاع غزة وأن ترتبط توجهاته بالحل السياسي وهذا يمكن للسلطة أن توافق عليه وأن توافق عليه حماس وباقي الفصائل في ظل تصور للحل النهائي. اذا ما هي أوجه الخلافات الأخرى، بالتأكيد أيضًا أن جولة المصالحة الحالية في القاهرة وبرعاية مصرية لم تبدأ من الصفر بل بيت على ما قبلها ومعالجة مناطق الفشل وارتكازاته، فنجاح المصالحة يتعلق بمواقف عدة جهات:

1- القناعة الذاتية الفلسطينية

الفلسطينيون جميعًا هم في موقف لا يحسدون عليه داخليًا وخارجيًا فبالتأكيد أن هناك صفقة سياسية يتم العمل بها أو تحضيرها على مستوى الاقليم وبالتالي على الفلسطينيين أن يحزموا أمرهم اما دولة فلسطينية في الضفة وغزة واما دولة في غزة وحكمًا ذاتيًا أو ضمًا للضفة الغربية مع انفتاح أمني واقتصادي على الاردن واسرائيل الخيار الأول يحافظ على النظام السياسي الفلسطيني والبرنامج الوطني بحده الأدنى، اذا أمام الفلسطينيون مفترق طرق اما أن يتفقوا بايجاد حلقة وسطى للربط بينهما، واما اتاحة المجال لتطبيق السيناريو الاسرائيلي الامريكي بدولة في غزة والضفة محسوم أمرها بناءً على الواقع الذي يجري الان.

2- دول الاقليم

ما يحدث في سوريا وصراعات اقليمية على أرضها وايجاد معادلات جديدة تحكم تلك القوى على طريق الوسيط الروسي له علاقة مباشرة أيضًا بالتأثير المباشر وغير المباشر على مجريات المصالحة ونجاحها من فشلها أيضًا.

- الدور التركي وهو ليس معارضًا لتوافق فلسطيني فلسطيني ينتج عنه برنامج سياسي يتيح بمعاهدة سلام مع اسرائيل ضمن حدود البرنامج الوطني الفلسطيني.

- الدور الايراني والصراع التكنولوجي بين اسرائيل وايران وعملية العداء لأمريكا واسرائيل وعملية التبريد ضمن المصالح الاوروبية للملف الايراني والتوصل لمعاهدة غير مباشرة بين ايران واسرائيل قد تنعكس انعكاسًا مباشرًا على الساحة الفلسطينية في ظل توسط الروس في ابرام تلك المعادلة الجديدة.

- الدور القطري، أيضًا قطر لعبت دورًا هامًا في تغذية بعض المشاريع الهامة في غزة ودعم غزة وحماس وباقي الفصائل وتلعب دورًا في التواصل غير المباشر بين اسرائيل وحماس وليس لدى قطر مانع في التوافق بين منظومة عباس في ظل حل سياسي يربط الضفة مع غزة.

- الدور المصري، بالتأكيد أن الدور المصري تاريخي في القضية الفلسطينية ومصر تاريخيًا تمتلك محورية الفعل والعمل في المنطقة وبالتالي تجد مصر تهديدًا لأمنها القومي ومسؤولياتها القومية تجاه القضية الفلسطينية وترى أن القوى الاقليمية الاخرى تهدد أمنها القومي وبالتالي مصر معنية بإيجاد عملية تقارب بين السلطة وحماس في ظل برنامج سياسي يمهد للتعاطي مع المبادرات السياسية المطروحة والتي ترى مصر أنه لا يمكن التعاطي معها الا بالمصالحة ولا تريد أن تسجل على نفسها تاريخيًا انفصال الضفة عن غزة، فترى مصر أن الحل الانساني لأزمات غزة يجب أن يمر من خلال سلطة حكومة وحدة وطنية وشراكة كاملة بين الاطراف يمكن أن تؤسس لانتخابات ديموقراطية على مستوى السلطة ومنظمة التحرير وبالتالي مصر كما قلت لن تسجل على نفسها موقفًا يؤثر على أمنها القومي وعلى استراتيجيتها في المنطقة بانهيار النظام السياسي الفلسطيني اذا انفصلت غزة عن الضفة، قد تجد حماس نفسها منجذبة نحو الدور المصري بحكم عدة عوامل جغرافية وتاريخية وعروبية أيضًا واسلامية أيضًا ومن هنا يبقى الدور المصري هو الأقوى وخاصة أن مصر منفتحة على كل القوى الدولية أمريكا وروسيا والصين واسرائيل التي تربطها بها معاهدة سلام.

ولكن كما قالوا الشيطان يكمن في التفاصيل وهذا ما أفشل المصالحة في المحاولات السابقة التي كانت مواقف المسؤولين فيها كسوق عكاظ كل يدلو بدلوه على الاعلام وهنا نسجل أن هناك من لهم مصالحة حقيقية في تعطيل أي نقاط توافق للوصول الى المصالحة وهم في الضفة أكثر من غزة، وقد تبرز قضية لموظفين مرة أخرى التي يمكن حلها بالورقة السويسرية أو في اطار حل سياسي تلتزم به دول الاقليم ولكن هل نبدأ بقضية الموظفين والتمكين التي يمكن أن تفجر قضايا خلافية أم نبدأ بالانتخابات للسلطة الفلسطينية التشريعية والرئاسية وبعد ذلك منظمة التحرير وتشكيل لجنة عربية لتحويل الاجهزة بعد ذلك لأجهزة مهنية هذا مواكبا كما قلت في اطار حل سياسي شامل تشارك فيه القوى الدولية والاقليمية، قد تكون حكومة الوحدة الوطنية الان التي يجب أن يعطي فيها عباس مرسومًا رئاسيًا هي التي تقوم باستلام مرحلة للسلطة التنفيذية ولمدة 6 شهور تعد لانتخابات رئاسية وتشريعية وبناءً عليها يتم التعاطي مع التشكيلات الوطنية حكومية وتشريعية وقضائية لتضع برنامج سياسي يتناول كل ما هو مطروح اقليميًا دوليًا.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة