الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 23:02

ليكن قانون القومية بداية الصحوة/ بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 01/08/18 15:01,  حُتلن: 14:21

غسان عبدالله في مقاله:

كل يدلي بدلوه معتبرا نفسه غيورا وحريصا بل محللا سياسيا بارعا، علما أنّ البعض منهم لا يفقه بالسياسة شيئا فتارة تراه مادحا مهللا وتارة ذاما شامتا 

هذا القانون من اسوأ القوانين ومن أكثرها عنصرية ووقاحة منذ قيام الدولة بالرغم من أنّ جل قوانين هذه الدولة تتسم بالعنصرية والكراهية والحقد لكل ما هو عربي

ما استفزني هو الزوبعة الفيسبوكية وهذا التنظير وهذه الاراء وقد اتفقت وكأنها وجدت العصا السحريه للتخلص من هذا القانون، معلنين أنّ الحل الوحيد والخلاص هو باستقالة اعضاء الكنيست العرب!

يا هل ترى هل كل اؤلئك الذين يتبجحون عبر صفحات الفيسبوك هم اصلا اعطوا صوتهم للقائمة المشتركة؟

كفانا جلدا للذات وكفانا نغطي الشمس بغربال، وكفانا ننظر الى النصف الفارغ من الكأس وأن يكون التشاؤم هو المهيمن على خطابنا

تابعت وباهتمام كبير كل ما دار من تحليلات ونقاشات ووجهات النظر حول قانون القومية، حيث اخذ حيزا واسعا وكبيرا من اهتمامات رجال السياسة والخبراء وكل الفاعلين على الساحة السياسية، بل ومن كافة شرائح جماهيرنا العربية، وعبر كل المنابر الاعلامية سواء كانت المرئية او المسموعة او المكتوبة، بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك، هذ المنبر الذي اصبح "للطالع والنازل ولكل ما هب ودب".

كل يدلي بدلوه معتبرا نفسه غيورا وحريصا بل محللا سياسيا بارعا، علما أنّ البعض منهم لا يفقه بالسياسة شيئا فتارة تراه مادحا مهللا وتارة ذاما شامتا ، يسرح ويمرح على صفحته الفيسبوكية يغني على ليلاه " ويا ارض اهتزي ما حدا قدي"، وطبعا انا هنا لا اعمم فهناك الكثير الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف، وأنّ مواقفهم ايديولوجية صادقة وأن انتقاداتهم نابعة من حرصهم وما تمليه عليهم المسؤولية الوطنية وحسهم الصادق واحترم اراءهم وان لم اتفق معهم فالاختلاف بالراي لا يفسد للود قضية.

بلا شك ان هذا القانون من اسوأ القوانين ومن أكثرها عنصرية ووقاحة منذ قيام الدولة بالرغم من أنّ جل قوانين هذه الدولة تتسم بالعنصرية والكراهية والحقد لكل ما هو عربي، لكن هذا القانون جاء وخاصة بعد مرور 70 عاما على قيامها تتويجا لكل قوانينها وشرعنة لممارساتها والذي يؤسس لنظام الابرتهايد، معتبرا اسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي وان حق تقرير المصير يقتصر فقط على اليهود والقدس الكبرى الموحدة هي عاصمة اسرائيل وأنّ اللغة العبرية هي اللغة الرسمية أمّا اللغة العربية خفضت مكانتها وجعلت لغة ذات مكانة خاصة.

وانا على يقين ان هناك خطوات مدروسة بادرت بها وستبادر قياداتنا العربية وخاصة نوابنا ولجنة المتابعة للجماهير العربية، وقد أقرت برنامجا كفاحيا واضحا من اجل الغاء هذا القانون وعلى كل الاصعدة محليا واقليميا وفي المحافل الدولية وفي كل القنوات والمسارات المتاحة.
الغريب العجيب وهذا ما اثارني وما استفزني وما اريد ان اوصله هو هذه الزوبعة الفيسبوكية وهذا التنظير وهذه الاراء وقد اتفقت وكأنها وجدت العصا السحريه للتخلص من هذا القانون، معلنين أنّ الحل الوحيد والخلاص هو باستقالة اعضاء الكنيست العرب! وكأنه باستقالاتهم تحل كل مشاكل شعبنا!!

وهنا دعوني اعود واياكم قليلا الى الوراء الى انتخابات الكنيست الاخيرة عندما نادت جماهيرنا العربية، في هذه البلاد طالبة من قيادات الاحزاب العربية بالوحدة وخوض المعركة الانتخابية، تحت راية واحدة وشعار واحد وقائمة واحدة وماذا كان؟؟

نعم لقد لبت قياداتنا النداء وكانت الوحدة وكانت القائمة المشتركة، "بغض النظر عن اسباب الوحدة الاخرى". والسؤال الذي يطرح هنا وبكل قوة، هل جماهيرنا العربية انتفضت ملبية النداء لهذا النموذج الوحدوي الوطني الصادق لكل الوان الطيف السياسي والذي تحقق لاول مرة بتاريخ كل نضالات شعبنا؟ 
هل جماهيرنا العربية فعلا خرجت بشيبها وشبابها "مهرولين" الى صناديق الاقتراع كما ادعى رئيس الحكومة نتنياهو؟؟ "الكذبة التي صدقناها "
ويا هل ترى هل كل اؤلئك الذين يتبجحون عبر صفحات الفيسبوك هم اصلا اعطوا صوتهم للقائمة المشتركة؟
ماذا فعلت جماهيرنا العربيه من اجل تعزيز قوة وموقف قياداتنا ؟؟ ومن اجل زيادة تمثيلها بالكنيست ؟؟
لتصبح قوه كبيره ومؤثره " لتكبح جماح " هذه الحكومه الفاشيه اليمينيه المتغطرسه ؟؟
قلنا القائمه المشتركه هي مشروع وطني وهي انجاز تاريخي وهي مطلب الشارع العربي ورفعنا شعار" احنا مع بعض اقوى"
فكيف كان رد جماهيرنا ؟؟
هل حصلت القائمه المشتركه على 18 مقعد وهو سقف توقعاتنا البسيط ؟؟
هل ارتفعت نسبة التصويت لتتعدى ال 58% على الاقل ؟؟
وهل كان عدد المقاعد في انتخابات الاخيره اكثر عددا من سابقتها ؟؟
وسؤالي الاخير لو فرضا كان عدد نوابنا 18 نائبا
هل سيمر قانون القوميه ؟؟
طبعا الجواب بسيط و واضح لان المعادله بسيطه وواضحة!

كفانا جلدا للذات وكفانا نغطي الشمس بغربال، وكفانا ننظر الى النصف الفارغ من الكأس وأن يكون التشاؤم هو المهيمن على خطابنا، ولا داعي ان ننسج من اوهامنا شائعات وخزعبلات فيسبوكيه مزيفه واقاويل هراء وافتراء دون ان ناخذ بعين الاعتبار الحقائق الساطعه ومصلحة جماهيرنا الوطنيه العليا .
لننظر الى انفسنا اولا ولنقدم ما علينا قبل ان نطالب ما لنا!!

نعم لا تزر وأزره وزر اخرى، لا شك ان كل حكومات اسرائيل المتتالية، وخاصة الحالية "مستكلبة" بعنصريتها وعنجهينها وبفكرها الكولونيالي والعقائدي والصهيوني ولكن كل ذلك يجب ان لا يحبط من عزائمنا وارادتنا ومطالبنا العادلة.

المرحلة تتطلب منا ان يكون هذا القانون محفزا لانطلاقه بحس وطني صادق وبقوة اعظم وان تجمع كل الطاقات وتشحذ الهمم وان نخطو بخطى واثقه لمواجهة هذا النظام الفاشي. ومن الاجدر أن يكون هذا القانون عاملا محفزا ومستنفرا لصحوة جماهيرنا العربية وليعلنوها صرخة مدوية مزلزلة ولتهز الارض من تحت أقدام الطغاة، بدل هذه الاوهام التي يعيشونها على صفحاتهم وبدل هذا التنظير الفسبوكي وبدل هذ الاحباط الذي يبثوه. 

إنّ العمل البرلماني هو مساحة هامة جدا وآلية للنضال لا تنازل عنها، وحتى لو كان تأثير النواب العرب جزئي على عملية صنع القرار يبقى وجودهم في بعض المفترقات له تأثير وموقف واداء ورقم، فلنعزز موقفهم بدل الردح والندب وليكن هدفنا في الانتخابات البرلمانية القادمة هو الوصول الى 20 مقعدا، لنصبح "كاننا عشرون مستحيل"، وهذا هو الرد الصحيح .
ولكي لا نحقق رغبة ليبرمان وزعرانه وهي أن تكون الكنيست خالية من العرب توطئة لتكون البلاد خالية من العرب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة