الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 01:02

صارَ السُّؤالُ مَنِ القَتيلُ التَّالي؟- شعر: محمود مرعي

محمود مرعي -
نُشر: 31/08/18 17:45,  حُتلن: 20:20

ما عادَ فينا عاطِلٌ أَوْ حالي.. وَالـمُرْخَصُ الغالي رَديفُ زَوالِ

لا مُرْخَصٌ في السَّوْمِ غَيْرُ عُقولِنا.. وَعُقولُنا عُقِلَتْ بِشَرِّ عِقالِ

بِالجَهْلِ، حَيْثُ الجاهِلِيَّةُ أَيْنَعَتْ.. غِلًّا، وَغَلَّ الغِلُّ شَرَّ غِلالِ

شُلَّتْ إِرادَتُنا وَأَسْفَرَ عَجْزُنا.. عُقَّالُنا غُلُّوا بِلا أَغْلالِ

وَالكُلُّ رَغْمَ القَتْلِ حاطِبُ لَيْلِهِ.. ظَنَّ النَّجا بِالنَّفْسِ وَالأَمْوالِ

وَلَعَلَّهُ يَطَأُ الثَّرى مُتَوَهِّمًا.. أَنْ قَدْ نَجا مِنْ شِرْعَةِ الأَدْغالِ

عَجِلًا بِمَجْهَلَةٍ تُنَمِّي خَبْأَها.. لِلْعابِرينَ لِعِصْمَةٍ بِجِبالِ

وَالـماءُ غَمْرٌ لا جَبالَ عَواصِمٌ.. شَرَّ القَواصِمِ عَنْ وَلـِيْ أَوْ والي

وَخَطا "البَصيرُ" وَما دَرى أَنْ حَتْفَهُ.. قُدَّامَ ناظِرِهِ بِلا إِمْهالِ

وَأَتَتْهُ مِنْ بَطْنِ التُّرابِ مَنِيَّةٌ.. مِنْ نابِ مُنْكَرَةٍ مِنَ الأَصْلالِ

قَدْ فَرَّ مِنْ حَتْفٍ فَلاقى حَتْفَهُ.. في ما تَوَهَّمَهُ أَمانَ مآلِ

في أَهْلِنا القَتْلُ اسْتَحَرَّ كَأَنَّنا.. حَطَبٌ يُؤَزُّ بِجاحِمِ الجُهَّالِ

وَجَميعُنا يَرْجُو السَّلامَةَ وَالنَّجا.. وَجَميعُنا هَدَفٌ لِشَرِّ وَبالِ

صارَتْ تَحِيَّتُنا رَصاصَ مُسَدَّسٍ.. وَسَلامُنا الطَّعَناتِ في الأَوْصالِ

لُغَةُ الرَّصاصِ شَريعَةٌ لِجُموعِنا.. وَالطَّعْنُ بابُ الفِقْهِ لِلْعُقَّالِ

صِرْنا مِثالًا لا مَثيلَ لِسَطْرِهِ.. في الحاضِرينَ وَسابِقِ الأَمْثالِ

لا آمِنٌ في سِرْبِهِ وَعِيالِهِ.. لا مُسْفِرٌ عَنْ غَيْرِ بُؤْسِ الحالِ

لا عاقِلٌ تُرجى السَّكينَةُ عَنْدَهُ.. وَالأَمْنُ عِنْدَ تَكَسُّرِ الأَقْفالِ

فَحياتُنا أَمْسَتْ حَظائِرَ خُلِّعَتْ.. بيبانُها وَتَقَيَّأَتْ بِعُضالِ

وَلِكَثْرَةِ القَتْلى بِغَيْرِ جَريرَةٍ.. صارَ السُّؤالُ مَنِ القَتيلُ التَّالي؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة