الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 11:02

ميشيل نويصري موقفه ملائكي/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 10/09/18 06:54,  حُتلن: 15:02

الدكتور صالح نجيدات:

قال لا عدو لي بمقتل ابني ولا اريد الانتقام، ولا اريد العداوة مع احد، وليس في قلبي حقد وبغضاء لأحد، الله أعطاني إياه والله أخذه، هذا موقف الأقوياء، موقف الشجعان والنبلاء

ميشيل نويصري والد الشاب المرحوم يوناتان الذي قتل في قرية الرينة في مطلع هذا الشهر الحالي، وهو ابنه الوحيد الذي ولد بعد 16 سنة من زواج والديه، ضرب مثلا رائعا وعظيما لا مثيل له في تاريخ مجتمعنا في التسامح والعفو والأخلاق السامية والمروءة والشهامة، حيث قال لا عدو لي بمقتل ابني ولا اريد الانتقام، ولا اريد العداوة مع احد، وليس في قلبي حقد وبغضاء لأحد، الله أعطاني إياه والله أخذه، هذا موقف الأقوياء، موقف الشجعان والنبلاء الذين نفتقدهم في هذا الزمان، وهذا الموقف نابع من قوة الايمان الصادق الذي تربى عليه ويملأ قلبه، ونابع من مبادئ تربى وترعرع عليها والتي جعلته انسانا متميزا بأفكاره وسلوكه، انه موقف ملائكي اكثر منه موقف بشر، فهو لم يطلب هدر دم القاتل ولم يرد الانتقام من أهل القاتل، ولم يحرق بيتهم ولم يحرق سيارتهم ولم يشتمهم ولم يطلب ترحيل اهل القاتل من الرينة، كما هو متبع في حالات القتل، حتى بين أبناء العمومة، ولم يطلب دية، فموقف هذا الرجل موقف نادر ومشرف يحتذى به، وجعل القانون يأخذ مجراه، فيا ليت أبناء مجتمعنا يتصرفون هكذا في مثل هذه الحالات.

هذه الحالة النادرة والتسامح العظيم للسيد مشيل نويصري يجب ان تدرس في مدارسنا لما فيها من قيم واخلاق وتسامح ونبذ العنف، والتروي والحكمة، والايمان الصادق، فقبل شهر قتل شاب في احدى القرى برصاصة طائشة، حرقت بيوت وسيارات كثيرة، فيا ليت يعتبر ويتعلم أبناء مجتمعنا من الموقف المشرف للاب الثاكل مشيل نويصري، الذي نطلب من الله أن يكثر من أمثاله، وأن يلهمه الصبر والسلوان ويرحم ابنه يوناتان ويتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جنانه.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة