الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 08:01

حرق السيارات أسلوب همجي في الإنتخابات/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 10/09/18 10:00,  حُتلن: 14:46

من يلعب بالنار فإنه حتماً سيحرق أصابعه، ومن يلعب بنار الفتنة في الناصرة يحاول حرق المدينة لأهداف انتخابية، وهذه الممارسة ليست من أخلاق الفرسان والتي تحدث عنها علي سلام إنما من شيم الجبناء الذين يلجأون إلى العنف لتحقيق مآربهم

منذ البداية، خاطب رئيس بلدية مدينة الناصرة علي سلام أهل المدينة ومرشحيها للإنتخابات البلدية بالقول: "إننا نريد حملة انتخابات نظيفة حضارية يدلي كل منافس برأيه ومشروعه ورؤياه وطرحه لتطوير الناصرة."
ويبدو أن كلام علي سلام لم يلق عقولاً تستوعبه وتفهم مضمونه، لأن ما حصل في الحارة الشرقية فجر أمس الأحد من اعتداء على سيارات تحمل صور المرشح علي سلام وشعارات قائمة "ناصرتي" يدل على أن من قام بهذا العمل الجبان في الحي الشرقي يستعدف زرع البلبلة والخلاف بين أبناء الحي المعروفين بتآخيهم ومحبتهم لبعضهم البعض، لكن هذه المحاولة لن تعطي سوى نتيجة عكسية بعكس ما أراده أصحاب الضغينة والحقد إذ ستزيد من محبة ودعم أهل الحي لقائمة "ناصرتي" ورئيسها علي سلام.
من يلعب بالنار فإنه حتماً سيحرق أصابعه، ومن يلعب بنار الفتنة في الناصرة يحاول حرق المدينة لأهداف انتخابية، وهذه الممارسة ليست من أخلاق الفرسان والتي تحدث عنها علي سلام إنما من شيم الجبناء الذين يلجأون إلى العنف لتحقيق مآربهم.

علي سلام يريدها انتخابات حضارية نظيفة، لكن ماذا يفعل الغير: يقومون بحرق سيارة لأنها تحمل صوراً لعلي سلام وقائمة ناصرتي. هذا هو "الجرم" الذي ارتكبه صاحب السيارة. تصوروا أن مجرد صورة لعلي سلام تخيفهم وتزعجهم فأي نوع من البشر هؤلاء؟ لا يتحملون رؤية سيارة نصراوي وضع صورة رئيس بلدية مدينته عليها محبة منه له وتأييداً له في حملته الإنتخابية. فأي تخلف وأي همجية هذه؟ أقل ما يقال في هذا السلوك هو عنف وضغينة وحقد ، ولا يوجد تفسير غير ذلك.
الغريب في الأمر لم نسمع من جهات أخرى لها علاقة بالإنتخابات أدانت هذا الإعتداء الهمجي غير المبرر. من أقدم على إحراق السيارة هو بالفعل جبان وهو هو عمل لا أخلاقي بكل معمى الكلمة وهو أيضاً عمل خال تماماً من الإنسانية. فصاحب السيارة مريض يغسل الكلى وبحاجة ماسة لسيارته للذهاب بها للمستشفى ثلاث مرات أسبوعياً.

هذه الممارسات أللاأخلاقية هي بلا شك ضغينة وهمجية ويعود سببها لأمرين: فإما أن يكون هؤلاء لأشخاص قد قاموا باعتداءاتهم انطلاقاً من كراهية يكنونها لقائمة "ناصرتي" ورئيسها علي سلام، (رغم أني أستبعد ذلك) وإما أن يكونوا تابعين لفئة معينة لها علاقة بالإنتخابات وفعلوا فعلتهم إرضاءً لمن يقود هذه الفئة، (وانا أميل إلى هذا الدافع). وعندما تستبدل لغة الحوار بلغة العنف فالتخلف هو الأساس لذلك، كما أن الإعتداء على سيارات يدعم أصحابها قائمة ناصرتي، لم يكن مجرد صدفة، بل عمل مدبر وهذه "زعرنة" بحد ذاتها.
الوضع في البلد في غاية الحساسية، والعاقل هو الذي يبعد الفتنة عن المجتمع النصراوي، والمطلوب خلال فترة الإنتحابات التعامل بالأسلوب الحضاري مع المواطنين. وحرق السيارات وتوجيه الإتهامات والتشهير بمرشحين والإعتداء على ممتلكات المواطنين، ليست أساليب تؤدي إلى فوز في الإنتخابات، بل تدخل الناصرة في صراعٍ ونزاعٍ لا يحمد عقباه.
رئيس بلدية الناصرة علي سلام هو على حق إذ قال بمنتهى الوضوح: "المدينة امانة نصونها ببؤبؤ العين ونحافظ على وحدة اهلها ونخوض الحملة الانتخابية باخلاق الفرسان الذين لا يغدرون مدينتهم بخاصرتها بل يقفون سداً واحداً مانعاً للعنف والفتنة". مرة أخرى، المطلوب أبعاد الفتنة عن الناصرة قبل فوات الأوان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة