الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 13:02

في زمن تزهق فيه الأرواح-يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 11/09/18 00:34,  حُتلن: 00:35

في زمن تزهق فيه الأرواح
في زمنٍ تُزهقُ فيه الأرواحُ
وتحترقُ الأزهارْ
يُطرد فيه العصفورُ الأصليُّ
ويُخطفُ نبضُ الكلماتِ
من الزجل الراقي والأشعارْ..
في زمنٍ يعلو فيهِ
ضَجيجُ الأشرارِ
ويخفتُ صوتُ الأحرارْ
أغمضُ عيني
فأرى بسمَتها تزهو
خلفَ الحُجُبِ
وأراها تطردُ عن عيني
أكداسَ ضبابٍ تمتدُ
من المُنخفضاتِ الأرضيةِ
حتى أعلى السُحبِ..
تمتدُ أناملُها
كي تمسحَ من روحي
أدرانَ النقمةِ والغضبِ
وتُقدِّمُ لي كأسَ شرابٍ
ممزوجٍ من أفراحِ صبايَ
وأيامِ البهجةِ والصَخبِ
توقظُ بي ذِكرى زمنٍ أجملَ
ثم تُعِدُّ شرائحَ أيامِ حَصادٍ
نُقِعَت في ماءِ الرُّمانِ
ومصلِ العِنَبِ
تحكي لي قِصصَ الأولادِ
وتُسهبُ حين تُحدِّثني
عن إنجازاتِ الدرسِ
وأخبارِ اللَّعبِ
في الوجه المُستَبْشِر
أقرأُ عزماً وأملْ..
أتَذكّر أجداداً لم تحنيهم مِحنٌ
ومناراتِ علومٍ سَطعتْ
وأنارت أصقاعَ الدُنيا..
من بيتِ الحِكمةِ
حتى قُرطبة العربِ..
أتذكّرُ كيف تَعايشَ
عِلمُ الدينِ وعِلمُ الدنُيا
فاشتعلت كلُّ الآفاقِ
بنورِ الكُتبِ.
***
أنظرُ في عيْنَيْها
فأرى النورَ الهادئَ يسرعُ
كي يوقفُ تَيارَ النزفِ من الروحِ..
أبصرُ نوراً منسوجاً
بحريرِ الموسيقى
يأتي ليُضَمِّدَ كلَ جِراحي
وأرى وجهَ ملاكٍ يأتي
مُحتفياً بشروقِ صَباحي..
تصحَبُني في مشوارِ الشاطئِ
حيثُ سماءُ الفيْروزِ
تُصافحُ بحرَ الفيْروزِ..
تصحَبُني في مُدنٍ حوَّلها العُتقُ
إلى قِبلةِ سُوّاحِ..
نتَجوّلُ بين كُرومٍ يانعةٍ
ومراعي
ومروجِ أقاحي..
لا شيءَ سيَحجِبُ نوراً
يأتي من عينيها
ليُعيدَ إلى نَفْسي
ما ضاعَ من الأفراحِ.
 

مقالات متعلقة