الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

أي اتحاد للكتاب والأدباء نريد؟/بقلم:حسين فاعور الساعدي

حسين فاعور الساعدي
نُشر: 01/10/18 08:04,  حُتلن: 07:44

ابرز ما جاء في المقال :

لم أكن أعرف أن سوس الخشب منه وفيه

التزامنا الوحيد هو للأدب والإبداع حتى لو كان ذلك سيكلفنا البقاء خارج السرب

أنا على قناعة تامة أن الكاتب يجب أن يكون حراً طليقاً، حتى يستطيع أن يكتب ما يشاء ويقول رأيه بحرية مطلقة. كل الاتحادات في العالم قيدت وكبتت المبدعين بسبب تدخل السلطة المركزية في شؤونها، سواء التدخل في انتخاب القيمين عليها أو التدخل في مسار عملها. هذا التدخل الذي لا ينبع من دوافع أدبية وإنما من دوافع سياسية، فئوية أو حزبية أوصل المنافقين والفاشلين إلى قيادة هذه الاتحادات وأقصى المبدعين، مما تسبب في حالة الهشاشة والهبوط الأدبي الذي يجتاح كل عالمنا العربي. وأود أن أسجل هنا ملاحظة تاريخية هامة وهي أن جميع من وقفوا في قيادة اتحادات الكتاب هنا وفي العالم العربي وربما في العالم كله، لم يكونوا من المبدعين ولم ينتخبوا من منطلق كونهم مبدعين وإنما من منطلق انتمائهم السياسي والحزبي. والأهم من ذلك أن المبدعين ظلوا خارج هذه الأطر التي لم تتسع لهم. والأمثلة على ذلك كثيرة لا تكاد تحصى.
إذن ما دام هذا هو رأيي فعلام كل هذه الزوبعة التي أثرتها؟
لقد قلت في مكان ما ومنذ البداية أننا يجب أن نستغل تجاهل السلطة المركزية لوجودنا ككتاب، لتحويل هذا التجاهل إلى رافعة أو إلى حافز لخلق الإطار المهني، وأشدد على المهني، البعيد عن التدخل والاحتواء والذي يخدمنا.
لكنني لم أكن أعرف أن سوس الخشب منه وفيه. لم أكن أعرف أننا نحن الكتاب والأدباء لم نصل، ولن نصل كما يبدو، إلى حالة النضج التي تؤهلنا لنكون مستقلين لا نستظل بعباءة أحد. هذا ما قاله لي الكثيرون ممن يتبوءون مواقع هامة في الأطر القائمة. واضح وجلي أنهم يقولون ذلك كمبرر ليحافظوا على مواقعهم التي يعرفون جيداً أنهم لا يستحقونا ولم يكونوا ليصلوا إليها لولا الوضع القائم.
لقد تجاوب مع ندائي لإجراء حوار مهني في الموضوع الكثير من الكتاب والشعراء المخلصين الذين يؤلمهم ما نحن فيه. تجاوز عددهم الأربعين كاتباً وشاعراً ممن أرسلوا على الخاص أرقام هواتفهم من أجل دعوتهم إلى الحوار.
لذلك واحتراماً لهؤلاء الأخوة فإنني أوضح موقفي مرة أخري لمن أساء فهم هذا الموقف:
ما نصبوا إليه، نحن الذين لم يحتوينا إطار والأخوة المنتمون إلى الأطر القائمة الذين ضاقوا ذرعاً بهذه الأطر، هو إقامة إطار مهني، ومهني فقط، بعيد عن التبعية وعصي على الاحتواء. إطار يحترم المبدعين ويحترم الأدب.
على هذا الأساس سنلتقي قريباً في نادي المل للحوار الثقافي دون أي التزام مسبق. التزامنا الوحيد هو للأدب والإبداع حتى لو كان ذلك سيكلفنا البقاء خارج السرب لنغرد في فضاء الحرية.
تحياتي للجميع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة