الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

ضرورة الحفاظ على القائمة المشتركة/ بقلم: الصحفي خالد خليفة

الصحفي خالد خليفة
نُشر: 10/10/18 23:28,  حُتلن: 11:21

خالد خليفة في مقاله:

نرى القائمة المشتركة وبعض رؤسائها ابدوا تأييدا لتخفيض نسبة الحسم كي يتسنى لهم خوض الانتخابات المقبلة بشكل منفرد، و ليس كقائمة عربية واحدة و مشتركة 

لقد حان الوقت وبالسرعة الممكنة لانجاز إصلاحات داخلية في العديد من الاحزاب العربية وتغيير قادة كافة الاحزاب الى شخصيات تستطيع مواجة التحديات

لقد مر اقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لخفض نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة مر الكرام. حيث انه يريد تخفيض نسبة الحسم من 3.25% الى 2% اي انه يريد مزيد من الأحزاب الصغيرة و تفتيت الحلبة السياسة في إسرائيل.

لقد جاء هذا الاقتراح بعد ان عُرضت عليه استطلاعات سرية تشير الى سقوط قائمة "شاس بقيادة درعي " و قائمة " بيتنا" بقيادة افجدور ليبرمان في اي معركة انتخابية مقبلة و عدم وصولهم الى نسبة الحسم. ويمكن القول ان تحرك نتنياهو هذا يهدف للحفاظ على حلفائه من الأحزاب الصغيرة، و منعهم من السقوط و الاندثار، كي يستطيع اقامة ائتلاف مقب مع هذه الأحزاب في حال خوض انتخابات قريبة. و يعمل نتنياهو جاهدا للحفاظ على حلفائه ومؤيديه باقتراحات كهذه، وهنالك إشاعات غير مؤكده تشير الى انه يدير أيضا مفاوضات مع القوائم العربية لتأييد مثل هذا الاقتراح في الكنيست. حيث انه نرى القائمة المشتركة وبعض رؤسائها ابدوا تأييدا لتخفيض نسبة الحسم كي يتسنى لهم خوض الانتخابات المقبلة بشكل منفرد، و ليس كقائمة عربية واحدة و مشتركة.

و كان ليبرمان قد اقترح في الكنيست الماضية اقتراحا، برفع نسبة الحسم الى 3.25% كي يسقط القوائم العربية، وقد حظى اقتراح انذاك بالموافقة، الأمر الذي ادى الى الاسراع في اقامة القائمة المشتركة في مطلع 2015.
اما اليوم فأن ادارة نتنياهو , و بعد ان رأت بالقائمة المشتركة بأنها حقيقة راسخه على ارض الواقع , فانه يقوم بتحرك عكسي لخفض نسبة الحسم الى 2% كي يفتت القائمة المشتركة و يشجع قياديها و احزابها للخوض منفردين في اي انتخابات مقبلة، وكي يحافظوا في نفس الوقت على حلفائه المنهارين , كليبرمان و شاس .
لقد مرت هذا الاقتراحات مر الكرام ، ولم نسمع في الاونه الأخيرة من أقطاب ألقائمه المشتركة اي معارضة جدية لمثل هذا الاقتراح ,كما اننا لم نسمع اي دعوة للتماسك والتعاضد بين أعضاء القائمة المشتركة و حلفائها و خاصة على خلفية سن قانون القومية.

من الواضح ان هذا التحرك يهدف اولا الى ضرب هذه القائمة و ضرب التمثيل العربي البرلماني. حيث ان تحركات نتنياهو تعتبر تحركات مشبوهة وغير مفهومة سياسيا للآخرين, ففي نفس الوقت الذي يعلن فيه انه يريد الحفاظ على حلفائه اليمينين في خفض نسبة الحسم الى 2% فأن هدفه الحقيقي هو ضرب القائمة المشتركة، بعثرتها و تدميرها.

ويفكر نتنياهو بشكل استراتيجي، حيث ان تقييمه يعتمد على ان حصول المواطنين العرب على اكثر من 16 مقعدا في الانتخابات المقبلة سيحولهم الى القوة الاكبر في الكنيست، الامر الذي يحد من تحركاته وقواه وبالتالي يمنعه من اقامة اي ائتلاف قوي.
و من هذا المنطلق , فأن الأحزاب العربية و المتمثلة بالقائمة المشتركة، عليها ان تعي ايضا مخطاته و تفكر بشكل استراتيجي مثله تماما, ولا تؤيد اقتراحه المقبل في الكنيست لتخفيض نسبة الحسم الى 2% , و تحاول تحقيق نصر كبير بالحصول على 16 اكثر مقعدا و ليس 13 كي تمنعه من اقامة اي حكومة مقبلة.
و مع ان القائمة المشتركة لم تبلي بلاء حسنا في الكنيست الاخيرة، ولم يكن نوابها على المستوى اللائق في مواجهة تحديات الوسط العربي و مواجهه سياسية الحكومة الفاشية الحالية.
حيث ان فشلهم في مواجهة قانون القومية وعدم تحركهم المحلي الإقليمي والدولي، هو اكبر مثال على مثل هذا العجز .
لقد حان الوقت وبالسرعة الممكنة لانجاز إصلاحات داخلية في العديد من الاحزاب العربية وتغيير قادة كافة الاحزاب الى شخصيات تستطيع مواجة التحديات.
ان التغييرات المرتقبة يجب ان لا تؤثر على شكل القائمة المشتركة، وعلى الاحزاب ان تستمر في هذا الشراكة، كي يحصل العرب على اكثر عدد ممكن من النواب لإدخالهم الى الكنيست.
وعلى إستراتيجية العرب في هذه البلاد ان تكون القوه المعارضة الاولى في الكنيست لسياسة نتنياهو واليمين المتطرف، عليها ان تتغلب على حزب العمل و"لبيد" ورفع عدد نواب العرب هو التحرك الوحيد الذي يكفل تواجد عربي وشرعي في الكنيست المقبلة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة