الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

قصة.. مدينة/ بقلم: أسيل منصور

أسيل منصور
نُشر: 14/10/18 09:25

انفض الجالسون من حولي وتركوني هائما بك ..اعتزلني الأمل منذ مدة وجافاني النوم وتدثرت بالدميم من جدران الأفكار الشريرة التي تطبق علي كل يوم أكثر فأكثر ..

عزمت على الرحيل ..الوطن بات مدينة أغريتني مرة بزيارتها ..أقبلت فيها الذكريات التي جمعت بيننا مرة تباغتني بعطر الحنين المكفهر ومرة تتلو علي قصيدة هي أنت ..دعيني أرمقك لمرة أخيرة وأرتب الكلام بدقة حتى لا تهرب مني الأحرف بحرقةٍ كتمتها حتى لا تعلمي بالعواصف تجتاح سفني وبالأعاصير تدمر ما تبقى لي منك من أحلام..

أحببتك وأحببت لأجلك هذه المدينة ..مدينة صاخبة لا يلمسها كدر ولا تدنس أروقتها السلبية ..إيجابيةٌ على الدوام تحتضن زائريها بمسكٍ وعنبرٍ وورودٍ ورفاهية مترفة ..وكأني حين ولجت إليها دخلت روحك التي أسرتني بابتسامتها الدائمة ..أحاول أن أشفى في الشوارع وأنا ألتقط ذرات الهواء التي لربما استنشقتها يوما هنا عبثاً ..كيف أنسى وأنا قد دخلت محرابك ..مكانك المحبب وعلية العالم التي لجأت إليها في كل وقت نغصت به الحياة عليك وباغتك المرض..

حبيبتي ،لم يعطني الله فرصة لأعلمك كم أحببتك ..كنت مستعدا أن أهبك قلبي لتبقي وأبقى أنا أنبض في دواخلك وأقص عليك قصص الحب التي كانت لتدور بيننا لو أنك بقيت إلا أنك آثرت الرحيل ..

تعبق رائحتك في أرجاء المدينة وأدور أبحث عن بقاياك في طرقاتها..ضحكاتك المدوية..صوتك المفعم بالحيوية وطعم التجارب التي جمعتنا..

دعني أرحل..توسلت إليّ فكنت كسراب لم أستطع أن أبقيه في قبضتي طويلا ..

سأستثمر ما علق بي من عمرٍ باقٍ في الركون إلى حائط مكانك الذي اخترته لي بيتا حتى ألقاك ..بالحزن سأعمّر داراً ..بالشوق سينضح سقفي وبغيابك سينهمر مطر من عينيّ المكلومتين حتى أراك مجددا فأبصر .. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة