الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 04:01

داري الأولى- يوسف حمدان

يوسف حمدان -
نُشر: 22/10/18 21:36,  حُتلن: 04:37

داري الأولى
عدتُ إلى الدارِ
فغرّد عصفورٌ
وتجمّعَ في الباحةِ
سربُ حمامْ
ذهبَت أعوامٌ
في إثرِ الأعوامْ
لم أتغيّر في أسرِ الرومِ
ولم تعشق رئتي أيّ هواءٍ
لا يحمل عطراً
من أزهار اللوزِ
وورد الشامْ
لم يغرب عن بالي
أهلٌ في بلدٍ لا أنساهُ
ويسكنه شرفاءٌ وكرامْ
لم تقتلني الغربةُ
لكنّ البلدَ الغالي
ظلّ رفيقي
في اليقظة والأحلامْ
ودعوت له بالخير كثيراً
وتحدثتُ إليه طويلاً
بكلامٍ وبدون كلامْ
يا بلدي! لك حُبي
وعليك سلامْ.
***
عدتُ إلى الدارِ
فغرّد عصفورٌ
وتجمّع في الباحةِ
سربُ حمامْ
زرتُ منازلَ أهلي وصِحابي
عانقتُ الأشجارَ
ونمتُ على ريش نعامْ
رحتُ أفتّشُ
عن أيام صبايَ
ومدرستي الأولى
فعثرتُ على آثار الأيامِ
وقد دُفنت تحت حطامْ
ورأيتُ مكانَ المبنى والساحةِ
يرقد تحت طريقٍ عامْ
هدّأ من روعي أن مدارس أخرى
بُنيت خصيصاً للعلم وللتعليمْ
قد يتعلم أطفالٌ من بلدي
أن لقريتهم أمجاداً في تاريخ الأمهْ
ولهم أجدادٌ كانوا في العلمِ
وفي الفقهِ مشاهيرَ الأَعلامْ..
رحتُ أفتّشُ
عن أجراسٍ كانت تُطربني
تحملها أعناقُ مواشٍ
وقد انتظمت في درب قطيعٍ
ينسابُ كجدول ماءْ
لم أعثر في السهلِ
ولا في السفحِ
على مرعى أو أغنامْ.
***
في كل مكانٍ تتغيرُ أشياءٌ
وتظلّ كما كانت أشياءْ
يا بلدي الغالي!
ستظلُّ على بالي
حين أقومُ
وحين أنامْ
ستظلُ أمامي
حين أطيرُ
وحين أسيرُ
على الأقدامْ
يا داري الأولى!
لكِ حُبي
وعليكِ سلامْ.
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة