الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

مواصلة الانطلاق للأمام وراء انتصار علي سلام/ بقلم: نبيل عودة

نبيل عودة
نُشر: 01/11/18 16:14,  حُتلن: 22:30

نبيل عودة في مقاله:

عشرات المقالات نشرت بذم علي سلام والتنبؤ بنهاية مرحلته في البلدية، وانتصار ما سمي زورا وكذبا بالقوى الوطنية

فوز علي سلام كان واضحا حتى قبل الانتخابات ومنذ جلس على كرسي رئاسة البلدية كرئيس لها

اعتقد اليوم ان اللعبة كانت جاهزة بترشيح وليد عفيفي، وربما هم من دفعوه دفعا لترشيح نفسه، والموضوع ليس مرشحا توافقيا، تلك كانت لعبة جيدة صدقها البعض، ترشيح وليد عفيفي يخفي حقائق ستظهر عاجلا ام آجلا

في الانتخابات السابقة لم يهنئ الخاسرون علي سلام، وربما هذا ساهم بأن يكون انتصاره هذه المرة حاسما أكثر!!

ليس من الصعب على مراقب الانتخابات في الناصرة، ان يستنتج بوقت مبكر ان علي سلام بطريقه لانتصار كبير وحاسم. كان واضحا منذ اليوم الأول ان التغيير الذي احدثه علي سلام في بلدية الناصرة، بكل أساليب ومجالات العمل، خلال دورته الأولى، ليس من السهل الارتداد عنه، والعودة الى الخلف. بل العكس هو الصحيح، كان ارتفاعا ملحوظا بشعبية علي سلام، ورص صفوف المواطنين واصرارهم على حماية نهج علي سلام واستمراره.

لا بد أيضا من الإشارة لإسقاطات أخرى هامة، المنافسة الانتخابية في الناصرة كشفت بشكل دقيق ان لبعض العاهات فوائدها، فعدى البصيرة المغلقة مع سبق الترصد والإصرار، تفاجأت ان عمى الألوان، وعمى الرؤية السليمة للواقع النصراوي خاصة وللواقع العربي عموما، أضيفت اليه عاهات أخرى، تتميز بالطرش وبلع اللسان .. وطرح تخيلات مريضة لا تنطلق الا من عقليات تظن نفسها قادرة على تشويه الحقيقة وتضليل الجماهير. وقد جلبوا في الأيام العشرة الأخيرة شخصا صمت دهرا ونطق كفرا ليروج مع كاتب شبه خرف أوهام شخصية لا يوجد أي تطابق بينها وبين واقع مدينة الناصرة. لو عقلوا لتركوه بخم الدجاج يقاقي لوحده، لأن تعريفه بات واضحا، بأنه يبحث دائما ان يكون حبيبا لإحدى الشخصيات الهامة، لكن وليد عفيفي لم يصمد طويلا في مهمته مع صاحبنا مثل الأحباء السابقين له. والسؤال ما هو الثمن ليقظته المفاجئة وصياغته مقالات مملة بعد ان طيرت العشوش الانتخابية فراخها؟

عشرات المقالات نشرت بذم علي سلام والتنبؤ بنهاية مرحلته في البلدية، وانتصار ما سمي زورا وكذبا بالقوى الوطنية. المضحك ان العميان الطرشان الخرسان المحرضين ضد ناصرتي وعلي سلام، اختفوا بجحورهم بعد صفعة أبناء الناصرة المدوية لهم ولدعايتهم المغرضة، ها هم يلعقون ما تبقى من خيبة آمالهم وسقوط احلامهم التي امتلأت بالأوهام الشخصية، والأخطر ليست اوهامهم الشخصية، بل تشويههم لكل المسار الأخلاقي في أسلوب تشويه الحقائق وخلق أكاذيب كانوا هم ضحيتها الأبرز اذ صدقوا اكاذيبهم، ليكن الله في عونهم على خيارهم ان يكونوا بالحضيض.

هل كان شرطا ان يفوز علي سلام؟ الجواب نعم كبيرة. هناك معطيات كل من يتجاهلها، يتجاوز اهم مميزات العقل البشري، وهو تقييم الواقع بمنظار متجرد من أي ميول ورغبات واوهام شخصية. بل وصل الأمر ببعضهم الى تجاوز الأخلاقيات الصحفية البسيطة جدا، والتورط بالتشهير الشخصي، ضد رئيس البلدية أيضا، واستعمال صور شخصية لا حق لهم بنشرها دون إذن أصحابها. فهل يظنون ان التشهير والاعتداء على حقوق النشر متاح لهم لأنهم السوبر ستار في النشر المشوه وقلب الحقائق؟ وهل يظنون ان توجيه التهم التشهيرية بدون أي استناد رسمي وعقلاني هو حق لهم لأن بصيرتهم العمياء ونظرهم المختلة، وتفكيرهم القاصر يصور لهم ما يتوهمون انه حقائق؟

فوز علي سلام كان واضحا حتى قبل الانتخابات ومنذ جلس على كرسي رئاسة البلدية كرئيس لها. من مميزات نشاطه كرئيس بلدية ان نشاطه تميز قبل كل شيء بالتواصل مع جمهور الناصرة بدون تمييز بين من صوت له او لم يصوت له، الجميع وجدوا بعلي سلام نافذة أمل لحل المشاكل التي تراكمت بزمن الجبهة. وهذا حقا ما حصل، هذا الأسلوب الإداري، رغم انه مرهق جدا، الا انه هام جدا وحاسم جدا، رئيس البلدية ليس اسما لا يصل اليه الا المحظيين، بل رئيس ابوابه وقلبه مفتوحان للجمهور. إضافة لذلك لم تتوقف نشاطات التطوير بل حدثت قفزة كبيرة جعلت من السنوات الخمس السابقة معيارا هاما لرئيس بلدية يدفع بكل طاقاته، نحو إنجازات هامة لمدينة الناصرة، في كل المجالات البنيوية والمخططات المستقبلية الضرورية اليوم لكل مجتمع بشري يطمح للتقدم العلمي والتعليمي والرياضي والخدماتي. الا العميان والخرسان والطرشان، انغلقوا على قديمهم واوهامهم وشوهوا الحقائق وضللوا بعض ضعاف النفوس لأطماع في نفس يعقوب.

ان من تابع ما نشر، سيتفاجأ من عمق التضليل الإعلامي الذي تكاتفت عدة أطراف على ترويجه، بحيث بات من يقرأ لهم، بدون معرفة الحقائق الجوهرية، يصاب بالقلق او بالقناعة ان المنافسة الانتخابية محسومة، حسموها أولا للشاب الطيب مصعب دخان، ولم يستوعبوا ما قدمه نبيل عودة من حقائق دامغة من داخل أبحاث الهيئات الحزبية، بأن قادة حزبه وجبهته لا يرون به مرشحا مقبولا وان ترشيحه لن يمر "الا على جثته الميتة" كما أصر أحد القادة الشيوعيين المبجلين.

اعتقد اليوم ان اللعبة كانت جاهزة بترشيح وليد عفيفي، وربما هم من دفعوه دفعا لترشيح نفسه، والموضوع ليس مرشحا توافقيا، تلك كانت لعبة جيدة صدقها البعض، ترشيح وليد عفيفي يخفي حقائق ستظهر عاجلا ام آجلا. بصراحة ووضوح، وليد عفيفي لم يحصل على أصوات أكثر مما كان يمكن ان يحصل عليها مصعب دخان. الفرق ان عزل مصعب دخان هو عزل لكل التنظيم الجبهوي في الناصرة، وتحويله الى قائمة انتخابية بلدية مفككة وضعيفة، ولتكن ذكرى الجبهة مباركة ويسكنها الله في فسيح ... جهنم لكثرة موبقاتها.

أي فكر سياسي اولي يفهم ويستوعب ان موضوع عزل المرشح الذي اختاره التنظيم هو ضربة للتنظيم أولا. وهو ثانيا يسقط الثقة بالتنظيم الذي لا يحترم منتخبي تنظيمه. أي بالعامية "استضراط" لأعضاء التنظيم !!

هذا يكشف المستور بان وليد عفيفي شخصية هامة لقيادة الجبهة، تتجاوز أهميتها حتى بقاء تنظيم الجبهة. ما هو السر؟ ومتى سنعرف تفاصيل ما يدور بالكواليس المغلقة التي خططت للناصرة من وراء مصالح المدينة ومواطنيها؟

لا شيء في السياسة ينبع من النيات الحسنة. كل شيء له دوافعه ومخططاته. ما لا نعلمه اليوم قد لا نصل اليه، لكن سيبقى التساؤل قائما. ما هي الدوافع؟ ما هو القصد؟ هل كان عزل مرشح التنظيم واختيار مرشح "توافقي" يهدف للوصول لرئاسة البلدية فقط؟ ام ان وراء الأكمة ما وراءها؟ إذا كان التفكير فقط يتعلق بالأصوات فهم كانوا على علم كامل ان وليد لن يحصل على أصوات أكثر من مصعب، وتقديري ان عدد المصوتين للجبهة ومرشح الرئاسة وليد عفيفي قد تراجع بسبب عزل مرشح الجبهة.

الأمر الآخر، لماذا امتنع المهزومين من تهنئة الرئيس الفائز علي سلام بشكل مباشر كما هو التقليد الإنساني البسيط؟ هل نشر إعلانات فيسبوكية وتصريحات صحفية يفي بالموضوع؟ أليست التهنئة المباشرة هي واجب أخلاقي؟

على أي حال، أيضا في الانتخابات السابقة لم يهنئ الخاسرون علي سلام، وربما هذا ساهم بأن يكون انتصاره هذه المرة حاسما أكثر!!  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة