الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 03:02

الانتخابات تدق أبوابنا - ما هو مصير التمثيل العربي في الكنيست؟/ محمد موسى دراوشة

محمد موسى دراوشة
نُشر: 16/11/18 18:30,  حُتلن: 09:50

محمد موسى دراوشة في مقاله:

في ظل حكومةٍ يمينية، فإنّٓ فائدة الـ١٣ عضواً، مثلها مثل فائدة الخمسة أعضاء او ربما أقل

إذا كان في طرح أحزابنا زيادةً من التقوقع، ففعلاً لن يكون هنالك فارق بمن يطرح خطاب الألم من والغضب على واقعنا، ولن يُجْدِنا نفعاً زيادة عدد الأعضاء الذين يمثلوننا في الكنيست

تدق الانتخابات القطرية أبوابنا، وتضع أمامنا الخيارات والتساؤلات حول جدوى التصويت، ولمن نصوت. فإذا كانت التوقعات هي استعادة اليمين لمقاليد الحكم، بنفس الشكل، او بحلية جديده، فما فائدة زيادة نسبة التمثيل العربي في الكنيست. ففي ظل حكومةٍ يمينية، فإنّٓ فائدة الـ١٣ عضواً، مثلها مثل فائدة الخمسة أعضاء او ربما أقل. سيكونون حالة يائسة من التعبير عن الألم والغضب، والتأثير الهامشي على اتخاذ القرار في الدولة التي تجَذّر الفكر اليميني وتعمق تهويد الدولة على حساب صبغتها المدنية.

أما اذا طَفَت على السطح امكانية حصول المركز واليسار على أغلبية في الكنيست، برعاية ودعم أعضاء الكنيست العرب، بحالة تشبه "الكتلة المانعة" في التسعينيات حيث تمكننا بخمسة أعضاء فقط (الحزب الديمقراطي العربي والجبهة) من منع اليمين من إقامة حكومة، فستتغير قوانين اللعبة كلياً.

أذكر جيداً من خلال عملي حينها سكرتير كتلة الحزب الديمقراطي العربي في الكنيست، أنه بهذه الأعضاء الخمسة أمسكنا ذراع حكومة رابين ولويناها لدفعه للتقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين بشكل ملموس، وتحسين واقعنا كمواطنين في عدة جوانب. في تلك الفترة تم الاعتراف وإقامة ٧ بلدات عربية جديدة في النقب، تم الاعتراف بعدد كبير من البلدات العربية كمُدن، تم إلغاء التمييز بمخصصات التأمين الوطني، تم إلغاء ضريبة الأملاك، تمت زيادة ميزانيات البلدات العربية في وزارة الداخلية، وميزانيات من وزارات لم تعرفنا قبل، مثل وزارة السياحة ووزارة الاتصالات، ووزارة البناء والإسكان، والشؤون الاجتماعية. والاهم من كل ذلك تم إلغاء منصب مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية الذي عامَلنا كحالةٍ أمنية ورعايا غرباء، بدل معاملتنا كمواطنين شرعيين وأصحاب حق.

فإذا كان هنالك أمل لعودة هذا الظرف السياسي من جديد، فسيستحق الامر بذل كل الجهود لزيادة نسبة التصويت في انتخابات الكنيست، وتعزيز فرصنا بالحصول على إنجازات عملية لمجتمعنا في الداخل ولشعبنا الفلسطيني. حينها سيكون على كل منّا واجب المشاركة والعمل على اشراك اكبر عدد ممكن في الانتخابات، ونستطيع ان نصل الى نفس نسبة التصويت التي وصلناها في عام ١٩٩٩، حيث ارتفعت الى ما يقارب ال-٧٨٪؜. مثل هذه النسبة ستضمن لنا ١٨ عضواً في الكنيست يستطيعون لوي ذراع حكومة المركز/اليسار في حال تشكلها.

لكي يحدث هذا الامر، يجب ان تكون قيادة المركز/اليسار قيادة ذات نوايا إيجابية لاشراك المواطنين العرب في هذا السيناريو المطروح، وفي ذات الوقت يجب ان تكون القيادة العربية قادرة على طرح نفسها كشريك حقيقي في السياسة الاسرائيلية، وضبط خطابها ليتلاءَم مع هذا السيناريو في فترة الانتخابات. عليهم تنزيل سقف التوقعات، من انهم سيستطيعون تغيير علم الدولة وطابعها خلال ليلةٍ وضحاها، وعليهم ان يعتمدوا السياسة العقلانية، وليس السياسة الأيديولوجية التي لم تأتِنا نفعاً في الدورة الاخيرة، بل كانت أحيانا محفزاً لزيادة تهميشنا ونزع شرعيتنا.

إذا كان في طرح أحزابنا زيادةً من التقوقع، ففعلاً لن يكون هنالك فارق بمن يطرح خطاب الألم من والغضب على واقعنا، ولن يُجْدِنا نفعاً زيادة عدد الأعضاء الذين يمثلوننا في الكنيست. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة