الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

الإحتضان التربوي/ بقلم: الأستاذ أحمد القاسم محاميد

أحمد القاسم محاميد
نُشر: 17/11/18 11:16,  حُتلن: 15:09

الأستاذ احمد محاميد في مقاله:

في ظل توفر كل الأسباب التي تؤدي الى الإنفجار المجتمعي نحن بحاجة الى وضع حجر الأساس لبناء مجتمع التربية الإنسانية 

إن تيار المادية جارف، والاغراءات كثيرة ومتعددة، وانجذاب الفرد الى أمور جانبية وثانوية أمر وارد، فالإنسان بحاجة الى وجود احتضان تربوي مُوجه وداعم 

التربية لا تقتصر فقط على المعنى الفلسفي الذي يعرفها على أنها عملية نقل الانسان من الوجود البيولوجي الى الوجود الثقافي الإنساني، بل هي ايضًا تبليغ الشيء الى كماله شيئا فشيئا وانشاء الشيء حالاً فحالاً الى حد التمام، وترجمة السلوكيات الى سلوك عملي المبنى على تنشئة الفرد في بيئة داعمة ودافئة فيها الاحتضان والإحتواء من عدة وكلاء تنشئة الذين لهم دور هام في بناء الانسان من أجل خلق مناخ داعم ونمط حياة قائم على حق الإعتراف بالوجود الحر.

في ظل توفر كل الأسباب التي تؤدي الى الإنفجار المجتمعي نحن بحاجة الى وضع حجر الأساس لبناء مجتمع التربية الإنسانية وذلك عن طريق إتباع مهارات قيادية وإدارية سليمة وتحويل كافة المؤسسات الى مصنع انتاجي الذي يعيد انتاج الكائن الإنساني مُحصن بقيم الأخلاق وحق الإعتراف بوجود الآخر والتعاون معه من اجل الإلتحاق بالمحاضن التربوية والإبتعاد عن عملية السير المنفرد، لأنه لا يمكن ان يتم البناء النفسي والأخلاقي الصحيح للإنسان الا في داخل مجموعة تشابكت بها العقول والكفاءات وتوحدت بها الجهود والطاقات، ووظفت بها القدرات على أسس منطقية منصفة وعادلة.

إن ما يميز النفس البشرية عدم الثبات على حال، ففيها عزيمة وفتور، قوة وضعف، نجاحات وإخفاقات، ففي حالات الضعف والفتور قد ينتابها الشعور بالإحباط واليأس والتراجع للخلف إذا ما كان الانسان يسير بمفرده، اما في حالة وجوده داخل مجموعة حاضنة التي توفر له الإحتضان التربوي والإحتواء سيقبضون على يده ويثبتوه على الطريق ولن يبخلوا عليه بالنصيحة والتوجيه والإرشاد حتى يعود الى سابق عهده من الهمة والنشاط والعطاء بلا حدود، فوجوده بداخل بيئة طيبة وصالحة سيعينه على تنفيذ المهام بإتقان وتفان، الاحتضان التربوي هام وضروري في كل مكان وزمان لحماية الانسان في أخطاء السير المنفرد، بل يعتبر من الواجبات الضرورية في هذا الزمان.

إن تيار المادية جارف، والاغراءات كثيرة ومتعددة، وانجذاب الفرد الى أمور جانبية وثانوية أمر وارد، فالإنسان بحاجة الى وجود احتضان تربوي مُوجه وداعم لكي لا يذوب وينصهر في عالم الاغراءات المليء بالحفر والأزمات والمطبات، في الواقع نحن نفتقر لنظرة شمولية ورؤية مستقبلية واضحة، لان الوضع القائم والراهن يتطرق الى جوانب ضيقة ويشطب جوانب أخرى واسعة، ويركز على الجانب المعرفي النظري ويترك الجانب العملي التطبيقي، فالنظريات العلمية ستبقى حبيسة الأوراق ما لم تجد من يترجمها الى الواقع العملي، فلا صلاح للمجتمع الا بإصلاح الفرد، ولا صلاح للفرد الا بالتربية المبنية على احتضان تربوي وداعم للفرد داخل مجموعة من الطاقات والعقول المتشابكة.

أم الفحم 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة