الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 01:02

شَهيدُ الفِكْرِ وَيَراعِ الحَقِّ/ بقلم: محمود مرعي

محمود مرعي
نُشر: 19/11/18 12:02,  حُتلن: 16:58

(في رِثاءِ شَهيدِ القَلَمْ وَحُرِّيَّةِ الرَّأْيِ الصَّحَفيِّ، الـمَرْحومِ، جَمالِ خاشُقْجي، رَحِمَهُ الله)

عِتابُكَ لِلْمُخْتَلِّ تَثْبيتُ هارِيَهْ.. وَدَعْمُكَ لِلْمُحْتَلِّ عَوْنٌ لِعادِيَهْ

وَلِلْاِحْتِلالِ أَوْجُهٌ وَتَشَكُّلٌ.. وَأَقْساهُ ما كانَ ابْنُ قَوْمِكَ حامِيَهْ

وَلا يَسْتَوي إِنْ قيسَ بِالغُرْبِ ضَرْبَةً.. وَلَيْسَ شَبيهَ الغُرْبِ نَصًّا وَحاشِيَهْ

وَلَيْسَ شَبيهَ الغُرْبِ في أَثَرِ الأَذى.. وَلَيْسَ شَبيهَ الغُرْبِ جَيْشًا وَحاشِيَهْ

لَدى الغُرْبِ يَكْفي الأَسْرُ ما كُنْتَ قارِفًا.. وَهذا سِوى يُرْديكَ لا شَيْءَ شافِيَهْ

فَصَوْتُكَ في وَجْهِ الطُّغاةِ فَريضَةٌ.. وَصَمْتُكَ عَنْ فَضْحِ الخِيانَةِ راعِيَهْ

وَلَسْتَ وَإِنْ أَدَّيْتَ لِلْحَقِّ مُفْضِلًا.. وَلَسْتَ وَإِنْ حَرَّمْتَ ما حَلَّ شاريَهْ

وَلكِنَّ لاءَ النَّفْيِ عِنْدَكَ فاعِلٌ.. وَعِنْدَكَ لاءُ النَّهْيِ مَفْعولُ هاوِيَهْ

وَتَأْتي مِنَ اللَّاءاتِ ما خَفَّ وَطْؤُها.. وَتَتْرُكُ لاءَ الجِدِّ تُغْويكَ هاوِيَهْ

وَشَتَّانَ في الـمَعْنى لِلاءٍ وَأُخْتِها.. فَتِلْكَ لِنَفْيِ الفِعْلِ وَالأُخْتُ ناهِيَهْ

فَكُنْ لاءَ نَهْيٍ أَعْدَمَتْ فِعْلَ فِعْلِها.. وَلا تَكُنِ الأُخْرى الحَقائِقَ نافِيَهْ

وَلَسْتَ وَإِنْ أَزْهَقْتَ لِلْخَلْقِ سابِقًا.. وَلَسْتَ وَإِنْ أَحْيَيْتَ لِلْمَيْتِ ناشِيَهْ

وَلَوْ بَلَغَ الإِعْجازَ فِعْلُكَ في الوَرى.. فَإِنَّكَ فانٍ في طِلابِكَ فانِيَهْ

تَعيشُ وَتَمْضي وَالحَياةُ بِعَدْوِها.. وَتُنْسى كَأَنْ لَمْ تَمْشِ في رَكْبِ عادِيَهْ

وَيَبْقى بَقاءَ الحَقِّ حَيًّا شَهيدُهُ.. وَتَفْنى حَياةٌ مَعْ عَوالِمَ واهِيَهْ

جَمالُ، وَإِنْ نالوكَ بِالشَّرِّ وَالرَّدى.. فَقَدْ أَنْزَلوكَ الخُلْدَ في صَدْرِ نادِيَهْ

وَلَيْسَتْ حَياةُ الـمَرْءِ غَيْرَ صَنيعِه.. وَما أَسْلَفَ الأيَّامَ رُخْصًا وَغالِيَهْ

وَما ساقَ مِنْ فِعْلٍ يَعُزُّ مَنالُهُ.. كَفى نِلْتَ مِنْ طَوْدِ الشَّهادَةِ عالِيَهْ

وَرَبُّكَ قَدْ شاءَ العُلُوَّ وَرِفْعَةً.. شَهيدَ يَراعِ الحَقِّ، أَرْغَمْتَ شانِيَهْ

وَعُدْتَ مَنارًا تَهْتَدي بِضِيائِهِ.. مَواخِرُ بَحْرٍ أَوْ قَوافِلُ بادِيَهْ

وَلِلّٰهِ إِبْرامُ الأُمورِ وَنَقْضُها.. لَهُ حِكْمَةٌ في كُلِّ ما كانَ سارِيَهْ

فَلا تَحْسَبِ الإِمْهالَ لِلظُّلْمِ غَفْلَةً.. وَحاشا لِرِّبٍّ كافُهُ الخَلْقَ كافِيَهْ

أَلَمْ يَجْعَلِ النِّيرانَ بَرْدًا عَلى الَّذي.. قَدُ الْقِيَ فيها كَيْ تُحَرِّقَ حامِيَهْ

وَيونُسَ قَدْ أَنْجاهُ مِنْ بَطْنِ حوتِهِ.. وَموسَى مِنَ الأَمْواجِ تَهْدُرُ عاتِيَهْ

وَقَبْلُ أَلَمْ يَحْفَظْهُ قَبْلَ فِطامِهِ.. رَضيعًا بِيَمٍّ وَالشَّقيقَةُ دانِيَهْ

أَلَمْ يَخْسِفِ القارونَ جِسْمًا وَمَسْكَنًا.. أَلَمْ يَقْصِمِ الفِرْعَوْنَ أَبْطَشَ طاغِيَهْ

وَساقَ مَعَ الأَجْنادِ لِلْبَحْرِ مَنْ بَغَوْا.. فَعادوا لَقًى لا تُبْصِرُ العَيْنُ باقِيَهْ

وَنُجِّيَ مِنْ فِرْعَوْنَ جِسْمٌ مِنَ البِلى.. وَكانَ مِنَ الآياتِ في عَيْنِ رائِيَهْ

وَلَيْسَ ابْنُ سَلْمانِ الـمُشَرِّعُ غِيلَةً.. وَتَقْطيعَ جُثْمانِ الجَمالِ كَثاغِيَهْ

تُقادُ إِلى ذَبْحٍ وَسَلْخٍ وَمَأْكَلٍ.. وَتَنْقادُ طَوْعًا لِلرَّدى غَيْرَ شاكِيَهْ

وَقَدْ ظَنَّ أَنْ قَدْ صارَ رَبًّا وَحُكْمَهُ.. عَلى الخَلْقِ أَقْدارًا هُنالِكَ جارِيَهْ

وَيَصْرُخُ "هاتوا رَأْسَ كَلْبٍ" يَغيظُنا.. وَأَنْجَزَ مِنْشارُ العِظامِ مَساعِيَهْ

وَتَبَّ ابْنُ سَلْمانٍ بِفِعْلٍ وَقَوْلَةٍ.. وَتَبَّتْ أَيادي بَغْيِهِ، تَبَّ حادِيَهْ

تَناموا مِنَ السُّحْتِ الخَبيثِ وَشُكِّلوا.. كَتائِبَ مَوْتٍ بِالنَّقائِصِ وافِيَهْ

عَديمَةَ خَيْرٍ مِنْ حُثالَةِ مَعْشَرٍ.. إِلى الدَّمِ ظَمْآى مِ الـمَآثِرِ عافِيَهْ

وَما عُرِفَتْ في الخَلْقِ مَرْساةَ خَيِّرٍ.. وَلكِنَّها الإِجْرامُ في البَغْيِ باغِيَهْ

وَتَسْبَحُ في بَحْرِ الدِّماءِ رِياضَةً.. وَتُلْفى عَلى سَطْحِ الخِيانَةِ طافِيَهْ

وَتَرْقُصُ وِفْقَ العَزْفِ في قَطْعِ جُثَّةٍ.. لِتُرْجِعَ مَفْقودَ التَّوازُنِ ثانيَهْ

وَلَوْ كانَ فيها عاقِلٌ كَبَحَ الغِوى.. لَكانَتْ إِلى مَوْتِ ابْنِ سَلْمانَ باغِيَهْ

وَلَوْ كانَ ذا عَقْلٍ، وَلَوْ كانَ مُدْرِكًا.. عَواقِبَ ما يَأْتي لَقالَ: وَما لِيَهْ

مُحَمَّدُ، حاشا الـمُصْطَفى تَحْمِلُ اسْمَهُ.. وَتَأْتي الَّذي هَزَّ الجِبالَ وَرابِيَهْ

وَتَأْتي الَّذي ضَجَّ السَّماءُ لِهَوْلِهِ.. وَقَوَّضْتَ عُرْفَ الخَيْرِ أَوْغَرْتَ راجِيَهْ

فَكُلُّ عِبادِ اللهِ خَصْمُكَ قاتِلًا.. وَكُلُّ رِحابِ الأَرْضِ دَمَّكَ آبِيَهْ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ خَلْقَهُ.. بِكُلِّ جِهاتِ الأَرْضِ في كَشْفِ داهِيَهْ

مَلائِكَةُ الرَّحْمنِ مِنْ قَبْلُ حاوَرَتْ.. لِخالِقَها، وَالاِعْتِراضَ تُبادِيَهْ

وَلَمْ تُجْزَ لِلرَّأْيِ الـمُخالِفِ قِتْلَةً.. وَظَلَّتْ بِمَيْدانِ الحِوارِ كَما هِيَهْ

وَضِقْتَ بِرَأْيٍ ناصِحٍ وَمُخالِفٍ.. وَجازَيْتَهُ أَضْعافَ فِعْلَةِ نازِيَهْ

فَلا تَحْسَبَنَّ تْرَمْبَ يَعْنيهِ غَيْرُ ما.. يُدِرُّ عَلَيْهِ الحَلْبُ مِنْكَ عَلانِيَهْ

وَمَوْتُكَ أَمْرٌ لا يَهُزُّ عُروقَهُ.. إِذا الخُضْرُ عادَتْ بَعْدَ حَلْبِكَ حالِيَهْ

لَقَدْ أَمْهَلَ الرَّبُّ الـمُهَيْمِنُ بَعْضَ مَنْ .. عَلا وَطَغى، وَالبَعْضَ أَوْرَدَ قاضِيَهْ

وَأَنْتَ وَإِنْ أُمْهِلْتَ مَفْروسُ نابِها.. وَرَبُّكَ بِالـمِرْصادِ، ما غابَ ثانِيَهْ

فَلا تْرَمْبُ وَالأَمْريكُ وَالرُّوسُ بَعْدَهُمْ.. أَمامَ قَضاءِ اللهِ، حِصْنٌ وَحامِيَهْ

وَكُلُّ الَّذي يَأْتيكَ تَقْديرُ خالِقٍ.. وَلا يَدَ يُسْدي الخَلْقُ، فَالخَلْقُ عارِيَهْ

تُؤَدِّي كَماعونِ البُيوتِ وَظيفَةً.. وَتُحْمَلُ مِنْ هذا لِهذا طَواعِيَهْ

وَلَوْ كُنْتَ في بُرْجٍ مَشيدٍ مُحَصَّنٍ.. سَتَلْقى جَزاءَ الغَدْرِ، قَدْ قامَ داعِيَهْ

سَيَبْقى جَمالُ النُّورَ في الأَرْضِ هادِيًا.. وَأَنْتَ نَثيرُ الزِّبْلِ في شَرِّ ناحِيَهْ


موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة