الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 11:02

بالتربية الأخلاقية نرتقي/ بقلم: الأستاذ أحمد القاسم محاميد

أحمد القاسم محاميد
نُشر: 24/11/18 12:54,  حُتلن: 11:42

أحمد القاسم محاميد في مقاله:

السعادة الحقيقية بكثرة المهذبين من أبناء المجتمع، وعلى مقدار الأفراد ذوي التربية والأخلاق ترتقي الشعوب والأمم، كلما ازددنا أخلاقا، زادتنا أخلاقنا سعادة ورقي

اذا اردنا الاصلاح والفلاح للأمم والشعوب، علينا أن نجتهد بنشر ثقافة التربية الأخلاقية

اذا أردنا قياس نجاح الأمم والشعوب والحضارات المختلفة فان وحدة القياس الدقيقة وذات المصداقية العالية هي التربية الأخلاقية، لأنها الأساس المتين الذي تبنى عليه عظمة الأمم وارتقاؤها، فما ارتقت الأمم والشعوب في العالم القديم أو الحديث الا بسبب ارتقاء أخلاق أفرادها، بالأخلاق نرتقي وبها نقتدى ونقتدي.

ليست السعادة بارتفاع البنيان ولا بتشييد ناطحات السحاب، ولا بتطوير وانشاء المسطحات الخضراء، ولا بكثرة الذهب والأموال، ولا بتوفر الموارد الطبيعية من غاز وبترول، ولا بالمناصب المرموقة ولا بالشهادات الجامعية، انما السعادة الحقيقية بكثرة المهذبين من أبناء المجتمع، وعلى مقدار الأفراد ذوي التربية والأخلاق ترتقي الشعوب والأمم، كلما ازددنا أخلاقا، زادتنا أخلاقنا سعادة ورقي.

لو ألقينا نظرة خاطفة وسريعة عبر نوافذ التاريخ الواسعة والمختلفة لرأينا أن الاسلام انتشر في أكبر دولة اسلامية في العالم (إندونيسيا) في الفترة الحالية عن طريق الأخلاق الحسنة والصدق والأمانة، وعن طريق التعاليم الاسلامية المنصفة والعادلة التي تحض على الفضائل والخيرات والأخلاق الحميدة، القوا معي نظرة أخرى عبر نافذة ظهور الاسلام وانتشاره في بلاد المشرق وبلاد الاندلس، فقد كان للإسلام دين العلم والأخلاق الحسنة دور هام في ارتقاء الأمم التي انتشر بها العلم والآداب، فامتد سلطانها وبزغ فجرها وسطع نجمها واكتمل بدرها، وانتشرت ألوية حضاراتها على جميع العالم، وبقيت كذلك حتى دب دبيب الفساد الأخلاقي في نفوس أهلها، فهلك سلطانها، واختفى نجمها، وانهارت حضاراتها، فحقت عليها القول " واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا". ( الاسراء، 16)، فالفساد الأخلاقي يفتك الشعوب ويدمر الأمم.

اذا اردنا الاصلاح والفلاح للأمم والشعوب، علينا أن نجتهد بنشر ثقافة التربية الأخلاقية، وذلك عن طريق الدين الى جانب العلم، فالعلم وحده لا يكفي، والدين هو منبع الآداب ومنبع الأخلاق الحسنة والصحيحة، وهو الأساس المتين والرافعة للتربية الأخلاقية للعالم بأسره، والرجوع الى عظمة الخالق القدير، خالق الكائنات وعالم السرائر المدفونة في أعماق القلوب هو أقوى عامل في اصلاح الأخلاق، بل هو الأساس الوحيد لنجاح الأفراد وارتقاء الأمم، فالإيمان أولا ومن ثم بإمكاننا أن نرتقي بالأخلاق.

أم الفحم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة