الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

ببجي ... الى أين؟/ بقلم: أحمد القاسم محاميد

أحمد القاسم محاميد
نُشر: 16/12/18 11:52,  حُتلن: 14:47

أحمد القاسم محاميد:

لعبة الببجي "PUBG" والتي اخذت حيزًا واسعًا وكبيرًا ( انتشار في اكثر من 100 دولة واكثر من 400 مليون مستخدم) باتت سببًا مباشرًا في الهوس والإدمان لدى الأغلبية الساحقة من مستخدميها

الثورة المعلوماتية والتكنولوجية التي انتشرت في العقد الأخير حملت بين مضامينها المبرمجة الكثير من البرمجيات والتطبيقات المحوسبة التي أدت الى تحول سلوكي تربوي في الكثير من المجتمعات في شتى انحاء العالم، حيث أصبحت الأجهزة الالكترونية الذكية في متناول أيادي جميع الفئات العمرية المختلفة والاغلبية الساحقة تقوم باستعمالها بشكل خاطىء وغير حكيم مما يؤدي الى انتشار ظواهر اجتماعية هدامة وسلوكيات غير مرغوب بها.

لعبة الببجي "PUBG" والتي اخذت حيزًا واسعًا وكبيرًا ( انتشار في اكثر من 100 دولة واكثر من 400 مليون مستخدم) باتت سببًا مباشرًا في الهوس والإدمان لدى الأغلبية الساحقة من مستخدميها، وأصبحت ظاهرة خطيرة مصطحبة بالتقليد الأعمى المرفوض وايذاء النفس بشكل لا شعوري، والمستهدفين من خلالها هم شريحة الشباب الذين تأثروا سلباً واصبحوا يعانون من اضطرابات في النوم، القلق والتوتر الشديدين، التغيب عن مقاعد الدراسة، إنخفاض التحصيل العلمي، ومشاكل في الإصغاء والتركيز، غرس مفاهيم مبنية على حب النفس والذات والانانية والمنافسة على إقصاء الاخر، التشجيع على العنف والقتل، كما أنها تشجع على الكذب والسرقة والفوضى في الشوارع والعبث بالممتلكات العامة وعدم إحترام الحيز العام، هذا بالإضافة الى إهمال كل الواجبات على المستوى التعليمي والعائلي من حل وظائف ومطالعة والقيام بالواجبات الأساسية على الصعيدين الشخصي والعام.

وتعد هذه اللعبة من أكثر الألعاب خطورة والتي تهدد النسيج الاجتماعي وتشجع على الهروب من الواقع الذي نعيشه للعيش في عالم أخر بعيدا عن الحقيقة، كما أنها تدعم ظاهرة الانقطاع عن العالم الواقعي من أجل التواصل مع العالم الإفتراضي وتؤدي الى مسح الدماغ وتقوم ببناء وإنشاء بيئة خصبة لتنشئة وتنمية السلوكيات الخاطئة وخلق ظروف قائمة مبنية على عدم احترام الأخر واقصائه فكرياً ووجوديًا، وممارسة هذه اللعبة بوتيرة عالية تؤدي الى هدم أسس ثقافة الفراغ وعدم استغلال الوقت بأمور إيجابية التي تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع بأسره.

الببجي الى أين؟ الأجابة واضحة، الى عملية اختطاف من نوع أخر، حيث تقوم باختطاف الوقت وبراءة الطفولة والقيم الإنسانية، وتجعل الفرد يلجأ الى العنف من أجل حل وفض النزاعات، كأن إلحاق الأذى والضرر بالأخر أصبح أمراً مشروعاً واعتيادياً، وتشجع على ردود الفعل العصبية والعزلة الاجتماعية، وفي النهاية لا يسعني الا أن أوجه نصيحتي للأهالي بأن يقوموا بالاشراف والمراقبة على المضامين والتطبيقات التي يقوم ابنائهم بتحميلها عبر الأجهزة الألكتروبية، وللمربيين في المدارس والأخصائيين في مجال علم النفس وعلم الاجتماع بأن يقوموا بمحاضرات ارشادية توجيهية وتوعوية من أجل عرض وتوضيح مدى خطورة هذه الألعاب ومدى تأثيرها النفسي والسلوكي على الفرد بالمجتمع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة