الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 17:02

عندما يأتي الربيع-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 30/12/18 23:05,  حُتلن: 23:06

عندما يأتي الربيع
ملَّ الغريبُ
وشَدّهُ لونُ الشَفقْ
ألقى تحيته الأخيرةَ
للحمامات الوفيةِ
وانطلقْ..
لم يدرِ أن طريقّه
سيقوده لمدينةٍ
لا تستضيف العندليبْ..
لا يستفزُّ فضولَها
شوقُ الغريبِ إلى الحبيبْ..
ذبلت حديقتها الجميلةُ
لم تعدْ خضراءَ..
والأزهارُ مصَّت ريقَها
حُمّى الشُحوبْ
الصبحُ لم يهنأ بقهوتهِ
ووشَّحَ وجهَه لونُ الغروبْ
سُحُبٌ تجوبُ سماءَها
والشارعُ المغدورُ
تغمره ثلوجٌ لا تملُّ
ولا تذوبْ
أشجارُها مالت
أمامَ الريحِ عاريةً
وطيورُها الخضراءُ
والزرقاءُ
لا تلهو على سَعف الفضاءْ
يسعى وراء البيت سِنجابٌ
يفتشُ عن ملاذٍ أو غطاءْ
من خلف نافذة الزجاج
حَسِبتُه يهذي قليلاً
ثم يُجهشُ بالبكاءْ..
لا تبكِ يا سنجابُ..
يا أشجارُ..
يا زهرَ الجنائنْ..
فصل الشتاء يقيم حيناً
ثم يمضي حاملاً معهُ
العواصفِ والصقيعْ
وغداً تعودُ إلى حديقتها
أهازيجُ الربيعْ
وغداً ستُرخي الشمسُ
حُلّةَ شعرِها الذهبيِّ
في الوطن البديعْ
سأزورُ أمي وهي تملأُ
بالحنان يدَ الرضيعْ
سأرى يديها
تلأمان جراحَنا
وتداويان الوَهنَ
في الجسد العليلْ
لا شيء يحجبُ وجهَ أمي
عندما يأتي الربيعْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة