الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 09:02

ذو الوجهين او اكثر/ بقلم: الدكتور نجيب صعب

د. نجيب صعب
نُشر: 10/01/19 15:59,  حُتلن: 19:30

الدكتور نجيب صعب في مقاله:

ايها المنافقون، ايها المخلفون، يا من تضعون ضمائركم في ثلاجة وتجعلوها لا تعي ولا تحس ولا تحاسب نفسها، وترتكبون اخطاءً لا يمكن ان تغفر لا عند الله ولا عند عبيده، اقلعوا عن هذا النهج واتركوه

المجتمع بشتى اقسامه وبتعدد اتجاهاته الانسانية، الاجتماعية، الثقافية، التربوية والسياسية وحتى الدينية في كثير من الاحيان، يخضع في غالبية الوقت الى تفاعلات متنوعة، منها ايجابية واخرى سلبية، وقد يعجز المرء بمفرده عن حصر وتحديد هذه التفاعلات، وادراك ابعادها في مجالات عدة، الا انه ربما يستطيع ان يرقب ويلاحظ في بعض الظروف تصرفات الكثيرين من بني البشر تعجبه تصرفات البعض في الاتجاه الصحيح والايجابي، يدعمها ويقويها من باب انها قد تسفر عن نتائج طيبة في مصلحة الفرد والمجموعة والمجتمع بشكل عام.

ومن ناحية اخرى قد تمقته تصرفات اخرى من نوع اخر يقوم بها نفر من الناس وتنادي بالسلبية وبالاعوجاج، وانعدام النزاهة وغياب الاستقامة، هذا النفر من الناس يصول ويجول متبعا مسلكا معوجا اجتماعيا، بعيدا عن الرسالة الاجتماعية السامية، بعيدا عن الاستقامة، تراه يخلط الحابل بالنابل، ويظهر في المجالس الاجتماعية والمناسبات باكثر من وجه، ويشعر كل من يجالسه او يحادثه او يتقرب منه يشعره بانه مفضله الوحيد، ولا حدود لاثباتاته في هذا المجال، معبرا عن دعمه وتأييده لفلان او علان او لدعم وجهة نظره او لتحقيق غاية ما ضد هذا وذاك، فترى هذا النفر من البشر وبنفسه يروج الاكاذيب التي يكون هو مدبرها، يعلنها باساليبه المنحطة، وهو بدوره يصدقها ويبدأ بترويجها وكأنها حقيقة واقعة الا ان الامر في الواقع غير ذلك.

فاناس من هذا الصنف من الرجال، ضميرهم عاطل عن العمل، وانسانيتهم شبه معدومة واخذة في الزوال، لهم وجهان او اكثر، يتقنون الفساد، النفاق والرياء بين الافراد، وبين المجموعات، في البيت الواحد وفي الاسرة الواحدة، وقد يقومون بذلك بدافع الانتفاع المادي او لغاية خاصة او لهدف النيل من احد الاقرباء او الاصدقاء وقد يكون ذلك من باب الحسد والكراهية، ويبذلون كل المستطاع في هذا الطريق، ويعرفون بين الناس بذوي الوجهين او اكثر، وهم لا يكترثوا بما يقوله الناس عنهم او بما ينعتوهم به من صفات غير مرغوبة، ولا يصغون مطلقا ولو لبعض الثواني في محاسبة الضمير ان كان لدينهم ضمير طبعا! وقد لا يهتموا بما يسبب تصرفهم هذا على المدى القريب او البعيد، عاجلا ام آجلا، وقد لا يهمهم ايضا بما ينعتهم الجمهور على كل فئاته وانتماءاته، والاهم من كل شيئ عندهم مدى الكسب المادي او حصيلة ما يبتغون من زرع بذور الشقاق والخلاف والتباعد بين الافراد او الجماعات حيث لا يهنأ عيشهم الا اذا حققوا جزءا من هذا !!! هؤلاء هم متلونون، هؤلاء هم منافقون، هؤلاء هم متآمرون وخونه، هؤلاء هم حاسدون واصحاب وجهين او اكثر، هؤلاء هم سفاحون من الناحية الاجتماعية، ويشكلون مرضا عضالا يترتب استئصاله من الجذور وعلى جناح السرعة، لان دورهم الهدام هذا، يمكنه تقسيم المجتمع الانساني في المحيطين القريب والبعيد وربما ابعد من ذلك الى فئات, وقد يولد الشقاق والخلافات التي يمكنها تحطيم الكثير الكثير من العلاقات الانسانية على المستوى الشخصي او الجماعي، وقد تولد ايضا ضغائن بينهم وربما تنطوي على مضاعفات اكثر من ذلك، وعندها تضيع الامال، وتدفن النوايا السليمة، وقد تتعطل المشاريع الفردية والجماعية، ويمكن لهذا الحال ان يخلق جوا متوترا، جوا من الكراهية والعداء وربما تنعدم الاخلاق والخ .... من السلبيات التي تولدها تصرفات امثالهم.
وוليه ايها المواطن، ايها الانسان العاقل الواعي، الانسان الذي يعرف ويستطيع ان يميز ويميز بنظرة ثاقبة وبموضوعية صادقة، انت ايها الانسان تشكل القاعدة الصحيحة والامينة من اجل الحفاظ على المجتمع، على العلاقات الاجتماعية، ويمكنك ان تشكل سدا منيعا امام امثال هؤلاء وكل في ناحيته ومعا يمكن وضع حد لمثل هذه التصرفات ومقاومتها بقول الكلمة الحرة والموضوعية والحقيقية في مكانها دون خوف او وجل، دون مواربة ودون مداهنة، لانهم في مثل هذه التصرفات ربما يعيدون النظر في تصرفاتهم ويبدأون بالتراجع ولو جزئيا.

واليهم نقول ايها المنافقون، ايها المخلفون، يا من تضعون ضمائركم في ثلاجة وتجعلوها لا تعي ولا تحس ولا تحاسب نفسها، وترتكبون اخطاءً لا يمكن ان تغفر لا عند الله ولا عند عبيده، اقلعوا عن هذا النهج واتركوه، اتركوه نزولا عند ارضاء الضمير، وحماية للمجتمع من الويلات والمصائب التي قد تسببها تصرفاتكم، اتركوا هذا النهج مرضاة لله تعالى ومحاسبة للاحاسيس الانسانية الصادقة وللاخلاقيات الواعدة والموضوعية لان في ذلك خير لكم اولا وخير لمحيطكم ثانيا وخير للمجتمع ثالثا. 

 أبو سنان

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة