الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 11:02

وعد لقاء/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 12/01/19 10:52,  حُتلن: 14:59

يحملها الفجر على راحَتهِ
فتجيء وفي يدها عطرُ النسرينِ
وفي جبهتها أحزانُ الشرقْ
يتسللُ عبرَ جدائلها نورُ الشمسِ
وفي عينيها لمعانُ البرقْ
خلف الجدرانِ أرى شبحاً بشرياً
صفّد معصمَه قَيْدُ التاريخْ
تدعوني قارئةُ الفنجانِ
وحجةُ تفسير الأحلامْ..
لا أدري إن كانت تعملُ
في استشراف المستقبلِ
أم في نَسْجِ الأوهامْ..
وأرى شيخاً محنيَّ الظهرِ
تجفُّ على قدميه دماءٌ سالت
من أطراف عُصورٍ سَلَفت
وأبت أن تغسلَها أيدي الأيامْ
تسألني: ما سرُّ الحزنِ الجاثمِ
والشمسُ لنا، ولنا نورُ البدرْ
تسبقني وتجيب:
عِلّتُنا خللٌ في إعمال الفكرْ..
لا نزرعُ في العقلِ زهورَ العلمِ
كما نزرعُ ورداً في الحقلِ البِكرْ..
أسرى نحنُ لأنماطِ حياةٍ
وُضِعت في دنيا لا تشبهُ دنيانا..
أن نتعلمَ من موروثِ الماضي
لا يلزمُنا أن نتحَجّرَ في ماضينا
بالأمسِ ركبنا جَملاً وحصاناً
وغداً نركبُ ما يحلمهُ العقلُ
وتصنعُه أيدينا..
***
يحملها البدرُ
على أجنحةٍ حِيكَت
من أشرطةِ الشمسِ الذهبيهْ
تغسلُ بالنورِ
وجوهَ البلدان الشرقيهْ..
ثم تتابعُ رحلَتها
نحو الأصقاعِ الغربيهْ..
في الليل تجيءُ إليَّ مُجَنَّحةً
بشُعاعِ سَحَرْ
فيصيرُ الليلُ ضياءً وسمرْ
هي بدرٌ يزهو حُسنا وبهاءْ
وأنا أرضٌ خضراءُ بهيّهْ
وتدورُ بنا الأرضُ
وحولَ الأرضِ يدورُ قمرْ
تجذبني أنوارُ البدرِ الأبديَّهْ..
تجذبها أرضي الخضراءْ
وندور معاً
كالأجرام الفلكيّهْ..
فلماذا لا ندرسُ أسرارَ تجاذُبِنا
لنشق طريقا بين كواكبنا
عَلّي أصبِحُ يوماً ملاحَ فضاءْ
فيصيرُ البحرُ رفيقاً..
ومدارُ البدرِ مفيداً
ويصير تجاذُبنا وعدَ لقاءْ..
الكونُ حديقةُ أسرارٍ
وعلينا أن نسبُرها دون وَجلْ
كي نعرفَ ماذا يُمكِننا
أن نزرع في المريخْ..
ونسخِّرُ في منفعة الإنسان زُحلْ
أوَلَمْ يقُل النجباء:
أعظمُ قوةِ جذبٍ في الدنيا
لا تكمنُ في قمرٍ أو كوكبْ
بل تكمنُ في قَلبَين:
الواحد قلبُ امرأةٍ
والآخرُ قلبُ رجلْ..
ترسلُ لي قطراتِ ندى
وهي تراقبني من برجِ سماءْ
يجذبني نور محياها..
يجذبها شوقٌ يتأججُ في وجهي..
علّى أصبحُ يوماً ملاحَ فضاءْ
فيصيرُ تجاذبُنا وعدَ لقاءْ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة