الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

بوصلة الإنتخابات البرلمانية/ بقلم: فؤاد أبو سرية

فؤاد أبو سرية
نُشر: 17/01/19 17:09,  حُتلن: 20:36

فؤاد أبو سرية في مقاله:

تتمثل المخاطر الحقيقية التي تواجهها القائمة المشتركة في العديد من النقاط بإمكاننا إجمالها حتى الآن في نقطتين واضحتين، هما: الإنسحابات من بين صفوفها وعودة قوائم نائمة

 القائمة المشتركة تخوض في هذه الإنتخابات جولة ثانية، وأنه من الطبيعي أن تواجه بالتالي واقعًا مستجدًا لم يسبق لها أن واجهته، لهذا أعتقد أنه من المطلوب منها للمحافظة على رسالتها السامية

تُواجه القائمة المشتركة في الإنتخابات البرلمانية المقبلة خطرًا حقيقيًا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تُحمد عُقباها ومن شأنها أن تترك آثارًا سلبية على مجتمعنا العربي في البلاد، مع كُل ما قيل ويمكن أن يُقال أعتقد أن الموقف العقلاني يقتضي منا ألا نتوقف طويلًا عند ما يفرق وأن نبحث عما يجمع بيننا، نفعل هذا كله واضعين أعيننا نصب هدف مركزي وأساسي هو المحافظة على بوصلة وجودنا فعالة شغالة حتى لا نضيع الإتجاه فندخل في متاهة لها بداية وليس لها نهاية.

تتمثل المخاطر الحقيقية التي تواجهها القائمة المشتركة في العديد من النقاط بإمكاننا إجمالها حتى الآن في نقطتين واضحتين، هما: الإنسحابات من بين صفوفها بهدف تشكيل قوائم مستقلة تخوض الإنتخابات بقواها الذاتية، وعودة قوائم نائمة أضمرت طوال فترة نوامها العودة إلى الساحة البرلمانية...دون أن يكون لها ما أرادته.
توضيحًا للأمور علينا أن نعود إلى التاريخ القريب للمشتركة، فقد فرضتها ظروف تمثلت في رفع حكومة إسرائيل نسبة الحسم لخوض إنتخاباتها البرلمانية ولم تفرضها بأية حال أسباب سياسية تعتمد القواسم المشتركة عمودًا فقريًا لها كما أسلفنا، وقد جمعت هذه القائمة منذ البداية بين العديد من النقائض مسترشدة بهدف أساسي هو المحافظة على الوجود ذي الفعالية والتأثير عبر المشاركة في إنتاج الوضع الملائم لتوطيد وتعزيز وجودنا على الساحة السياسية وما يستتبعه من تحقيق للآمال والتطلعات المنشودة...في واقع مر.
من هذه الزاوية النظرية بإمكاننا القول أن القائمة أدت خلال فترة وجودها أهدافها وقامت بها بصورة عامة وأكدت أن موقف المشارك مع كل ما يمكن أن يقوله دعاة المقاطعة أفضل بكثير من موقف المتفرج الذي قد تطاله الضربات في غفلة منه وسط هتافه المجاني "لا للمشاركة".
بغض النظر عما واجهته وما قد تواجهه القائمة المشتركة في المستقبل من خلافات شرعية وواقعية، بإمكاننا حصر ما تواجهه حاليًا وقبل إعادة تشكيلها لذاتها في عدد من النقاط التي طالما إستفاض الإخوة المعقبون والمعلقون في شرحها والتعقيب عليها.

أولًا: الإنسحابات
لقد أثار إنسحاب عضو الكنيست د. أحمد الطيبي من القائمة أولًا وبعده إعلان عدد من أعضاء الكنيست عدم الترشح للإنتخابات مجددًا ردود فعل متباينة أنصب جلها على أن من شأن هذا الإنسحاب أو ذاك الإعلان أن يضعف المشتركة وأن يضعها في مأزق هي في غنى عنه وقد يكون ثمنه غاليًا وأثرًا مؤثرًا جدًا على وجودنا في هذه البلاد/ بلادنا، وأنا أرى في هذا الكلام بعضًا من سوء الفهم المتعمد يرمي إلى هدف واحد ووحيد هو إبقاء الكرة في الملعب ذاته، ولعلي أُشير هنا إلى امرين هامين علينا أخذهما بالحسبان خلال إجرائنا لأي حساب حقيقي أصيل وواقعي في هذا كله.
*لنتفق أولا أنه من حق كل إنسان، فكيف إذا كان عضو كنيست أثبت جديته وجدارته أن يجتهد وأن يطالب بموقع أفضل من شأنه أن يتقدم خطوة به وبالأُسس التي أقام عليها رأيه ورؤيته، لا أقول هذا إنتصارًا لشخصٍ ما وإنما أقوله دعمًا لمبدأ أُؤمن به تمام الإيمان هو تحكيم العقل والمنطق مع عدم تجاهل العواطف والمشاعر، فهل نُقفِل باب الإجتهاد ونوصد الأبواب كلها في على إجتهاد واحد ووحيد؟
*هذا الكلام يقودنا إلى النقطة الثانية الجديرة بالنظر والمعاينة وهي الظروف المستجدة التي طرأت على القائمة المشتركة بعد الفترة الإنتخابية الأولى لها، لهذا علينا ألا ننسى أن هذا الإنسحاب وذاك الإعلان إنما أتيا ضمن واقع متجدد ونتيجة لبوادر وإرهاصات ماضوية قائمة على التجربة والمعاينة، فهل مِن حق مَن يعتقد أنه قدم الكثير أن يطالب بتوسيع دائرة نفوذه سعيًا منه لتقديم الأكثر والأفضل؟، مرة أُخرى أنا هنا لا أقول هذا الكلام دعمًا لشخص أو أشخاص محددين وإنما أقوله دعمًا لرأي ورؤية أُؤمن بهما، أعتقد أنه يُطلب منا التفكير به قبل إطلاق الإتهامات والشروع في توجيه الكلمات الجارحة التي قد توسع دائرة الخلاف وتساهم في المزيد من الفرقة والتشرذم الخطير.

ثانيًا: الخلايا النائمة
*ما أن تم الإعلان عن بدء التحضيرات للإنتخابات البرلمانية الوشيكة حتى أفاقت بعض الخلايا الحزبية الهاجعة تمثلت في العديد من الأحزاب وأشخاصها وأعلنت عن نيتها خوض المنافسة الإنتخابية ضمن محاولة منها للعودة إلى الساحة البرلمانية، وقد واجه ما أعلنته موجة من الرفض المسبق وكأنما باب الإجتهاد قد أُقفِل وأنه ليس من حق أية جهة أُخرى ترى في نفسها القدرة على البذل والعطاء بسخاء أن تتوقف ولا تقترب من الباب المقدس المعروف سابقًا، وهنا نقول أنه من حق أيّ من الجهات التي ترى في نفسها القدرة أن تستفيق من هجعتها القسرية وأن تبادر للعودة لإستعادة قوة ربما كانت جديرة بها دعمًا للقضايا العامة بالطبع وليس للقضايا الشخصية بأية من الحالات.

خُلاصة الرأي، أن القائمة المشتركة تخوض في هذه الإنتخابات جولة ثانية، وأنه من الطبيعي أن تواجه بالتالي واقعًا مستجدًا لم يسبق لها أن واجهته، لهذا أعتقد أنه من المطلوب منها للمحافظة على رسالتها السامية في الحفاظ على البقاء والوجود على أرض الآباء والأجداد، أن تحاول التأقلم مع الأوضاع الجديدة فتبادر بالنسبة للإنسحابات إلى خوض مفاوضات تعرف خلالها ما لها وما عليها، ومن شان هذه المفاوضات في رأيي المتواضع أن تعطي كل ذي حق حقه بل من شأنها إذا قامت على أُسس منطقية وواقعية تقرأ خريطة الواقع المستجد جيدًا، أن تعزز تأثير القائمة المشتركة، أما بالنسبة للخلايا الحزبية الهاجعة، أعتقد أنه من حقها أن تجمع نفسها وأن تفكر في خوض المعركة الإنتخابية شريطة أن تضع نصب أعينها في حالة خوضها للمنافسة الإنتخابية عدم تبديد الأصوات مهما كانت قليلة، فالمعركة الإنتخابية الوشيكة قد تكون ضارية وقد يؤثر فيها أي صوت تأثيرًا هدامًا...أو بناء.

يافة الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة