الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 21:02

قصيدة لذكراك أمي/ بقلم: عطاف مناع صغير

عطاف مناع صغير
نُشر: 10/02/19 07:06,  حُتلن: 12:35

لِذكراك أُمِي تَنحني قامَتي إجلالًا 
ويَثورُ صَدى وُجداني التّائه

ما بين الذِّكرى والأنين 
تَنزحُ الرؤيا ضبابًا 
يُغلفُ صوتَ الفُراقِ المُتجددِّ الطَّويل 
ما بين الذِّكرى والأنين
تَنزحُ الرؤيا ضبابًا
يُغلفُ صوتَ الفُراقِ المُتجددِّ الطَّويل
لا الرَّبيعَ يُنبئْني برجوعٍ ولا صوتَ العَصافير
في ذِكرِك يا أمي...
أمتلكُ جوازاتَ العُبورِ والسَّفر
الى كلِّ البقاعِ والدَّواوين
يَنتحلُنِي المَوجُ أُغنيةً تَتباينُ أنْغامُها
الى الموانئِ الْبعيدة يَنقلُنِي
املأ جُعبتي بقِصصٍ أدواتِ الرَّسم والتَّلوين
هناك كنَّا .... هناك بتنا
هنا تَحدثنا..هكذا فَعلنا

وأَعود ُ يا أُمي وحْدي من جديد!
أجمع صوتَ العصافير
من تِلك الطَّريق
أُرتبُ اوراقِي أَحملُ حقائبَ سَفري
أُعاني متاعبَ الرَّحيل
ليتك يا أُمي تَذكرين!
حين مَررنا نُحاكِي الشّعاع انطلاقًا
نَلتقطُ حَبات الطَّل يذرفها دفءُ الأَرضِ والحَنين
وشُعاع الشَّمسِ اطلالًا
يَسترقُ البصرُ لحقولِ المُغتربِين
كأننا لن نفترقَ في ايامٍ وسِنين
الطَّبيعةُ أُماه تُرثيك حزنًا أّنتِ والسابقات والسَّابقين
وجْهُها قد تجهمَ منذ أَيامٍ
والسَّماء احْتجبتْ
تذكِرُنا بساعاتِ الفراقِ في صباحِكِ الأخير

في فَجرك هذا!
السُّحب ذَرفت دموعَها تَغسلُ وجناتِ الأرضِ
ليشيع الطُّهر في كل الأنْحاء
على المفارقِ
باقاتُ الزَّهراسْتيقظتْ مبكرةً تَحني رؤوسَها
حزنًا لفراق
الوانُها صامتةٌ تُشير الى ما مضى وفاتْ
وبيومِ رحيل
رحيقُها يَعلوه ذكْرُكِ في الثَّوانِي والهُنيهات
والمطرُ يُلغي الأحْتفالات في الميادين والسَّاحات
وأنت حقيقةً هناك!

لذِّكْرك من الشِّفاه ..الطَّلُّ يَروي وَرودَ الرُّبى والبَساتين
لذِّكْركِ يا أُمي أَحنُّ إِلى قَهوتِي الصَّباحية
وطَعمِها الْعربي الاصيل
تَجمعُني الحُروفُ والكلمات موسوعةً لشَّوقٍ
تَتَحركُ في داخلي ألوانُ الحنين
في كل حين
فانت يا أُمي فِي روحي باقيةٌ ذِكرى وعيد
لك صَلواتِي وابتهالاتِي في كلِّ يومٍ وطَريق

أماه أَنت إكليلُ الزَّهر جبيني كُنتِ ومازلتِ تُتوجين
فاعذريني إن كنتُ اشْتاق اليك
وأُحادثك في كلِّ حين ...

 موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة