الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

السياسة العربية.. إعلان الإفلاس قريبا/ بقلم: وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 11/02/19 10:22,  حُتلن: 16:07

وديع عواودة:

نتيجة عوامل كثيرة فإنه لا يوجد أفق سياسي للمجمع الفلسطيني في البلاد خارج نطاق المواطنة والتجارب خير برهان من حركة الأرض إلى الحركة الإسلامية الشمالية 

عطفا على الجدل حول مضمون مقال الدكتور منصور عباس نائب رئيس الحركة الإسلامية حول مرتكزات برنامج القائمة العربية الموحدة ( مجتمع قادر راشد،مواطنة حقيقية عادلة ودولة فلسطينية مستقلة) فيما يلي بعض الملاحظات.

1 السياسة العربية في أسسها ومفاهيمها ومرتكزاتها الراهنة لن تقوى على البقاء كما هي بعدما أصابتها الشيخوخة وصار خطابها خشبيا وفي شبه قطيعة مع قطاعات واسعة من الشباب العرب. بحال استمرت السياسة العربية بملامحها الحالية( المصابة بالتكلس الأنانية والنجومية والمعتمدة على نضال إعلامي وخطاب سياسي عال, أقوالها أضعاف أفعالها مهرجاناتها الخطابية اضعاف مشاريعها دون تثقيف وتعبئة وتواصل حقيقي مع الشباب (إشراكهم في التخطيط والقيادة) ودون إقران احتياجات الناس الحياتية مع النضال السياسي لأجل القضية الفلسطينية الأم وقضاياها المتفرعة.. فإنها عرضة للانقراض هي وأحزابها ورموزها وستكون النتيجة وبالا . دون ترشيد السياسة برنامج عملها وخطابها ومصطلحاتها وموازنة فعلها وقولها ، ميدانها وبرلمانها ومجمل ادواتها وأهدافها فإنها ستستبدل بما هو خطير : سياسة تقوم على مواطنة مشوهة وبلا وطن..وانصراف شبه تام عن القضية الفلسطينية بكل معانيها.. كرد فعل على سياسة عقيمة متكلسة يتم التنازل فيه عنها وعن أهدافها الأصلية رغم انها ( الأهداف) ما زالت ذات صلة بعكس السياسة المتقادمة وساستها المتقادمين.

حالة إفلاس سياسي.
2. لذا فإن مشروع المجتمع القادر الراشد الذي تعمل به الحركة الإسلامية( كانت تسميه الإسلامية الشمالية " المشروع العصامي وقدمت فيه ما هو مفيد للنقب بالذات) والذي يعتبره منصور عباس مرتكزا أوليا لبرنامجه يحمل في طياته مفاهيم جديدة للسياسة العربية،مجدية وحقيقية أكثر ولها ما يبررها فمجتمعنا كبر واتسع وفيه طاقات كبيرة غير منظمة وغير مستغلة. هذا مشروع استراتيجي لأنه يعتد على القدرة الذاتية وعلى الميدان والفعل على الارض ويسهم في بناء الجبهة الداخلية وزيادة مناعتها أمام العنف والفوضى والأسرلة وهو جدير بأن تتبناه كل السياسة العربية لا الحركة الإسلامية فحسب.
3. نتيجة عوامل كثيرة فإنه لا يوجد أفق سياسي للمجمع الفلسطيني في البلاد خارج نطاق المواطنة والتجارب خير برهان من حركة الأرض إلى الحركة الإسلامية الشمالية .. وملاحقتها واعتبارها غير قانونية يدلل على حدود العمل السياسي المتاح. هذا ما كان صحيحا بالأمس فما بالك اليوم والانهيارات من حولنا متواصلة.
4.  بالمقابل وكي لا نغرق في المواطنة وتصبح يافطة لـ أسرلة لابد من أن تكون حقيقية ولابد من ضبطها وإقرانها بالوطن وبالهوية الوطنية استنادا لموازنة دقيقة تكفل ما نريد. هذا ليس انسجاما مع الحالة الإسرائيلية وخيارا تاريخيا طوعيا لمن بقوا في الوطن ونجوا من الترحيل لاحقا لعدة أسباب منها التمسك بالمواطنة. هذه خلاصة قراءة عميقة لماض وراهن وهي ليست تغليبا للدنيا على الآخرة،لليومي على الوطني.
5. المواطنة بهذه الملامح تعطي الفرصة فعلا لمقارعة الآخر الإسرائيلية وفضح العيوب ونقاط الخلل المركزية في الديموقراطية الإسرائيلية، ومعها وبلغة عالمية وخطاب حقوقي نخرج بها للعالم أيضا في قضايا جوهرية كقانون القومية.
6. هذه المواطنة لا تعني بالضرورة المشاركة في انتخابات الكنيست دائما فالساحة البرلمانية وسيلة ويمكن للمواطنة التنازل عنها إذا اقتضت ذلك حسابات الربح والخسارة والجدوى.
7. أما الرهان على كل شيء أو لا شيء فثبت بالتجربة العملية كونه رهانا خاسرا مثلما هي خسارة من يبحث أن يكون محقّا فقط لا حكيما أيضا.
8. كي لا يفهم النص خطأ وكأنه انحياز للحظة الإسرائيلية الراهنة فحسب واعتبارها حلا نهائيا مفضلا محبا هناك حاجة لأن يوضح الدكتور منصور عباس صياغته بما يأتي بمقصده الحقيقي ولا يوصد الباب أمام خيارات تاريخية.
9. المواطنة الحقيقية ليست إكرامية من إسرائيل بل هي مستمدة من الوطن وفي الأنظمة الديموقراطية في العالم يحظى الأصلانيون كالبريجنيرز في أستراليا بامتيازات لا مساوة تامة ومشاركة حقيقية.
10. مسألة الوطن والمواطنة وما بينهما ومستقبلنا في وطننا ينبغي أن تبقى ضمن مساحات الحرام وخارج التراشق الحزبي والحركي في ظل انتخابات أو منافسات وإلا يصبح الجدل استنزافا وتشرذما وتورطا بمعارك هامشية على حساب التناقض المركزي : الاحتلال الإسرائيلي والمواطنة الحقيقية المفقودة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة