الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 19:01

دائما تشدّني الجذور/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 18/02/19 19:14,  حُتلن: 02:38

الظُهرُ عندي، عندها مساءْ
لكنها في داخلي كومضةٍ مضيئةٍ
تجيءُ من مشاعلِ السماءْ
الليلُ عندي، عندها نهارْ
لكنها في داخلي كنسمةٍ عليلةٍ
تسوقها طبائعُ الهواءْ
الصَوْمُ عندي، عندها إفطارْ
لكنها تجيءُ دائما لتُطفئَ الظمأْ
كما يجيءُ عذبُ الماءِ في الأنهارْ
وعندما يجيءُ يومُ قُربِها
لا شيءَ يحجبُ الضياءْ.
***
أُبَدِّلُ البلدانَ مثلما
أُبَدِّلُ الثيابَ والعطورْ
أجوبُ في البلاد ذاهباً وعائداً
كما تهاجرُ الطيورْ
أشاطرُ الغريبَ أكلَه وشُربَهُ
أصغي لهَمِّهِ وما يسُرُّ قلبَهُ
أراقبُ الفنونَ والزهورْ
لكنني لا أنتقي بديلَ موطني
وأيَّ منزلٍ أقمتُ فيهِ
لا أعدُّهُ سوى مُرورْ
ودارُنا التي نبَتُّ في تُرابها
تظَلُّ دارَنا
تقيمُ في جوانحي المُشَرَّدهْ
ودائما أعودُ للجذورْ
***
في النابضِ الشريدِ ومضةٌ
تظلُّ خيطَ نورٍ لامعٍ
في غَياهِب الظلامْ
أمّي التي يُطَيِّبُ القَيّومُ ذِكرَها
سقتها من حليبِ حَبَّةِ البقاءِ
للمنير في الكلامْ
حتى غدت شرارتي
عصيةً على الموتِ الزؤامْ
أهيمُ في البلادِ مثلما
يهيمُ في كُرومِنا الحَمامْ
أظلُّ هائماً كما تهيمُ نجمةٌ
بين البلادِ والسماءْ
علمت أن خضرة البلاد لا تموتُ
طالما تحصَّلت على شمسٍ وماءْ
أظلُّ عارفاً بأنّ ما مضى
هيْهاتَ أن يعودْ
لكنني كزهرةٍ يشدُّها
من شَقِّ صخرةٍ بصيصُ نورْ
تظلُّ روحي دائماً
مشدودةً لدارِنا..
لبِذرتي التي ترَعْرَعت
معَ العصورْ
تظلُّ دارُنا
تقيمُ في جوانحي المشردهْ
ودائماً تشُدُّني الجذورْ.
 
- نيويورك -

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة