الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 08:02

قراءة أولية لنتائج الانتخابات عربيا 2019/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 22/04/19 12:16,  حُتلن: 14:42

إن أكثر ما أضحكني بعد الخسارة الشنيعة لمركبات القائمة المشتركة التي خاضت المعركة منفردة ، كان تصريح أسامة السعدي لأحدى وسائل الإعلام بأنه كان لزاما على التجمع والموحدة أن يكونا متواضعين في مطالبهما خلال المفاوضات التي سبقت الانتخابات بين أطراف المشتركة، حيث أنهما طالبا كل منهما بأربعة مقاعد إبان المفاوضات ،ولكنهما في واقع الحال ، حصلا وبصعوبة متناهية فقط على مقعديّن لكل منهما، إلى هنا أقوال السعدي. أما واقع الأمر والمغاير لأقوال السعدي فانه لو اجتمعت كافة مركبات القائمة لكان من الممكن أن يحققوا نجاح كبير ويحصلون على 15 مقعدا ويسقطون اليمين المتطرف والذي يضع في خضم هذه الأيام أجندة الابرتهايد والفاشية حيث سيكون العرب في هذه البلاد الضحية الأولى لهذا النظام .

لقد انسحب النائب الطيبي في خضم المفاوضات على تشكيل قائمة المشتركة وأدى إلى انهيار المفاوضات بين كافة مركباتها، وفي النهاية أدى إلى تحطيم هذا المشروع الذي عمل من اجله الكثيرون، هذا ويقول بعض الإعلاميين أن خطوة الانسحاب من المفاوضات سميت بالخطة A، وتتمثل بان تخوض العربية للتغيير الانتخابات منفردة ومسلحه بالاستطلاعات الكثيفة والوهميّة تمنحها بين 6-8 مقاعد. ولا يعلم إي احد بالضبط إذا كان أسامة السعدي وحليفة احمد طيبي قد بنوا استراتيجية متكاملة تتمثل بخطة A وB في القضاء على المشتركة أم أنهم كانوا يملكون خطة B للانضمام والتذيل مع احد القوائم وضمان انتخاب هذين الشخصين كأعضاء مؤكدين ل 4 سنوات في البرلمان.
لأنهما لو خاضوا تلك المعركة لوحدهما حسب خطه A فكان من الصعب عليهم الحصول على اي مقعد في البرلمان الاسرائيلي أصلا .

وقد ذكرت لي مصادر إعلامية ، بأن احمد الطيبي ومباشرة بعد انشقاقه ، اقترح على جعفر فرح ومن ثم الدكتور بشارة بشارات ، ومازن غنايم للانضمام إلى صفوف الحركة العربية للتغيير وخوض المعركة منفردين لكنهم رفضوا كلهم الفكرة كلهم لأسبابه الخاصة. ولا نعرف بالضبط طبيعة العلاقة بين الطيبي وبين رؤساء المجالس المحلية.
مهما يكن فان الجبهة لم تدير المفاوضات بشكل منظم إضافة إلى أنها لم تقم بالتحضيرات الانتخابية بشكل منظم ، وقد وافق ايمن عودة على كافة طلبات احمد طيبي، خوفا من سقوط الجبهة المدوّي وهو حزب عريق أسس قبل 70 عامًا حيث انه في حالة سقوطه وعدم حصوله على مقاعد في الكنيست فأنه سيكون المتهم الأول في هذا الفشل، ولم يسعفه محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة ، في هذه المفاوضات ،ويقول بعض المراقبين بأن بركة سافر إلى بريطانيا قبل الانتخابات بمدة وجيزة ولم يكن فعالا في الساحة وعندما سؤل عن عدم مشاركته الفعالة للضغط على الأحزاب وأعادت بناء المشتركة ، أجاب قائلا بان دوره أجماعيا ولا يتمثل بالضغط على أي احد من الأحزاب، ولكن ذلك ليس صحيح فكان من الواجب علية كرئيس لجنة المتابعة ان يعمل على توفيق بين كافة مركبات القائمة المشتركة، وإعادة الحياة لها من جديد وهذا ما لم يفعله .

وتتضح اليوم مدى الخسارة الفادحة لدى الوسط العربيّ ، حيث تعالت أصوات المقاطعة ، الأيديولوجية منها والغير أيديولوجية ، فازداد التذمر من تصرفات كافة النواب العرب وبرز ضعفهم السياسيّ الكمّي والكيفي ، فحزب التجمع والذي كان بحوزته 4 مقاعد تراجع الى مقعدين كما ان الموحدّة أيضا تراجعت وبشكل رهيب أيضا إلى مقعدين ، حيث كان يمكن ان تسقط هاتين القائمتين بأصوات قليلة جدا.

كما ان الجبهة والتي تراجع تمثيلها الى 4 مقاعد، بدون تمثيل نسبيّ للمناطق والأشخاص ، ترجع أيضا هي في تمثيلها لعام 1976 عندما تأسست الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ، ولم تستطيع إدارة ايمن عودة أن تتحرك وتنهض بتمثيل اكبر وأقوى مستغلة التحركات السياسية الشرسة لحكومة نتانياهو ضد الوسط العربيّ .
أن ما يواجه هذه الأحزاب العربيّة اليوم سيكون مخططا خطيرا وضخما بحكومة نتانياهو من حيث صفقة القرن وما تخططه من قوانين فاشية للجماهير العربيّة وحتى نظام الابارتهايد المخفي والمقنع، ولا أظن ان الطاقم البرلماني العربيّ الحالي يستطيع ان يفقه هذه المخططات والمتغيرات خاصة بهذا العدد الضئيل من النواب العرب. وعندما قلت أن أسامة السعدي أضحكني، فان أفعال حزبه وردود فعل الأحزاب الأخرى على هذه الأفعال هو الذي أضحكني من الصميم وألهمني بكتابة هذه السطور.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة