الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 20:01

نتنياهو- ترامب نهاية السحر وبداية حقبة جديدة/ بقلم: بكر عواودة

بكر عواودة
نُشر: 14/09/19 13:19,  حُتلن: 18:56

بكر عواودة في مقاله:

 ما يحدث في الاسابيع الاخيرة يؤشر بوضوح الى بداية حقبة جديدة وان نتنياهو وترامب فقدا الموجة المتناغمة بينهما

كما ساعدت العطايا السياسية الترامبية نتنياهو في الانتخابات السابقة قبل اشهر اعتقد انه من الواضح ان التباعد بين ترامب ونتنياهو اليوم يضعضع استراتيجية نتنياهو الامنية

 في الانتخابات الاخيرة اغدق ترامب من عطاياه السياسية على نتنياهو فأعلن ضم الجولان لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية الى القدس واعترف بها كعاصمة اسرائيل ناهيك عما قدمه مسبقا من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني مما رفع من شأن بنيامين نتنياهو وجعله زعيما دوليا مؤثرا ومتحكما في السياسية الخارجية الأمريكية المتعلقة بالشرق الأوسط ومما ساعده بدون شك في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت قبل عدة اشهر .

الا ان ما يحدث في الاسابيع الاخيرة يؤشر بوضوح الى بداية حقبة جديدة وان نتنياهو وترامب فقدا الموجة المتناغمة بينهما.

وهنالك عدة مؤشرات واضحة لهذا التباعد:
1- قبل شهر تقريبا وعقب ازمة حاملات النفط في الخليج العربي أسقطت إيران طائرة امريكية بدون طيار وكادت الولايات المتحدة ان تضرب ايران بموجة من الصواريخ، إلا ان الرئيس الأمريكي قام بشكل مفاجئ بإلغاء الضربة في اللحظة الاخيرة، وفتح المجال للدبلوماسية معارضا بشكل صارخ تصريحات مستشارة الأمني اليميني المتطرف جون بولطون الذي صرح سابقا ان أي عمل إيراني سيرد عليه بقوة جبارة من الولايات المتحدة .
2- دعوة وزير الخارجية الايراني محمد ظريف قبل ثلاثة اسابيع الى قمة G7 للدول الصناعية في فرنسا التي تواجد فيها ترامب، واعلان ترامب في هذه القمة ان ايران اليوم هي ليست ايران قبل دخوله الى البيت الابيض وهي اشارة واضحة منه الى نجاح سياسته الاقتصادية تجاه إيران وتحقيق اهدافه وايضا تشير الى استعداد اولي للتفاوض معها .
3- ومؤخرا الاعلان عن لقاء مرتقب مع الرئيس الايراني حسن روحاني في الامم المتحدة في الاسابيع القادمة، والأهمية ان الاعلان جاء من خلال تغريدة توتير بعد ساعات من مؤتمر صحفي اجراه نتنياهو وصفه بالمهم جدا حول اكتشاف دراماتيكي لمفاعل نووي جديد في إيران ..فغرد ترامب عن اللقاء it could happen “
بمعنى ان محاولة نتنياهو لافشال اللقاء من خلال الفذلكات المعهودة لم تسعفه، ورد ترامب يعتبر ساخرا وفاضحا ومؤشرا الى عدم وجود تنسيق.
4- فصل مستشار الامن القومي اليميني المتطرف جون بولتون المعروف بعدائه للعرب واستراتيجيته الداعمة للقوة والضرب والتركيع بعد ساعات من إعلان بنيامين نتنياهو نيته ضم الاغوار وشمالي البحر الميت الى إسرائيل والتي اشار بانها ستكون بالتنسيق والتفاهم مع الولايات المتحدة.
5- كشف اجهزة تنصت إسرائيلية في واشنطن وعدم الاعتراف او الانكار من قبل الاجهزة الامريكية واعتقد ان هذا الخبر اذا صح ..فانه كاف لإعادة العلاقات الامريكية الإسرائيلية الى الوراء سنوات كثيرة.

ان احد اكبر الاخفاقات الاستراتيجية لنتنياهو في علاقاته الدولية هو ارتباطه مع اليمين العالمي من الهند إلى اوروبا وامريكا وأما في الولايات المتحدة فإن نتنياهو نجح في جعل اسرائيل مسألة حزبية واضحة بين الجمهوريين والديمقراطيين بعد ان كانت على مدار عقود طويلة تعتبر محل اجماع بين الحزبين.
أضف الى ما تقدم نحن نتحدث عن رئيس أمريكي مزاجي لا يملك استراتيجية واضحة فها هو يعود بعد سنتين ونصف من التهديد لإيران وبعد انسحابه من المعاهدة مع ايران الى استراتيجية اوباما في مفاوضاتها.
وكما يبدو فان ترامب هو بالأساس رجل اعمال قبل ان يكون رئيس دولة عظمى ويفاوض في مزاد المضاربة العالمي معتمدا استراتيجية التخويف والترهيب في سبيل الحصول على أرباح سريعة غير ابه لشركائه ومصالحهم من أوروبا الى الشرق الأوسط.
وكرجل أعمال فهو استغل تسخين الوضع مع ايران في المنطقة لأبرام صفقات بيع أسلحة بمئات بلايين الدولارات مع دول الخليج، وهو الآن مستعد للتفاوض مع إيران لتخفيض العقوبات مقابل عقود اقتصادية تُدر مئات اخرى من البلايين على الصناعات الأمريكية. ولكنه غير مستعد بتاتا للمحاربة بالنيابة عن أي طرف بالشرق الاوسط بما فيها إسرائيل ويبدو انه منتبه لمحاولة نتنياهو جر الولايات المتحدة الى نزاع مباشر مع إيران وبهذه الحالة يكون نتنياهو قد لعب دورا محددا ومرسوما مسبقا في تنفيذ سياسية ترامب في التخويف من اجل العقود الاقتصادية.

وكما ساعدت العطايا السياسية الترامبية نتنياهو في الانتخابات السابقة قبل اشهر اعتقد انه من الواضح ان التباعد بين ترامب ونتنياهو اليوم يضعضع استراتيجية نتنياهو الامنية المعتمدة على علاقات الصداقة اولا ويضعه في موقف صعب حيث يرى الكثيرون ان سحر نتنياهو على ترامب فقد مفعولة وربما سيكون لهذا الامر تأثير على بعض الشرائح الانتخابية الداعمة لنتنياهو.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة