الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 11:01

إنجاز سياسي ضخم يحتّم إستراتيجية متقنة/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 19/09/19 15:20,  حُتلن: 16:27

خالد خليفة:

علينا أن نتوقع في المستقبل القريب أن نتانياهو سوف يستمر في التحريض في الشهرين المقبلين ونزع الشرعية عن مواطنة المواطنين العرب، وهذا أمر مريب، حيث أن سياسة المقاطعة وعدم التصويت لم تعد الإستراتيجية الأفضل لمواجهة هذه السياسة.

لقد كانت انتخابات السابع عشر من سبتمبر مثيرة للغاية، حيث أدت إلى البدء في تضعضع حكم نتانياهو وإمكانيات إعادة تقلّده رئاسة الحكومة، حيث أشار الجميع إلى أن المشتركة زادت من قوتها كما زاد ليبرمان من قوته وحافظ جانتس أيضا على قواه، أما الخاسر الوحيد فهو نتانياهو، والذي خسر أكثر من 10 مقاعد في هذه المعركة، حيث تركه الكثير من الإثيوبيين، الذين يشكلون مقعدين، كما ترك الليكود ناخبين روس وانتقلوا إلى ليبرمان، وخسر جماهير يهودية واسعة من مدن التطوير في الشمال والجنوب، والتي انتقلت إلى حزب جانتس وحزب العمل داعمة اورلي ليفي ابا كاسيس.

هذا وأدت قبضته الحديدية اتجاه حزبه وقادة الليكود إلى خسارة عدد من الأصوات والمؤيدين لهذا الحزب في هذه المعركة، كما ان التحريض الدموي اتجاه المواطنين العرب والذي بدأ قبل شهر من الانتخابات، ساعد الكثير في زيادة مشاركة المواطنين العرب في هذه الانتخابات لضحر حكم نتانياهو الاستبداديّ المطلق.

إن كل هذه العوامل قاطبة أدت إلى خسارته لـ 10 مقاعد كان يمكن أن يحصل عليها ويحقق نصرًا ساحقا على جانتس، لكن ما حصل في واقع الأمر هو اختفاء حزب كاهانا الذي أدى إلى ضياع حوالي مقعدين كان يمكن أن تكن من حصة الليكود ، كما أن سياسته تجاه حزب البيت اليهودي وهجومه الكاسح عليهم أدى أيضا إلى إضعاف تمثيلهم ب 3 مقاعد، أما ألضربه القاضية Knock out الذي تلقاها، فجاءت خلال عدم نجاعة سياسته التحريضية تجاه على العرب في هذه البلاد والتي أدت بالتالي وكردة فعل لسياسته هذه إلى زيادة التصويت والمشاركة السياسة العربية، ولقد صبّ ذلك في نهاية الأمر لصالح القائمة المشاركة، وهنالك توجه عام بان القائمة المشتركة سوف تحصل على 13 مقعدا، أي أنها زادت 30%من قوتها، وهذا انجاز كبير للقائمة المشتركة، ويسود بعض أوساط هذه القائمة بأن هذا الانجاز يعود إلى المواطنين العرب، وهذا بالفعل أمر محقّ ومؤكد، فزيادة نسبة التصويت من 48% إلى 61% وترك الأحزاب الصهيونية، أتى نتيجة لحملات التحريض العنصريّة المقززة التي بدأها نتانياهو ضد العرب في هذه البلاد.

أما اليوم وبعد ثلاثة ايام من يوم الانتخابات، فان نتانياهو وقيادة الليكود يستمرون في سياسة ممنهجة لإقصاء الوسط العربي ولا يعتبرون أن جانتس يملك توصيات لتأليف الحكومة لتتراوح الى 57 مقعد. مهما يكن فان القائمة المشتركة وإذا أرادت أن تشارك في هذه اللعبة السياسية وتستمر في عملية الإطاحة في نتانياهو، فعليها ان توصي بآخرين غير نتانياهو لتاليف الحكومة بعد أن تقيم مفاوضات سرية يدفع فيها ثمن هذه التوصية للجماهير العربية وتتمثل بحقوق مجتمعية ومدنية وسياسية يتفق عليها.

وإضافة إلى سرية المفاوضات مع الإطراف الأخرى، فمن المفضل على القائمة المشتركة في أن لا تكثر في التصريحات في الإعلام الإسرائيلي، بل تحافظ على أوراقها، لان الأمر في غاية الدقة، فالتصريحات الذي أعلنها أيمن عودة مباشرة بعد الاستفتاء، سرعت ببنيامين نتانياهو لإقامة كتلة اليمين الجديد المكون من 55 نائبًا، فمباشرة بعد الانتخابات شعرنا بتشرذم كبير في تصريحات مندوبي الأحزاب العربية، الأمر الذي أدى إلى أن يستغل الإعلام الإسرائيلي الشرخ بين التجمع وباقي الأحزاب، بحيث ظهر التجمع بأنه لا يريد التوصية على جانتس الأمر الذي يؤدي إلى إبقاء نتانياهو، هذا واستغل الإعلام جيدا هذه الفروقات بين الأحزاب العربيّة وبدأ يروّج لها بان التجمع سوف لا يكون من المشاركين في التوصية على أي مرشح لرئاسة الحكومة، مهما يكن القول فانه من الأرجح ان تقوم القائمة المشتركة بضبط تصريحاتها وتنظيم عملها إعلاميا كما يفعل الاخرين، بحيث يتكلّم ناطق واحد باسم الأحزاب الكبرى للحفاظ على سرية أوراقها أمام الإعلام الإسرائيلي ومفاوضيها من الطرف الأخر.

إنني أريد إن اسمع عن إقامة اجتماع واحد لتقييم النتائج بين كافة المندوبين والخروج بقررات تلزم كافة الأطراف، وكما قال أيمن عودة، فإذا اخذ القرار بالأغلبية فعليه إن يلزم كافة المشاركين وهذا أمر استراتيجيّ من الدرجة الأولى، وإذا ذهب إلى رئيس الدولة وتكلّم فقط باسم 10 مندوبين فان ذلك يشكل فشل ذريع لكل الجهود التي تمت إلى الوصول لهذا النجاح.

وعلينا أن نتوقع في المستقبل القريب أن نتانياهو سوف يستمر في التحريض في الشهرين المقبلين ونزع الشرعية عن مواطنة المواطنين العرب، وهذا أمر مريب، حيث أن سياسة المقاطعة وعدم التصويت لم تعد الإستراتيجية الأفضل لمواجهة هذه السياسة، بل زيادة التصويت والمشاركة السياسية في هذه اللّعبه. هذا ويحتم علينا في مواجهة نزع الشرعية بأن نصعّد من العمل الدولي ضد هذا التحريض الأرعن لمواطنتنا بحيث نعلم هذه الإطراف الدولية كالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والرأي العام العالمي، بما يقوم فعله رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يتغنى بديمقراطية المجتمع الاسرئيلي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة